سلطنة عمان
سلطنة عمان تشهد استحقاقات ثقافية خليجية وعربية وعالمية مهمة
يوماً بعد آخر تشهد سلطنة عمان زخماً فى الفعاليات والأنشطة الثقافية، كما تواصل تسجيل استحقاقات ثقافية خليجية وعربية وعالمية، نتيجة تنفيذ استراتيجية تستهدف إثراء حوار الحضارات من جهة، ورفع مستويات الوعى والتذوق الفنى من جهة أخرى، ونتيجة لذلك يسجل الأشقاء العمانيون إنجازات ثقافية وفكرية وفنية جديدة، لتسطر السلطنة فى سجلها الحافل المزيد من الفعاليات والمؤتمرات والندوات والمهرجانات، ويعد ذلك انطلاقاً أيضاً من تنفيذ توجيهات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بالاهتمام برعاية الثقافة والفنون والآداب، وإبراز دور التراث العُمانى بأشكاله وأنواعه المختلفة كتراث عالمى إنسانى ذى قيمة استثنائية.
على هذا الأساس تعد سنة 2019 عاماً ثقافياً عمانياً بامتياز، وامتداداً له فإن عام 2020 سيشهد فعاليات ثقافية جديدة مهمة.
كان الحدث الأبرز الإعلان عن نتائج جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب حيث فاز الفنان على الحجار فى مجال الطرب العربى عن فرع الفنون، كما فاز باسم فرات من العراق فى مجال أدب الرحلات عن فرع الآداب.
وتعبيراً عن التقدير الدولى بالمبدعين العمانيين فازت الروائية الدكتورة جوخة الحارثية بجائزة (مان بوكر) الدولية عن روايتها «سيدات القمر» التى ترجمتها للإنجليزية المترجمة الأمريكية مارلين بوث بعنوان «الأجرام السماوية» وصدرت عن دار إنفرنيس ساندستون.
كما حصد الشاعر حسن المطروشى جائزة توليولا الإيطالية عن نصه الشعرى «النسل المطرود».
وفاز الباحث العمانى الدكتور سليمان بن محمد بن سليمان البلوشى عميد كلية التربية جامعة السلطان قابوس، بجائزة عبدالحميد شومان للباحثين العرب عن مجال «العلوم الإنسانية والاجتماعية والتربوية» عن موضوعه «استراتيجيات تطوير التعليم فى الوطن العربى».
ومن ناحية أخرى أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) هذا العام إدراج الشاعر العمانى ناصر بن سالم الرواحى الملقب بـ(أبى مسلم البهلانى) ضمن الشخصيات المؤثرة عالمياً بمناسبة الذكرى المئوية الأولى على وفاته، حيث توفى عام 1920 وتم ذلك خلال انعقاد أعمال الدورة الجديدة للمؤتمر العام لليونسكو بمقر المنظمة بباريس، ويأتى هذا الإنجاز استكمالا لجهود السلطنة السابقة فى إدراج أربع شخصيات عمانية مؤثرة عالمياً على لائحة برنامج الذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً، والشخصيات هي: عالم اللغة الكبير ومؤسس علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدى الذى أدرج عام 2006، والطبيب والصيدلانى راشد بن عميرة أدرج عام 2013، والموسوعى والمصلح الاجتماعى الشيخ نورالدين السالمى الذى أدرج عام 2015، وأخيراً الفيزيائى والطبيب العمانى أبومحمد الأزدى المعروف بـ(ابن الذهبى) فى عام 2015.
* من أبرز الأحداث التى تمت فى ضيافة مسقط إقرار وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون الخليجى الاستراتيجية الثقافية المشتركة 2020 – 2030، واعتماد العاصمة مسقط كمقر دائم لـ«مركز الاهتمام باللغة العربية والترجمة والتعريب».
جاء ذلك خلال الاجتماع الثالث والعشرين للوزراء الذى استضافته السلطنة، حيث أقروا عدداً من التوصيات التى من شأنها تعزيز التعاون الثقافى لدول المجلس، انطلاقاً من سلطنة عمان.
* على الصعيد الوطنى العمانى أكد منتدى التواصل الحكومى فى دورته الثانية على دور الإعلام فى تعزيز الأمن الوطنى وبناء سمعة المؤسسات الحكومية وصناعة قوة ناعمة تكون جدار صد، وشدد المنتدى على أهمية تنظيم التواصل بين المؤسسات الحكومية والمجتمع لتحقيق التنسيق والاتساق فى العملية الإعلامية، وإيصال الفهم المشترك للقضايا والسياسات المختلفة، وتوضيح الأهداف والتحديات التى تواجه الحكومات بكل شفافية ووضوح عبر وسائل الإعلام المختلفة.
* كما تواصلت فى السلطنة العديد من الفعاليات المتميزة ذات الزخم، فعلى سبيل المثال أقيمت ندوة «مازن بن غضوبة الطائى.. أثره ورؤيته الفكرية» بالنادى الثقافى، وسلطت الضوء على الصحابى الجليل ونسبه وحياته وإسلامه وأسرته والحياة الاجتماعية العمانية فى عصره، بمشاركة أربعة من الباحثين توسطهم الدكتور سيف الهادى ليدير دفة الأمسية.
* من جانبها شاركت جمعية الصحفيين العمانية بتنظيم فعاليات ملتقى الصحافة العماني- الصينى الذى استضافته العاصمة الصينية بكين فى سبتمبر الماضى بمشاركة 40 إعلامياً من أعضاء الجمعية يمثلون مختلف الوسائل الإعلامية بالسلطنة بجانب مشاركة عدد من الاقتصاديين والأكاديميين، ويأتى تنظيم هذه التظاهرة الإعلامية والثقافية والاقتصادية بعد النجاح الذى حققه ملتقى الصحافة العماني- الفرنسى والذى استضافته اليونسكو وحظى بإشادة واسعة من داخل وخارج السلطنة.
