سياسة

حضور جماهيري كبير للمسرح الإماراتي في العيد

الامارات – بخلاف الكثير من الفنون الأخرى، يمثل المسرح فرصة للالتقاء المباشر مع الجمهور، لذا فإنه يملك دورا أساسيا سواء من ناحية التثقيف أو من ناحية تقديم رسالة فكرية أو جمالية، كما يتميز بخلق حراك فني مؤثر، إذ لا فاصل بينه وبين المتقبلين. وإيمانا بدور المسرح الكبير قدمت الإمارات دعما كبيرا للفن المسرحي وأولته الاهتمام البارز، ما جعل من مسرحها يتطور من حيث الطرح والأداء، ليكون من بين أفضل المسارح العربية.

اختتمت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة مساء أول أمس في أبوظبي وعجمان ورأس الخيمة عروض مسرحيات أيام العيد التي استضافتها لمشاركة الجمهور فرحة عيد الفطر ودعم الحركة المسرحية والمبدعين والإنتاج الإبداعي والثقافي الإماراتي.

تطور المسرح

استمرت العروض على مدى أيام عيد الفطر وحضرها جمهور من مختلف الجنسيات من مواطنين ومقيمين في الإمارات وذلك وسط إشادة من الجمهور بالعروض المسرحية من حيث الفكرة والموضوع والإخراج والممثلين ومطالبات بتمديد أيام العرض.

ما قدم من عروض شكل مجموعة من أعمال فنية متقنة ومتماسكة من كافة الجوانب الفنية من نص وإخراج وأداء

أعرب ياسر القرقاوي مدير إدارة الفعاليات الثقافية بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة عن سعادته بالنجاح الذي حققته العروض المسرحية التي استضافتها الوزارة من حضور جماهيري كبير، لافتاً إلى أن ما قدم شكل مجموعة من أعمال فنية متقنة ومتماسكة من كافة الجوانب الفنية من حيث فكرة العمل والسيناريو والإخراج، كل ذلك توّجه أداء الممثلين المتميز.

كما أكد القرقاوي أن النجاح الحقيقي الذي فازت به جميع العروض المسرحية التي استضافتها الوزارة والفنانون المشاركون هو الجمهور الغفير الذي حضر العروض وأشاد بها.

ونوه القرقاوي بالمستوى الجيد الذي تم تقديمه في جميع العروض، مضيفاً أن حرص وزارة الثقافة وتنمية المعرفة على دعم الحركة المسرحية في دولة الإمارات يهدف في المقام الأول إلى الارتقاء بالحركة المسرحية في الدولة وقناعتها التامة بأن دعم واستمرار مثل هذه العروض المسرحية هما اللذان يصقلان موهبة المخرجين والمؤلفين والفنانين الشباب الإماراتيين ويزيدان من خبراتهم في العمل المسرحي، مؤكداً على أن هذه العروض نجحت من اليوم الأول بعد أن استطاعت جذب عدد لافت من الجمهور، كما أن جميع العروض التي تم عرضها نالت استحسان الجمهور.

مشهد من مسرحية “ترانزيت” بعجمان

وقال القرقاوي إن المسرح الإماراتي خلال السنوات الماضية استطاع إثبات وجوده في المشهد الثقافي العربي عبر تجارب نابعة من خلال التركيز التام على جودة النص والأداء والإخراج المسرحي، والذي أصبح أمرا تدعمه المؤسسات والجهات الثقافية الحكومية في الدولة، مؤكداً أنه “لا يمكن أن ينهض المسرح دون وجود عوامل إبداعية حقيقية لدى المبدع ذاته”.

أعمال للجمهور

على صعيد متصل أشاد الجمهور بالعروض المسرحية المقدمة حيث أكد الكثير من متابعي الأعمال المسرحية أن أهم ما ميز هذه العروض هو طرح ومعالجة العديد من المواقف والقضايا الاجتماعية حيث جاء عرض مسرحية “باي باي تي في”، من تأليف وإخراج سالم الجنيبي، على المسرح الوطني في أبوظبي واستمرت على مدى أربعة أيام.

وتدور أحداثها حول واقع السوشيال ميديا (مواقع التواصل الاجتماعي) وما سببته من آثار إيجابية وسلبية في المجتمع، وكيف خلقت حالة من العزلة المنزلية بين أفراد العائلة الواحدة، ونرى انشغال أفراد المجتمع بالهواتف في معظم الأوقات لذا سلطت المسرحية الضوء على هذا الجانب في قالب كوميدي ترفيهي اجتماعي، وتناولت بعض الإرشادات والتوجيهات لأفراد المجتمع.

فيما استضاف مسرح مركز الوزارة في عجمان أول وثاني وثالث أيام العيد مسرحية “ترانزيت”، إخراج مروان عبدالله وتأليف طلال محمود، التي تدور أحداثها حول مجموعة مسافرين في مطار أجنبي حجزوا عبر شركة سفر جديدة لشخص اسمه بن فرناس وتتشابك خطوطهم وقصصهم أثناء وجودهم في المطار، ونتجت عن ذلك مجموعة من المواقف المضحكة.

أما مسرح مركز الوزارة في رأس الخيمة فقدم مسرحية “الباشا في ورطة”، وهي من إخراج حمد الحمادي وتأليف محمد القطان، أول وثاني وثالث أيام العيد.

وتدور أحداث مسرحية “الباشا في ورطة” في زمن ماض حيث أن المكان من وحي خيال مؤلف النص، وتتمحور هذه الأحداث حول رجل يعيش معاناة الفقر والديون حتى يتفاجأ بأنه أصبح باشا ويحكم مدينة في ساعات، فتبدأ المفارقات ونرى كيف يتعامل مع المنصب الجديد وكيف يتعايش مع الوضع.

إغلاق