اليمنجمعيات ومنظماتدول الخليجسلايد 1
اليمن : علي عبدالله صالح يستسلم للحوثيين وحزبه يشيد بحسن نصرالله والأسد
شهدت مدينة صنعاء أمس “عرض قوّة” لأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح انتهى بصدور بيان سياسي مخيّب للآمال نظرا إلى تركيزه على الشعارات الفضفاضة بدل التعاطي مع الواقع وطرح مخارج من الأزمة اليمنية، فضلا عن السعي في الوقت ذاته إلى استرضاء الحوثيين (أنصار الله).
وفسّر سياسيون يمنيون البيان الصادر عن “المؤتمر الشعبي” بعد تظاهرة حاشدة في ميدان السبعين في صنعاء بأنّه رضوخ للحوثيين (أنصار الله) واستسلام لهم بعد أيّام من اتخاذهم لمواقف تصعيدية قبيل احتفال الحزب بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسه.
وقال هؤلاء السياسيون إن علي عبدالله صالح، الذي ألقى كلمة قصيرة في التظاهرة، تفادى أيّ انتقاد للحوثيين مكتفيا بدعوتهم إلى الإفراج عن رواتب موظفي الدولة وذلك كي يتمكن من “رفد” جبهات القتال بالآلاف من العسكريين الموجودين في بيوتهم منذ قرار الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي في العام 2012 بإعادة هيكلة الجيش اليمني.
واعتبر السياسيون اليمنيون أن الرئيس اليمني السابق، الذي هاجم المملكة العربية السعودية، قطع الطريق على أيّ حوار مباشر أو غير مباشر معه، يمكن أن يقوم به “التحالف العربي” الذي يشن حملة “عاصفة الحزم” من أجل الحؤول دون تحوّل اليمن إلى قاعدة إيرانية.
وكان ملفتا في البيان الصادر عن “المؤتمر الشعبي” إشادته بحسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في لبنان “على مواقفه الثابتة مع الشعب اليمني” بما يؤكد الدعم العسكري الذي يوفّره الحزب اللبناني المدعوم من إيران للحوثيين، فضلا عن توفيره مساعدات كبيرة من كلّ نوع لهم. كذلك، أشاد البيان بالرئيس السوري بشّار الأسد من دون تسميته واصفا إياه بـ”القيادة الشجاعة” في سوريا.
وقال مواطنون يمنيون أمكن الاتصال بهم في صنعاء إن تدفق مئات الآلاف من اليمنيين على العاصمة من المناطق المحيطة بها كان تحديا للحوثيين الذين كانوا ينوون سد مداخل المدينة لمنع مشاركة كبيرة في تظاهرة ذكرى تأسيس “المؤتمر الشعبي”.
واعتبر أحد المواطنين أن الموقف المتذبذب لعلي عبدالله صالح، الذي لم يكن في مستوى تحدّي “أنصار الله” له، حرم اليمنيين العاديين من التعبير عن سخطهم حيال ممارسات الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء وعلى المؤسسات الرسمية فيها منذ الحادي والعشرين من سبتمبر 2014.
وإضافة إلى علي عبدالله صالح، ألقى عارف الزوكا الأمين العام لـ”المؤتمر الشعبي” كلمة طويلة تضمنت بعض الانتقادات للحوثيين مركزا على الامتناع عن دفع رواتب موظفي الدولة وضرورة تطبيق الدستور والقوانين.
كذلك أثار الزوكا الذي لم يخل خطابه من اللغة الخشبية التي ميّزت بيان “المؤتمر الشعبي”، قضية في غاية في الأهمية تتمثّل في سعي الحوثيين إلى تغيير المناهج التعليمية في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن بما يتناسب ومعتقداتهم الدينية. وأكّد “رفض” حزبه لذلك لأن أي تغيير من هذا النوع سيكون بمثابة “كارثة”.