عدد الخنافس التي تعيش في كوكب الأرض مهول لدرجة أنه لا يفوق عدد البشر فقط، بل يفوقون كل شيء! حيث أن واحدًا من كل أربعة من المخلوقات على الأرض هو خنفساء؛ و هناك ما يقدر بنحو ثلاثة ملايين نوع من الخنافس و لم يتم تحديد إلا عُشر هذا العدد فقط! وكما سنرى في هذا المقال، فقد تستخدم الخنافس لبعض الأغراض الغريبة جدًا، وبعض هذه الحشرات نفسها تعيش حياة مثيرة للاشمئزاز حقًا.
استخدام الخنافس الحية كمجوهرات
استخدام الخنافس الحية في المجوهرات يعود إلى مصر القديمة، حيث كان الجنود يضعونها على زيهم العسكري اعتقادا منهم أن لها قوى سحرية، أما في المكسيك، فهناك تقليد المايا القديمة يقول أن أميرة مُنعت من الزواج من حبيبها فقامت ساحرة بتحويلها إلى خنفساء Maquech بحيث تستطيع أن تعيش ما بقي من حياتها على سترة عشيقها، قرب قلبه.
و بدأت نساء المايا ارتداء خنافس Maquech الحية على شرف الأميرة الأسطورية، وكانت Maquech خنفساء المجوهرات اتجاه الموضة في المكسيك منذ 1980، حيث أن هذا النوع من الخنافس لا يأكل في كثير من الأحيان وعادة ما يعيش سنتين إلى ثلاث سنوات؛ وكانت الخنفساء تزين بالأحجار الكريمة ويتم غرز سلسلة ذهبية في أجنحتها لتعلق على دبوس، ومن تم تزين قميص أو بلوزة أحدهم. وقد لقي هذا السلوك تنديدًا شديدًا من جماعات حقوق الحيوان، كما تم منع إدخال خنفساء Maquech الى الولايات المتحدة، ويمكن أن يتم تغريم المسافرين بمبلغ يصل إلى 500 دولار اذا حاولوا ذلك.
دروع من الروث
الخنافس أيضا تستخدم فضلاتها على نطاق واسع، فهناك خنفساء السلحفاة الذهبية، وهي خنفساء جميلة لديها شوكة للشرج، والتي تجمع الفضلات والجلد الميت وتحوله إلى درع ضخم على شكل ذيل القندس! كما أن يرقات الخنافس لديها فقاعة شفافة على ظهورها مليئة بالبراز الذي تحمله لردع الأعداء!
ديدان السكك الحديدية
ليست ديدان ولكنها نوع من الخنافس الإناث ويمكنها أن تنتج الضوء تماماً مثل اليراعات! هذا الضوء يأتي من أجهزة ضوئية تقع في بقع متوهجة في جسمها، وهذه البقع المتوهجة تشبه نوافذ عربات القطار المضيئة في الليل، وغالباً ما يشار إليها على أنها “ديدان السكك الحديدية”. هذه الخنافس لديها جهاز خفيف مخصص لجمع الأكسجين و السيفيرين لإنتاج الضوء، و هي تعيش في المناطق الرطبة من الأمريكتين، وآسيا، وأوروبا ، ويبدو أن الجنود استخدموها في الخنادق أثناء الحرب العالمية للإضاءة أثناء قراءة الخرائط!
الخنافس المعدنية
هناك العديد من الخنافس القزحية والتي تتميز بظهرها المعدني المتلألئ ولكن هناك نوع منها نادر جدا يتألق جسمها كله من رأسها وقدميها وحتى بطنها! وهذا النوع ينحدر من استراليا و غينيا الجديدة، وتتراوح ألوانه بين الذهبي والأخضر والأرجواني والأزرق، و على عكس الطيور تستخدم الخنافس المواد الكيميائية بدلا من الألوان لجذب الشركاء.
