سياسة
موسكو تبدأ بالرد على ‘وقاحة’ واشنطن
موسكو- أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان الجمعة أن موسكو ستحد الوجود الدبلوماسي الأميركي على أرضها ردا على إقرار الكونغرس عقوبات جديدة عليها، منددة بـ”عداء لروسيا”.
وتطلب موسكو من واشنطن عمليا خفض عدد العاملين في سفارتها وقنصلياتها في روسيا إلى 450 موظفا اعتبارا من الأول من سبتمبر، وتمنع السفارة الأميركية من استخدام مقر لها في ضواحي العاصمة الروسية ومستودعات.
ويضع الرد الروسي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في موقف صعب يستلزم منه الاختيار بين اتخاذ خط متشدد مع موسكو أو استخدام حق النقض لمنع التشريع وإغضاب حزبه الجمهوري.
وكان مجلس الشيوخ الاميركي اقر، الخميس، مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا على خلفية تدخلها المزعوم في انتخابات الرئاسة الاميركية.
ونص العقوبات الذي تم اقراره بـ98 صوتا مقابل صوتين نددت به موسكو وانتقده الاتحاد الاوروبي. ويشمل ايضا عقوبات على ايران وكوريا الشمالية، وقد تم ارساله الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي سيكون الان امام خيار توقيعه او وضع فيتو عليه.
وقال زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ان العقوبات ستعالج الفشل في معاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ما وصفه بانه “خرق مذهل” لانتخابات دولة ذات سيادة. وقال شومر “ان كل هذا يتغير اليوم”.
من جهته اشاد السيناتور جون ماكين الذي واظب على توجيه انتقادات قاسية لموسكو، بالتدابير الجديدة بحقها معتبراً أنّها “ستُحمّل في نهاية المطاف روسيا مسؤولية هجومها الصارخ” على الانتخابات الاميركية.
وقال “ان تصويت مجلس الشيوخ الساحق اليوم يبعث برسالة هامة مفادها ان اميركا لن تتسامح مع الهجمات على ديموقراطيتنا او مصالح الامن القومي”.
وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض إن “الإدارة الأميركية تدعم العقوبات ضد روسيا وإيران وكوريا الشمالية. نحن نواصل دعم عقوبات قوية ضد تلك الدول الثلاث”، وأضافت “سنظل ننتظر لنرى كيف سيبدو التشريع النهائي وسنتخذ قرارا عند هذه المرحلة”.
وصوت مجلس الشيوخ لصالح مشروع القانون بواقع 98 صوتا مقابل رفض صوتين بعد أن أقره مجلس النواب الثلاثاء الماضي إثر موافقة 419 صوتا مقابل رفض ثلاثة أصوات.
ويهدف مشروع القانون إلى معاقبة روسيا بسبب تصرفاتها في أوكرانيا وسورية، وكذلك تدخل موسكو المزعوم في انتخابات الرئاسة الأميركية.
ويتجاوز العدد الإجمالي للأصوات التي وافقت على مشروع القانون أغلبية الثلثين اللازمة في كل من المجلسين لإلغاء حق النقض (الفيتو) الرئاسي.
وكان ترامب قد أشار إلى استعداده للتعاون مع روسيا وشكك فيما إذا كانت موسكو قد تدخلت في انتخابات الرئاسة الأميركية، مما أثار مخاوف بين المشرعين من أنه قد يخفف العقوبات من جانب واحد.
ويحظر مشروع القانون على الرئيس تخفيف العقوبات الروسية دون موافقة الكونغرس. وربط المشرعون العقوبات على روسيا بإجراءات منفصلة تستهدف كلا من إيران وكوريا الشمالية في محاولة لجعل الأمر أكثر صعوبة على ترامب ليستخدم حق النقض ضد الإجراء.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن الخميس ان موسكو سترد على “وقاحة” واشنطن إثر إقرار مجلس النواب الاميركي في وقت سابق مجموعة العقوبات الجديدة بحقها.
واوضح بوتين خلال مؤتمر صحافي في سافونلينا في فنلندا مع نظيره سولي نينيستو “نتصرف بشكل متحفظ جدا وفي منتهى الصبر. لكن في مرحلة ما يجب ان نرد، لأن من المستحيل التسامح إلى أجل غير مسمى مع الوقاحة التي يتعرض لها بلدنا”.
كما انتقد الرئيس الروسي التحقيق المكثف في تدخل روسي محتمل في انتخابات الرئاسة الاميركية قائلا انه يشهد على “ازدياد الهستيريا المعادية للروس” في واشنطن.