الطقس
الكويت : فحص بصمة «التسرب النفطي».. وغرامة مليونية تنتظر المتسبب
في الوقت الذي عقد فيه مجلس ادارة الهيئة العامة للبيئة اجتماعين على مدار اليومين الماضيين لبحث الآثار الكارثية التي خلفها التسرب النفطي لمنطقة رأس الزور في جنوب البلاد، والوقوف على آخر المستجدات في التعامل مع بقع الزيت المنتشرة في المنطقة، قال مسؤولون لـ «الانباء» ان عينة من النفط المتسرب (البصمة النفطية) تصل اليوم الى اسكتلندا حيث ستقوم المنظمة البحرية الدولية بفحصها لمعرفة نوعية وكثافة النفط ليتم تحديد موقع التسريب.
وذكروا ان المنظمة البحرية الدولية «IMO» تعتبر احدى هيئات الامم المتحدة المتخصصة والمسؤولة عن فرض المعايير الدولية لسلامة الأرواح في البحار والأمن الملاحى وحماية البيئة البحرية، والكويت تعتبر من اعضاء المنظمة البالغ عددها 171 دولة، بالإضافة إلى 3 بلدان مشاركة.
وحول الاجتماع الذي عقده مجلس ادارة الهيئة العامة للبيئة ذكرت المصادر انه تم الاطلاع على خطة العمل التي يجريها القطاع النفطي للسيطرة على بقع الزيت، حيث قالت انه تمت السيطرة على نحو 60% من التسرب، مبينة ان التقارير الواردة من الجهات المختلفة اشارت الى عدم وجود بقع اضافية في البحر.
وقالت ان فرق الطوارئ المختصة تعمل على مدار الـ24 ساعة وتبذل جهودا حثيثة لمعالجة البقع النفطية المتسربة وبالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، وأضافت أن العمل يتركز حاليا على سحب وشفط كميات البقع النفطية المتجمعة والقريبة من الساحل.
وذكرت ان فرق الهيئة العامة للبيئة تعمل كذلك للسيطرة على كميات الزيت المنتشرة في المواقع للحد من التأثيرات البيئية المحتملة، والسيطرة على انتشارها، والتعامل معها وفق متطلبات الخطة الوطنية المعتمدة في ذلك، متوقعة الانتهاء من تنظيف المنطقة اليوم مع استمرار المسح الجوي للمنطقة لمتابعة اي تسرب جديد.وتناول الاجتماع حجم الاضرار البيئية الناجمة عن التسرب حيث اشارت المصادر الى أن الهيئة العامة للبيئة ستفرض غرامة مالية قدرها مليون دينار وذلك بناء على قانون الهيئة الذي تنص فيه المادة 143 على المعاقبة بغرامة لا تزيد على مليون دينار للتسرب النفطي الناتج عن البواخر النفطية او التسرب النفطي عند النقل عبر خطوط الانابيب.
وبات في حكم المؤكد ان التسرب إما من حقل الخفجي او ناقلة نفط خام مرت من المنطقة، وليس التسرب ناجما عن عمليات شركة نفط الكويت أو البترول الوطنية، ويتركز العمل حاليا على تأمين اضافي لمحطة كهرباء الزور.
المحطة الشمالية أوقفت نسبياً عن العمل احترازياً و«الجنوبية» عوضت النقص
«الكهرباء»: سيطرنا على بقعة الزيت و«الزور» تعمل بكامل طاقتها
العون: البقعة انتشرت على مساحة 100 متر وتحاليل المياة مبشرة
العلي: «الشعيبة» تنتج 15% من الكهرباء بقدرة 1500 ميغاواط
أكد الوكيل المساعد لقطاع تشغيل وصيانة محطات القوى الكهربائية في وزارة الكهرباء والماء م.فؤاد العون أن بقعة الزيت التي انتشرت على مساحة 100 متر تمت السيطرة عليها، وتم تنظيف مآخذ المياه في محطة الزور الشمالية والجنوبية.
وأشار العون، في تصريح صحافي على هامش حملة التبرع بالدم التي نظمتها وزارة الكهرباء والماء صباح امس في محطة الشعيبة، إلى أن محطة الزور الشمالية تعمل اليوم بكامل طاقتها بالنسبة للكهرباء والماء، والأمور تحت السيطرة، والتحاليل الكيميائية التي تؤخذ للمياه جميعها مبشرة.
وأوضح أن وزارة الكهرباء والماء اتخذت عدة إجراءات احترازية على مدار يومين بسبب وجود بقعة الزيت ومن تلك الإجراءات ايقاف محطة الزور عن العمل بشكل نسبي فكان هناك قرابة 600 ميغاواط يتم إنتاجها منها، وتم ايقاف المياه بشكل كامل، لافتا إلى أنه تم إيقاف 4 وحدات داخل المحطة.
وأضاف أن المحطة تعمل حاليا بشكل كامل وجميع الوحدات تعمل في المحطة بكامل طاقتها، مشيرا إلى أن محطة الزور الجنوبية عوضت النقص الذي نتج من ايقاف الزور الشمالية كون مآخذ المياه في البحر مصممة بشكل يحد من التلوث النفطي، وكذلك تم الاعتماد على محطة الصبية والدوحة.
وأكد أن الوزارة لم تتأخر في مكافحة بقعة الزيت بل تحركت على الفور بمجرد أن حصلت على المعلومة الخاصة بوجود تلك البقعة، مشيرا إلى أن فرق الطوارئ تعمل على مدار الساعة من أجل إزالة تلك البقعة.