رقص الخنافس
المنافسة بين خنافس الروث قاسية حتى أن بعض الخنافس تتشبث بأرداف الثدييات، وتنتظر ما تجود به عليها من الروث! و بمجرد نزول القليل من الروث تصبح المنافسة أكثر شراسة، وتحاول كل خنفساء الحصول على كرة من الروث، لتحملها إلى الجحر. ولتحويل الروث إلى كرة متماسكة تقوم الخنفساء بحركات دائرية تشبه الرقص .
خنافس ثلاثية الفصوص
بعض أنواع الخنافس لها نفس شكل أسلافها في عصر ما قبل التاريخ حيث أنها شبيهة بخنفساء التريلوبيت التي انقرضت! هذه الخنافس هي ثلاثية الفصوص، وتختلف عن أسلافها في وجود بعض الدروع أسفل شفتيها! الذكور من هذه الخنافس تطير بينما الإناث لا يمكنها الطيران لأنها لا تملك أجنحة، والغريب أن هذه الخنافس تتناسل لساعات متواصلة ثم يموت الذكر بعد ذلك!
خنفساء تتغذى على الجثث
هذا النوع من الخنفساء لديه سلوك غريب نوعًا ما حيث يقضي الذكر و الأنثى شهر العسل في البحث عن طائر أو نوع من القوارض الميتة، وبعد إيجادها يحملانها و يبدآن البحث عن مكان ملائم وبعد إيجاده يقومان بدفنها، وذلك بالحفر تحتها وتغطيتها بالرمال؛ ثم يجلس الذكر فوقها أما الأنثى فإنها تكون داخل الحفرة حيث تبني عشًا بجانب الجثة ثم تقوم بإزالة الريش أو الجلد و العظام عنها وتغطي اللحم بمادة خاصة لحفظها من التلف ثم تضع بيضها بجانب الجثة، وعندما يفقس البيض تبدأ بأكل اللحم وإطعامه لليرقات!
خنافس قد تجعل جيمس بوند يشعر بالغيرة!
إنها زورق، أو غواصة، أو طائرة، أو جميعها! إنها الخنفساء الدوّمة Whirligig Beetle تقضي معظم حياتها على البرك والبحيرات، لها أرجل برتقالية طويلة، وهي تعيش في مجموعات وتتحرك بطريقة فوضوية! وعندما تشعر بالخوف تغوص تحت الماء وتستخدم فقاعة الهواء للبقاء تحت الماء لفترات طويلة! في الخريف تطير الخنافس البالغة بحثًا عن بركة أو حفرة مائية أخرى؛ وهذه الخنافس لها أربعة عيون وقرب رأسها يشبه أنف سفينة فضاء.
الخنفساء الإسبانية
الذبابة الاسبانية الأسطورية المثيرة للشهوة الجنسية ليست من الذباب إنها من الخنافس. هذه الخنافس تفرز سائلًا لبنيًا يدعى الكانثريدين من مفاصل الساق لدرء الحيوانات المفترسة، كما أن الإناث تستعمله لتغطية البيض المخصب لحمايته؛ والكانثريدين عديم اللون، عديم الرائحة يصبح صلبًا في درجة حرارة الغرفة. هي مادة سامة ومهيجة تسبب بثور إذا لامست الجلد، أما إذا ابتلعت، فابستطاعتها تجريد الإنسان من بطانة المعدة، وبالتالي فهي مادة سامة وليس لها ترياق معروف.
و قد اعتبرت هذه المادة مثيرة للقدرة الجنسية قديمًا ولكنها في الحقيقة يمكن أن تكون قاتلة، حيث أن الكانثريدين لا يفقد صفاته المهيجة عندما يُهضم وفي نهاية المطاف، تفرز في بول الرجل، وتؤدي إلى تضخم مجرى البول، كما أنها يمكن أن تسبب آلام في البطن والجهاز التنفسي وفشل القلب الشديد والفشل الكلوي والتشنجات والغيبوبة والموت!