جمعيات ومنظماتدول الخليجسلايد 1
سوق عكاظ سيكون مدينة ثقافية كبرى
السعودية : يعد سوق عكاظ العريق في السعودية من أهم الأماكن الحافلة بإرث ثقافي هام، حيث كان قبلة العرب وخاصة الشعراء، فيه يتجاور الأدب والفكر مع الناس. وتحيي السعودية سنويا تظاهرة سوق عكاظ، التي تضم جوائز أدبية مختلفة إضافة إلى تظاهرات ثقافية متنوعة، متجددة باستمرار. وفي إطار التجدد والحفاظ على التراث تسعى السعودية إلى جعل عكاظ مدينة ثقافية متكاملة، وبدأت في تنفيذ مخطط شامل لذلك.
بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية الإعداد لمشاريع تطوير سوق عكاظ في الطائف، بهدف تحويله إلى وجهة سياحية ثقافية رائدة على مدار العام، بالتعاون مع شركائها من الجهات الحكومية في المحافظة.
مدينة عكاظ الجديدة
أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على أن سوق عكاظ سيشهد منظومة تطويرية متكاملة إلى جانب الفعاليات المصاحبة، مشيرا إلى أن جهود الهيئة في سوق عكاظ تتجاوز تنظيم فعالية السوق إلى مشاريع أخرى مثل مشروع مدينة عكاظ ضمن مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني، إضافة إلى مشروع “جادة المستقبل”، ومشاريع النزل البيئية وغيرها من مشاريع الهيئة في السوق.
كما ثمن رئيس الهيئة برنامج السعودية للعناية بالتراث الحضاري، حيث سيكون سوق عكاظ ضمن المشروعات الرئيسية والرائدة لهذا البرنامج، مبيناً أن عكاظ كان منذ نشأته جزءا مهما من تاريخ إنسان الجزيرة العربية وكذلك نقطة ضوء تكشف العمق التاريخي والتراكم المعرفي لإنسان هذه الجزيرة العربية من قبل عهد الإسلام.
وأضاف بن سلمان أن مبادرة الهيئة بالتنسيق مع إمارة مكة ومحافظة الطائف وأمانة الطائف لتطوير مدينة عكاظ التاريخية ترجع إلى ما للسوق من أهمية تاريخية كونه أهم أسواق العرب القديمة، وارتبط اسمه بالنشاط الثقافي والاقتصادي، وهو السوق الذي زاره النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة، وبقيت معالمه محفوظة حتى يومنا هذا، حيث كان السوق ولا يزال رمزاً للتراث العربي، ويخضع حالياً لدراسات أثرية و تنقيبات في أجزاء واسعة منه بعد أن أظهرت المسوحات الأولية أنه من المواقع الغنية بالآثار.
كما أشار إلى أن الهيئة تسعى في كل المشاريع التي تقوم بها إلى إشراك القطاع الخاص في التنمية بالإضافة إلى القطاع الحكومي، لذلك يجري استكمال عملية التهيئة لطرح حقائب استثمارية للقطاع الخاص للعمل على عدة مشاريع في المدينة، مبينا أن تحول المدينة التاريخية إلى عامل جذب للسياح والزوار سيحث المستثمرين على توفير محال تقديم الخدمات والتجزئة والمطاعم والمقاهي وكذلك مركز إبداعي حرفي، وقرية تسوق، وأيضاً سوق تراثي، مع سوق مفتوح.
سيتم إنشاء أكاديمية الشعر العربي بمساحة 3 آلاف متر وتهدف إلى التثقيف المستمر من خلال أنشطة ومهرجانات وفعاليات ثقافية ومعارض شعرية
وقد تبنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مبادرة تطوير مدينة عكاظ بمحافظة الطائف ضمن مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني 2020. وتقدر مساحة المشروع بـ10 ملايين متر مربع بمدينة الطائف الجديد، باستثمارات كلية يصل مجموعها إلى 3.7 مليار ريال لكامل مراحل المدينة. ويتوقع أن تسهم مدينة عكاظ في جذب أكثر من 266 ألف سائح سنوياً.
التطلع إلى المستقبل
تتضمن مراحل سير العمل في مبادرة مدينة عكاظ حالياً ، مشاريع تحت التنفيذ هي: إعداد المخطط الهيكلي وضوابط ومعايير التطوير، ومخططات البنية الأساسية التفصيلية لمدينة عكاظ، والطريق الرابط بين مطار الطائف الجديد وطريق الرياض الطائف السريع مرورا بمدينة عكاظ، ومشاريع البنية التحتية إضافة إلى المشاريع الثقافية والتعليمية الترفيهية التي تمولها وتنفذها الدولة كمشروع متنزه عكاظ الوطني، ومشروع تنفيذ أعمال البنية الأساسية وتطوير الموقع العام ومشروع تنفيذ المباني والمنشآت.