من جانبها شاركت وزارة التراث والثقافة ممثلة باللجنة الوطنية العُمانية للمتاحف فى المؤتمر العام للمجلس الدولى للمتاحف بمدينة كيوتو باليابان الذى عقد فى سبتمبر الماضى، بمشاركة عدد من اللجان الدولية والوطنية التابعة للمجلس الدولى للمتاحف، وحمل المؤتمر العام للمجلس الدولى للمتاحف بكيوتو شعاراً بعنوان «المتاحف كفضاءات ثقافية: مستقبل التقاليد»، حيث بدأت المتاحف فى السنوات الأخيرة وفى جميع أنحاء العالم التفكير بجدية أكثر فى خدمة المجتمع، وذلك وسط
العديد من التغيرات السياسية والاقتصادية والعالمية والاجتماعية التى تحدث فى كل أنحاء العالم، ومع القضايا الأساسية لتغير المناخ والفقر والصراع، والكوارث الطبيعية وحقوق الإنسان والبيئة، أصبح الموضوع الأكثر إلحاحا للمتاحف هو النظر فى كيف يمكن أن تسهم فى بناء مستقبل سلمى ومستدام، وهذه هى رسالة المتاحف العمانية.* تم بالتعاون مع مركز التراث العالمى بمنظمة اليونسكو والمجلس الدولى للمعالم والمواقع (ايكوموس) تنظيم حلقة عمل دولية حول التطبيقات العملية لتوصيات صلالة لإدارة المتنزهات والمواقع الأثرية خلال سبتمبر الماضى بولاية نزوى بمحافظة الداخلية.. ويأتى تنفيذ هذه الحلقة التزاماً من السلطنة بموقفها الثابت ودعمها الدائم لصون التراث الثقافى وتحقيق أهداف اتفاقية التراث العالمى، وتعد هذه الحلقة الدولية نتاجاً لعمل دؤوب ومتواصل لحلقات ومؤتمرات سابقة حول المتنزهات والمواقع الأثرية وتم تنفيذها بالتعاون مع المجلس الدولى للمعالم والمواقع والخبراء الدوليين.
* تتواصل الاستعدادات لإطلاق النسخة الخامسة والعشرين من معرض مسقط الدولى للكتاب بعد أن سجل فى دورته السابقة استحقاقات مهمة بمشاركة 882 دار نشر من مختلف دول العالم، وسط حضور رسمى وثقافى كبير فى مركز عمان للمؤتمرات والمعارض.
كما تم استضافة السلطنة ضيفاً خاصاً على معرض باريس الدولى للكتاب، إلى جانب تدشين الركن العمانى على مساحة شاسعة فى قلب المعرض الدولى وتحت عنوان بارز محمل بالدلالات الثقافية والسياسية «السلام من خلال الكتب المفتوحة»، وحضرت ثيمة السلام بكثرة فى المشاركة العمانية فى المعرض سواء من خلال المعروضات أو حتى من خلال الفعاليات والحوارات المصاحبة.
وتشارك السلطنة فى مختلف المعارض المهمة التى تقام فى العام المقبل لتقدم نماذج متكاملة للمفردات الثقافية والحضارية العمانية بدءاً بالمخطوطات القديمة التى تمثل جانباً مهماً من جوانب الإرث الحضارى العمانى وآلاف من عناوين الكتب فى مختلف العلوم والفنون الإنسانية بمختلف اللغات.
كما تحضر الفنون الموسيقية العمانية فى أجنحة السلطنة من خلال مشاركة الأوركسترا السيمفونيةالتى ستعطى مشاركة السلطنة طابعاً مميزاً وتخاطب شعوب العالم بلغة يتقنونها عبر وسيط الموسيقى وأنغامها العذبة، كما تحضر الفنون التشكيلية واللوحات الضوئية لتعطى ملمحاً من ملامح تطور الفنون فى السلطنة وإمكانيات الفنان والمبدع العمانى، كما ستحضر المشغولات اليدوية العمانية باعتبارها ملمحاً آخر من ملامح التطور الحضارى العمانى عبر سياقات الزمن، إضافة إلى ندوات ثقافية وفكرية وأمسيات شعرية وندوات حوارية سياسية تستقصى تاريخ العلاقات العمانية الفرنسية.
* ومن بين الفعاليات الثقافية دشنت وزارة التراث القومى والثقافة برنامج قاعدة الكتّاب والأدباء بالوزارة، متوجهة لاستثمار منظومة التحول الرقمى، فى وضع قاعدة للكتّاب والأدباء فى المجالات الثقافية بغرض توثيقها بطريقة عملية حديثة، وإيجاد بيئة رقمية خاصة للمثقف وجعلها متاحة للعامة والشارع الثقافى فى آن معا، على أمل أن تسهل القاعدة التواصل بين الوزارة والمثقف والكاتب والأديب، كما شاركت السلطنة ممثلة فى المتحف الوطنى وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كضيف شرف بمناسبة مرور (80) عاماً على افتتاح المتحف الوطنى للفنون الجميلة فى مينسك بجمهورية بيلاروس.
ونظم المتحف الوطنى معرض «عُمان درة الشرق: الصناعات الحرفية» ضمن فعاليات «يوم عُمان» والتى يتبناها المتحف فى إطار تعريفه بثقافة وحضارة وتاريخ السلطنة فى مختلف المحافل الدولية.
(الوفد)