مال واقتصاد
الفنادق الاقتصادية “ترند” يجتاح قطاع الضيافة في دبي
تتصدر الفنادق الاقتصادية والمتوسطة خيارات المستثمرين والمطورين في قطاع الضيافة في دبي للسنوات الثلاث المقبلة بعد أن حققت الفنادق التي دخلت السوق خلال العامين الماضيين طفرة كبيرة على صعيد التشغيل، حسب خبراء في القطاع.
وقال الخبراء إن التوسع الذي شهده قطاع الضيافة في دبي خلال العامين الماضيين في مجال الفنادق المتوسطة أسهم إلى حد بعيد في سد فجوة كبيرة في السوق، وأتاح فرصاً وخيارات أوسع أمام شرائح جديدة من السياح من مختلف أنحاء العالم، مشيرين إلى استفادة القطاع من الحوافز التي قدمتها حكومة دبي قبل عامين للمستثمرين في هذه الشريحة من الفنادق، بحسب ما ورد في صحيفة “الاتحاد”.
وتوقع الخبراء أن تواصل دبي زيادة أعداد الفنادق الاقتصادية، خاصة بعد التركيز في السنوات الأخيرة على الفنادق الفخمة من فئة الخمس نجوم حيث بات المعروض من هذه الشريحة كبيراً للغاية مقارنة مع المدن السياحة الأخرى حول العالم، الأمر الذي يرى فيه محللون فرصة لتوليد الطلب من شرائح السوق الأخرى.
وتشكل فنادق الخمس نجوم في دبي أكثر من 30% من إجمالي الغرف الفندقية المتوفرة في الإمارة، في حين تصل هذه النسبة إلى 10% في المدن السياحية الأخرى، بحسب العضو المنتدب في شركة “ريناي آند هور” سانجي شيماني ، التي تخطط للاستثمار بقطاع الفنادق الاقتصادية من فئة 4 و3 نجوم، في الإمارات والمنطقة، بالتعاون مع شركة “ليمون تري” الهندية.
ويشير شيماني إلى أن موقع دبي في قلب منطقة تشرف على نحو ثلث سكان العالم، ويتم الوصول إليها خلال 7 ساعات طيران فقط، يزيد جاذبيتها لأعداد ضخمة من المسافرين من الشرائح الاقتصادية والمتوسطة، مشيراً إلى أنه على سبيل المثال تتضمن طائرة الإمارات “إيه 380” نحو 12 مقعداً للدرجة الأولى و54 لدرجة رجال الأعمال، فيما يزيد عدد مقاعد الدرجة الاقتصادية عن 300 مقعد، مشيراً إلى أن دبي تحتاج بشدة إلى سد النقص في الفنادق المتوسطة لتلبية هذا الطلب.
وأشار شيماني إلى أن العجز في الفنادق الاقتصادية يمثل تحدياً للعديد من الأسواق في آسيا خاصة في أسواق الهند والصين التي لم تدرك أهمية هذه الشريحة حتى السنوات العشر الماضية، وذلك مقارنة بالدول الغربية التي تنشط فيها الفنادق الاقتصادية والمتوسطة منذ عقود عدة.
إلى ذلك، قال المدير الشريك في مؤسسة “سي بي آر إي” الشرق الأوسط فيل ريست، إن قطاع الضيافة في الإمارات يشهد تحولاً تدريجياً باتجاه الفنادق الاقتصادية والمتوسطة ما شأنه أن يسد فجوة كانت موجودة في السوق خلال السنوات العشر الماضية، مشيراً إلى الحوافز القوية التي منحتها حكومة دبي للمطورين والمستثمرين في هذا القطاع.
وكانت دبي أعلنت في السابق إعفاء المستثمرين الراغبين في بناء فنادق من فئة 3 و4 من رسوم البلدية المفروضة بواقع 10% على سعر الغرفة لكل ليلة إشغال خلال الفترة الممتدة بين 1 أكتوبر 2013 و31 ديسمبر 2017، ما ساهم في ارتفاع عدد الطلبات من السوق المحلي أو من خارج الدولة للاستثمار في قطاع الفنادق الاقتصادية.
ويشير ريست إلى أنه وحتى نهاية الربع الأخير من العام الماضي بلغ إجمالي الطاقة الفندقية في دبي نحو 102.845 غرفة بحسب بيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، التي أشارت إلى أن نحو 21% من هذه الغرف يندرج تحت فئة الفنادق الاقتصادية من شريحة النجمة إلى ثلاث نجوم.
فيما تستحوذ الفنادق من فئة الأربعة والخمسة نجوم على 79% من الإجمالي، مشيراً إلى كلفة الإقامة لليلة واحدة في فنادق دبي تبدأ من 99 درهماً لتصل إلى 12 ألف درهم، ما يشير إلى وجود فجوة كبيرة في السوق للشريحة الاقتصادية التي يقدر متوسط سعر الإقامة الفندقية لليلة واحدة بما يتراوح بين 99 درهماً و425 درهماً.