وتشمل المشاريع التي ستنفذها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وشركاؤها في القطاع العام، قاعة رباعية الأبعاد ومتاحف تفاعلية تركز على التعلم بالترفيه بمساحة إجمالية تبلغ 2000 متر مربع وبقيمة 69.4 مليون ريال، ومتحف التاريخ الإسلامي بمساحة 10 آلاف م2 وتكلفة 73 مليون ريال، إضافة إلى مركز المعارض والمؤتمرات بمساحة 24 ألف متر مربع وتبلغ قيمته 138 مليون ريال، وقاعة متعددة الأغراض بإجمالي 25 مليون ريال على مساحة 5600 متر مربع.
كما سيتم إنشاء أكاديمية الشعر العربي بمساحة 3 آلاف متر وتهدف إلى التثقيف المستمر من خلال أنشطة ومهرجانات وفعاليات ثقافية ومعارض شعرية ومسرحية طيلة السنة تجذب الطلاب من داخل وخارج المملكة. والمتحف المفتوح بمساحة 4 آلاف م2 وقيمة 3 ملايين ريال، بجانب مركز الإبداع الحرفي وتبلغ كلفته الإجمالية 9 ملايين ريال على مساحة 2800 م2، ومتنزه عكاظ الوطني بالتعاون مع وزارة البيئة والزراعة والمياه بقيمة 101 مليون ريال.
أما المشاريع المستهدف تنفيذها من القطاع الخاص ضمن مبادرة مدينة عكاظ، فتتنوع ما بين متنزه ترفيهي، وقرية التسوق التراثية، وسوق مفتوح، ونزل إيواء، والمخيمات البيئية، ونزل تراثية، وقرية التسوق، ومنتجع استشفائي، وفندق تراثي، وفندق ومركز للأعمال، ونادٍ اجتماعي، ومدارس عالمية، وناد صحي نسائي، ومرافق رياضية، وشقق سكنية، ومستشفى، ومجمع سكني في شكل “فلل”، ومجمع سكني آخر في شكل “منازل متلاصقة”، وبيوت مكتبية.
الهيئة العامة للسياحة والتراث تسعى من خلال هذا المشروع إلى تطوير أول وجهة سياحية ثقافية متكاملة في السعودية
وتسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلال هذا المشروع إلى تطوير أول وجهة سياحية ثقافية متكاملة في المملكة، حيث ستقدم مدينة عكاظ مجموعة من المرافق والمزايا والمراكز الثقافية والمتاحف والمناطق الترفيهية ومركز للمؤتمرات التي ستجعل منه مركز جذب ثقافي للأعمال والترفيه والضيافة ووجهة تجذب الزوار على مدار العام.
وتهدف الهيئة إلى تحويل مدينة عكاظ إلى مركز للأعمال في مدينة الطائف الجديدة وإضافة اختيارات ترفيهية جديدة في الطائف التي تتميز بتاريخ عريق كمصيف تاريخي للمملكة.
وكانت دورة العام الماضي قد شهدت وضع حجر الأساس لأوّل هذه المشاريع وهو مشروع “جادة المستقبل”. ويهدف مشروع “جادة المستقبل” الذي يقام على مساحة تفوق 25 ألف متر إلى إعادة إحياء دور سوق عكاظ في تشكيل المستقبل للمواطن السعودي والمقيم والزائر، من خلال عرض أفكار ومنتجات المستقبل وتشجيع المبدعين والمفكرين على عرض منتجاتهم وأفكارهم في “جادة المستقبل”، التي ستتيح للزوار التعرف على المستقبل بجميع مجالاته الأدبية والعلمية والتقنية والاجتماعية بطريقة ممتعة وجاذبة، وسيتم العمل على تطوير “جادة عكاظ المستقبل” بما يتوافق مع هدف سوق عكاظ تاريخياً بكونه وسيلة للتفكير في مستقبل المشاركين في الجادة.
كما تحتوي على معارض للاختراع والابتكارات في مجالات مختلفة مثل التقنية والطب والهندسة والعمارة والاتصالات وغيرها. وتشتمل الجادة أيضاً على بوابة المستقبل حيث تتصل “جادة عكاظ المستقبل” الحالية ببوابة تقنية متقدمة تنقل الزائر من التراث إلى المستقبل بمنتجاته وعروضه العلمية الحديثة، والساحة التفاعلية وهي عبارة عن منطقة مفتوحة تتوسط الجادة يتفاعل فيها الزوار مع أنشطة المستقبل وتمكنهم من تجربة الابتكارات والتعرف على الاختراعات الحديثة.
كما طرحت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المخيم البيئي بمدينة عكاظ بالطائف (سوق عكاظ) للاستثمار ضمن ثلاثة مواقع استثمارية جرى تخصيصها لإقامة نزل ومخيمات بيئية في عدد من المناطق التي تلائم طبيعة المشروع كنمط جديد من أنماط الإيواء السياحي لتكون متاحة أمام المتنزهين والزوار في تلك المناطق.