سياسة

ليالي الأفلام السعودية القصيرة تصنع الدهشة في الرياض

الرياض – يهدف مشروع ليالي الأفلام القصيرة في العاصمة السعودية الرياض إلى جمع صناع الأفلام السعوديين وتوفير منصة لعرض إبداعاتهم، حيث سيفتح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض الجمعة أبوابه أمام الجمهور رجالا ونساء مجانا لحضور فعاليات النسخة الثانية منه والاستمتاع بالعروض المقدمة من خلاله.

ووقع اختيار اللجنة المنظمة للفعالية على ثلاثة أفلام تعد من أهم الأفلام السعودية التي تم إنتاجها عام 2017، وهي: فيلم “ثوب العرس” للمخرج محمد سلمان، وفيلم “300 كلم” للمخرج محمد الهليل، وفيلم “المغادرون” للمخرج عبدالعزيز الشلاحي.

وسيعرض في الافتتاح فيلم تعريفي عن “مسابقة الأفلام القصيرة 2”، كما ستقدم أوراق وقراءات نقدية عن الأفلام المعروضة وفق جدول معد من قبل المنظمين.

وأشار محمد السيف المشرف العام على مركز الملك فهد الثقافي إلى أن المركز يسعى من خلال تنظيمه ليالي الأفلام القصيرة لدعم المواهب السعودية الشابة وخلق النافذة التي يصلون من خلالها إلى الجمهور، مثمنا دعم وزير الثقافة والإعلام السعودي عوّاد بن صالح العوّاد لهذه الفعالية ولكل نشاطات المركز، وتوجيهاته بضرورة احتواء المبدعين الشباب وتوفير جميع الإمكانات لنمو وتطوير مواهبهم في المجالات الإبداعية.

ومن جانبه، أوضح خالد الباز مدير مسابقة “الأفلام القصيرة” أن عروض الأفلام القصيرة تأتي ضمن أنشطة المسابقة التي يحتضنها المركز، مشيرا إلى أن عروض الأفلام تستمر حتى شهر يناير 2018، بواقع لقاء واحد في كل شهر، تتخلله جلسة نقدية يقدم من خلالها ناقد سينمائي سعودي الأفلام المعروضة في تلك الليلة.

وأضاف الباز أن الأفلام السعودية المعروضة في الليالي ستنضم تلقائيا إلى مسابقة “الأفلام القصيرة” إلى جانب الأفلام التي سجلت في موقع المسابقة، حيث سيتم اختيار أفضلها وفق تقييم لجنة تحكيم مكونة من الفنان خالد الحربي والفنان إبراهيم الحساوي والكاتب رجا المطيري والكاتبة هناء العمير والمخرج سعود التركي، وذلك في حفل ختامي سيقام في منتصف شهر يناير المقبل، وسيتم فيه تكريم أهم الإنجازات الفيلمية السعودية في عام 2017.

وأكد الباز أن مسابقة “الأفلام القصيرة” والعروض المصاحبة لها تأتي استجابة لما يشهده ميدان صناعة الأفلام السعودية من نمو في السنوات الأخيرة.

وفي حديث لـ”العرب” أشار المخرج محمد سلمان إلى أن مشاركته بعرض فيلمه في المركز داخل السعودية لها طعم مختلف، وربما هي الحدث الأهم في مسيرة فيلمه “ثوب العرس”.

محمد سلمان: عرض فيلمي بقاعة وجمهور في بلدي، هو دعوة ليشاركني الحلم

ويقول سلمان “رغم أن الفيلم شارك في مهرجانات مهمة عربية وأميركية وأوروبية، إلاّ أن هذه المشاركات كانت أشبه بنزوة لا تقترب من متعة عرض الفيلم لجمهور سعودي تنتمي إليه وتتفاعل معه بشكل مباشر، هذه العروض تصنع الحراك السينمائي وترفع مستوى الوعي والثقافة السينمائية ليس للجمهور فقط، بل لصانع الأفلام أيضا، لذلك هي مشاركة مهمة سأحرص على الذهاب لمشاهدة الجمهور، وهو يشاهد الفيلم”.

ويضيف “عرض الفيلم بقاعة وجمهور وسط الظلام هو دعوة ليشاركني الحلم، كما انطلقنا من حلم مهرجان أفلام السعودية هناك حلم آخر من قلب العاصمة الرياض نحو سينما وأفلام سعودية تصنع الدهشة والجمال”.

ويذهب محمد سلمان في فيلم “ثوب العرس” نحو أسطورة شعبية في المنطقة الشرقية للسعودية، تقول إن “المرأة التي تفصل ثوبا في ليلة زفاف ابنتها.. تموت”، مصورا حكاية أم تعمل خياطة في حي شعبي، وتسمع أن اثنتين من نساء الحي انتهت حياتيهما بعد تفصيلهما لثوب العرس، لتدخل البطلة بسبب هذه الحقيقة المفزعة في صراع داخلي، لأنها هي الأخرى تستعد لتفصيل ثوب زواج ابنتها القريب، وستواجه بالتالي خطر الموت.

وبدوره شكر المخرج عبدالعزيز الشلاحي منظمي الليالي وكل من يسعى لإيجاد منصة سعودية لعرض أفلام الشباب، ويضيف “بالنسبة لنا هذا الحدث بمثابة التكريم، ولو سألت أي مخرج سعودي أي بلد تختار لو أتتك فرصة لعرض فيلمك في أي بلد من العالم؟ أنا متأكد أن الجميع سيتفق على السعودية”.

ويقول في تصريحه لـ”العرب” “كانت لنا مشاركات في مهرجانات دولية وعالمية، وفزنا بجوائز هناك، ولكن الإحساس بأنك تعرض فيلمك داخل وطنك وبين جمهور سعودي، جمهور يفهم تفاصيل قصتك ورمزياتك من خلال الملابس وحتى ‘النكت’ التي تكون

داخل الحوارات، والبسمة التي تشاهدها على شفاه الحاضرين وتفاعلهم مع الأحداث، يمنحانك شعورا لا يمكن أن يحصل في أي مكان آخر”.

وتأتي مشاركة عبدالعزيز الشلاحي في ليالي الفيلم القصير بالرياض كعرض ثالث لفيلم “المغادرون” الذي فاز بثلاث جوائز في مهرجان أفلام السعودية، وبجائزة أفضل فيلم في المهرجان الدولي لتبادل الثقافات بمراكش.

والفيلم من بطولة محمد القس وخالد صقر وبمشاركة شجاع نشاط، وكتابة مفرج المجفل، وإنتاج شادي مقداد، وتم تصويره ما بين المطار والطائرة في 12 يوما بين السعودية وتركيا، وتدور أحداثه حول قصة بطلها الموت الذي يسعى له أبطال الفيلم، ولكن كل بطريقته الخاصة.

إغلاق