صحافة واعلام
ولد الشيخ يدعو أطراف الصراع اليمني إلى العودة لطاولة المفاوضات
المبعوث الأممي إلى اليمن يؤكد بعد زيارته إلى السعودية أن الجهود مستمرة لمساعدة طرفي الصراع اليمني على التوصل إلى حل سلمي وتغليب المصلحة الوطنية.
صنعاء- قال إسماعيل ولد الشيخ، المبعوث الأممي إلى اليمن، إن زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض كانت موفقة.
وذكر والد الشيخ في منشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن زيارة الرياض كانت موفقة والجهود مستمرة لمساعدة طرفي الصراع في اليمن على التوصل إلى حل سلمي على أمل أن يلهم شهر رمضان الأطراف على تغليب المصلحة الوطنية.
وفي نهاية الشهر الماضي، قدم ولد الشيخ، إحاطته لمجلس الأمن حول الوضع في اليمن، داعيا أطراف الصراع إلى العودة لطاولة المفاوضات من أجل حل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عامين.
ورغم ما أبداه ولد الشيخ من مرونة كبيرة في معاملة المتمرّدين باليمن، بحيث جعل منهم طرفا ندّا للسلطات الشرعية المعترف بها دوليا، إلاّ أنّه ظلّ موضع اتهام دائم من قبل جماعة الحوثي بالانحياز ضدّها.
وقال رئيس “المجلس السياسي الأعلى” التابع للمتمردين صالح الصماد “نوجه رسائلنا للأمين العام للأمم المتحدة الذي جاء بولد الشيخ ليساومنا على ميناء الحديدة بالرواتب، نقول له بصوت واحد إن مبعوثه غير مرغوب فيه بعد اليوم”. وأضاف “أي تواصل مع ولد الشيخ أو ترحيب به بعد اليوم ليس له أي قبول”.
وسُجّل خلال الأيام الماضية تراجع المتمرّدين ميدانيا في مدينة تعز التي تعتبر معركتها جزءا من معركة تحرير الساحل الغربي لليمن، حيث تقع مدينة الحديدة التي تضمّ ميناء استراتيجيا يخشى المتمرّدون فقدان السيطرة عليه وبالتالي خسارة أهم منفذ لهم على البحر وموردا ماليا مهما لتمويل مجهودهم الحربي.
ويحاول المتمرّدون الضغط على الأمم المتحدة باستخدام الورقة الإنسانية لمنع التحالف العربي من إطلاق عملية تحرير الحديدة. وتتوسط المنظمة بين أطراف النزاع اليمني وتدفع نحو حل سياسي منذ أكثر من عامين من دون أن تنجح في ذلك. وركّزت خلال الفترة الأخيرة على تحييد ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين عن النزاع.
وأصبحت الأمم المتحدة أقرب إلى حالة السلبية والعجز عن إحداث أي خرق في الملف اليمني، وذلك بسبب معالجاتها المرتبكة للملف وعدم حرصها على تنفيذ قرارات واضحة في إدانتها للمتمرّدين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وخلال الفترة الأخيرة ومع تواتر الحديث عن عملية عسكرية كبيرة لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي المطلّ على الساحل الغربي لليمن من سيطرة المتمرّدين، لوّحت الأمم المتحدة بالورقة الإنسانية، وأثارت المخاوف بشأن مصير المدنيين لعرقلة العملية.
وتُتّهم جماعة الحوثي بالعمل عمدا على تعطيل جهود الأمم المتحدة في اليمن وتعقيد الحلّ خدمة لأجندة إيران الداعمة الأساسية لها والتي من مصلحتها الإبقاء على الملف مفتوحا ليظل البلد بؤرة للتوتر قريبا من منطقة الخليج وبجوار غريمتها الأولى المملكة العربية السعودية.
وخلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة اليمنية صنعاء تعرّض المبعوث الأممي لمحاولة اعتداء اتهمت أوساط متعدّدة جماعة الحوثي بتدبيرها بقصد ترهيبه وإهانته، وتمثلت في إطلاق النار على موكبه أثناء مغادرته مطار صنعاء باتجاه مقرّ إقامته.
وإثر الزيارة ذاتها أحرج ولد الشيخ المتمرّدين بمقترح حول الحديدة أدلى به خلال إفادته عن الوضع في اليمن أمام مجلس الأمن، وتضمّن تسليم ميناء الحديدة لجهة محايدة واستخدام الإيرادات الجمركية والضريبية من الميناء لتمويل الرواتب والخدمات الأساسية.
ومنذ بدء الحرب في اليمن، رعت الأمم المتحدة ثلاث جولات من المفاوضات، غير أنها فشلت كلها في التوصل إلى حل للأزمة يرضي طرفي النزاع.
وتشهد اليمن حربا عنيفة منذ اكثر من عامين، بين القوات الحكومية مسنودة بقوات التحالف العربي من جهة، ومسلحي الحوثيين والقوات الموالية لهم من جهة ثانية، خلفت اكثر من 10 آلاف قتيل اغلبهم مدنيين، وجرح عشرات الالاف، كما ادت الى نزوح قرابة ثلاثة ملايين يمني، واجبرت 200 ألف على اللجوء في الخارج، حسب تقديرات للأمم المتحدة.