وأشار إلى أن إنتاج شبكة الكهرباء بلغ أمس 14.200 ميغاواط، في حين بلغ إنتاج المياه قرابة 460 مليون غالون، مؤكدا أن خزانات المياه التابعة للوزارة ممتلئة بالمياه العذبة الصالحة للشرب.
ومن ناحية اخرى، أوضح العون أن فكرة التبرع بالدم بادرة طيبة من الإخوان في محطة الشعيبة الذين بادروا بإقامة هذه الحملة التي يجود فيها أبناء الوزارة بدمائهم للمحتاجين بالدم، مؤكدا ان هذه الحملة أحد الوجوه الحضارية والمجتمعية لوزارة الكهرباء والماء التي نقدرها ونثمنها للقائمين عليها.
بدوره، قال رئيس مهندسي صيانة وتشغيل محطات الكهرباء م.هيثم العلي إن بقعة الزيت كان لها تأثير على محطتي الزور الجنوبية والشمالية، وتم التعامل مع تلك البقعة سواء وزارة الكهرباء والماء أو القطاع النفطي، والآن لم يعد هناك أي تأثير على المحطتين من قبل تلك البقعة.
وأضاف: تعمل الآن محطة الزور الشمالية بكامل طاقتها 100% سواء بالنسبة للكهرباء أو الماء، وكذلك الزور الجنوبية لم يكن عليها تأثير، وتم السيطرة على بقعة الزيت وحصارها من خلال المصدات. وأشار إلى أن تخفيض الإنتاج في الزور الشمالية كان أمرا احترازيا سواء المحافظة على المياه أو المحافظة على المعدات، وكان اتخاذ هذا الإجراء على مدار يوم أو يوم ونصف اليوم، والآن عادت المحطة بكامل قوتها للخدمة، لافتا إلى أنه تمت إزالة البقعة من أمام المحطة بنسبة 100%.
وأوضح أن محطة الشعيبة الجنوبية والشمالية إنتاجها من الكهرباء يمثل 15% من باقي إنتاج الدولة، مشيرا إلى أن إنتاج محطة الشعيبة الجنوبية من الكهرباء قرابة 700 ميغاواط في حين أن محطة الشعيبة 800 ميغاواط، أي أن إجمالي الإنتاج في الشعيبة 1500 ميغاواط تقريبا.
الأحمد ترأس اجتماعاً طارئاً للاطلاع على آخر التطورات
«البيئة» تابعت تداعيات التسرب النفطي ونسّقت الجهود لمكافحته وتطويقه
عقد مجلس ادارة الهيئة العامة للبيئة اجتماعا طارئا يوم امس الاثنين برئاسة الشيخ عبدالله الاحمد رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للبيئة – المدير العام لمناقشة تداعيات وآخر تطورات حادث التسرب النفطي في المنطقة الجنوبية القريبة من الزور.
بدأ الاجتماع بعرض مرئي عن حجم الحادث والجهات التي شاركت في مكافحته والجهود التي بذلت لتطويقه والحد من تداعياته على البيئة، بالإضافة الى الجهود التي بذلتها الهيئة فور تلقيها بلاغا بالحادث حيث تم تفعيل خطة الكويت لمكافحة التلوث البحري بالنفط مع القطاع النفطي.
كما تم التنسيق مع شركة نفط الكويت لمكافحة التسربات في المنطقة البحرية والمتابعة مع شركة شيفرون وفرق مشروع مصفاة الزور في المكافحة والإبلاغ عن أماكن البقع وأحجامها والاتصال بمركز المساعدة المتبادلة (MEMAC) بشأن الحادث بالإضافة الى إخطار محطات الزور الشمالية والجنوبية للتأكد من سلامة مأخذ المياه وتركيب المصدات المطاطية لمنع دخول الزيت عبر مأخذ المياه الى المحطة، كما قامت الهيئة بالاستطلاع الجوي والبحري بالتعاون مع خفر السواحل ومتابعة عمليات المكافحة من البحر ورصد بقع الزيت وأخذ عينات منها، والتواصل مع الجمهور والإعلان عن المحاذير البيئية.
وأثنى رئيس مجلس الإدارة بالجهود التي بذلت من جانب الجهات المعنية لاحتواء الحادث وفي مقدمتها شركة نفط الكويت، وشركة البترول الوطنية الكويتية ووزارتي الكهرباء والماء والنفط والتي نجحت بسببها في منع وصول التسرب الى محطة الزور الجنوبية وتطويق وإزالة البقعة النفطية وتأمين المرافق الحيوية القريبة.
وأكد الشيخ عبدالله الاحمد استمرار عمليات الاستطلاع البحرية والجوية بالإضافة الى دراسة صور الأقمار الاصطناعية للتأكد من خلو المنطقة من اي بقع نفطية وأشاد بجهود وتعاون المواطنين والمقيمين خلال الحادث وعدم اقترابهم من موقع التسرب.
وكشف عن قيام الهيئة بأخذ عينات من البقعة النفطية وإرسالها الى أحد المختبرات العالمية المتخصصة في كشف بصمة الزيوت النفطية للتعرف عليها وتحديد نوع ومصدر التلوث، بالإضافة الى تشغيل أنظمة النمذجة الرياضية باستخدام بيانات محطات الرصد العائمة لتحديد حركة التيارات واتجاهاتها في الأيام السابقة للحادث وتحديد سيناريوهات التسرب ومكانه.
وأكد المجلس على ضرورة وضع ضوابط لمنع تكرار مثل هذه الحادثة ومحاسبة المتسببين مع تطبيق قانون حماية البيئة رقم 42 لسنة 2014 وتعديلاته، كما سيتم رفع تقرير عن الخسائر المادية وتقييم الأثر البيئي للتلوث على البيئة البحرية والسواحل.