سياسة
جزيرة تينيريفي لعطلة هادئة في الأطلسي الهائج
مدريد – تينيريفي واحدة من الجزر الرائعة والخلابة ضمن أرخبيل جزر الكناري السبع الموجود بإسبانيا، سميت بجزيرة “الربيع الأبدي” نظراً لطقسها الربيعي المعتدل طول العام، حيث تغازلها أشعة الشمس الذهبية على مدار العام فيمتزج لون السماء بشفافية مياه البحر الزرقاء في المحيط الأطلسي قرب الشاطئ المغربي لتكتمل اللوحة الطبيعية وتشكل هالة من السحر على هذه الجزيرة.
جزيرة تينيريفي أحد أهم المحطات السياحية الرئيسية والمهمة في إسبانيا والأطلسي وأفريقيا القريبة بل وعلى سطح المعمورة بشكل عام، فهي لا تبعد أكثر من ألف كيلومتر عن إسبانيا و330 كيلومترا عن الساحل الأفريقي والمغرب، فضلا عن أنها أكبر جزر المجموعة.
على طول شواطئ الجزيرة التي تصل إلى نحو 340 كيلومترا، منها 67 كيلومترا من الشواطئ الصالحة للسباحة والاستجمام، يمكن للسائح أن يعيش تجربة الغوص ومشاهدة الحيتان والدلافين والتي غالبا ما تتحرك بأعداد كبيرة حول جزر الكناري، ويمكن للسائح من خلال هذه المغامرة أن يتعرف إلى حياة وعادات هذه المخلوقات الجميلة ويتمتع بنسيم البحر اللطيف والشمس الرقيقة ويستمتع بالسباحة في المياه الصافية.
ويمكن للسائح المحظوظ أن يشاهد الدلافين وهي تتراقص فرحاً وتقفز في الهواء لثلاثة أميال كاملة فيلتقط صورا مع هذه المخلوقات الرائعة قبل عودتها إلى الأعماق.
وكما أن تينيريفي رائعة فوق الأرض فهي رائعة أكثر تحت الماء يكتشفها السائح من خلال رحلة في غواصة صممت خصيصاً لهذا الغرض كما وضعت كافة أساليب السلامة والراحة في الاعتبار.
متحف الطبيعة والإنسان الواقع في مدينة سانتا كروز يعتبر واحدا من أفضل المتاحف في جزر الكناري، إذ يحتوي على الكثير من المومياوات والجماجم
ففي الغواصة يتم تخصيص مقعد لكل شخص لضمان متعة المشاهدة تحت الماء، فضلاً عن وجود شاشات عرض في الداخل مما يتيح زوايا النظر البديلة.
ودمر اندلاع بركان “تريفيجو” عام 1706 مدينة “جاراتشيكو”، لكنه خلف سلسلة من برك الصخور التي شكلها تدفق الحمم البركانية، وعلى ما يبدو أن هذه الصخور قد نظمت نفسها بشكل طبيعي لتكون ممتعة للسائح، فأحد أجزائها عميق ومناسب للغوص والبعض الآخر مثالي للأطفال.
الترفيه في الجزيرة لا يتوقف عن البحر والسباحة والغوص ففي الجزيرة طبيعة وتاريخ وثقافة تستحق الاكتشاف، منها الحديقة المائية “سيام بارك” المستوحاة من الثقافة التايلاندية وهي واحدة من أفضل الحدائق المائية في العالم وتقدم مجموعة رائعة من المغامرات مثل السقوط الحر أو تجربة انعدام الجاذبية مع التنين العظيم، فضلاً عن مدافع المياه والنوافير والشلالات والجسور.
وتعدّ الحديقة الاستوائية لورو بارك جنة الحدائق الاستوائية في بويرتو دي لا كروز، على الساحل الشمالي لتينيريفي، وتضمّ الكثير من الحيوانات الغريبة ويمكن للسائح متابعة أسماك القرش وطيور البطريق في بيئة تحاكي القطب الشمالي، أو زيارة أكبر تجمع للببغاوات، فضلا عن عروض الدلافين المدهشة التي ترسم على وجهة الابتسامة وتبعث في نفسك الطمأنينة.
أما حديقة أناجا الريفية فتحتل معظم الجزء الشمالي الشرقي من تينيريفي، وتشمل مناطق الغابات الكثيفة وكذلك الجبال ذات الكثافة السكانية المنخفضة. ويمكن للزوار استكشاف أكثر من مئة نوع من الحيوانات المحلية المهدّدة بالانقراض في المنطقة، كما يمكن زيارة بعض القرى الصغيرة الموجودة في الحديقة.
ويعتبر متحف الطبيعة والإنسان يقع في مدينة سانتا كروز واحدا من أفضل المتاحف في جزر الكناري، إذ يحتوي على الكثير من المومياوات والجماجم للسكان الأصليين “الغوانش”، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأواني الفخارية البربرية ومن مصر القديمة، فضلاً عن عروض ومعلومات عن الجيولوجيا والحياة البرية في جزر الكناري.
ومن خلال الأهرامات يمكن للسائح الاستمتاع بالتاريخ الغامض للجزيرة، إذ تجذب أهرامات غيمار أكثر من مئة ألف سائح سنويًا وتدعوهم إلى تكوين اعتقاداتهم الخاصة حول أسطورة مدينة أطلنطا الغارقة حيث أن هناك اعتقادا شائعا في جزيرة تينيريفي أن أطلنطا كانت تقع هنا وأن هذه الأهرامات الستة ذات القاعدة مستطيلة الشكل والتي بقيت من تسعة أهرامات هي جزء منها.