العراقمال واقتصاد
شركة شل تستعد لإنهاء علاقتها بإنتاج النفط في العراق
كشفت شركة رويال داتش شل البريطانية الهولندية أمس أنها تستعد لإنهاء قرن من إنتاج النفط في العراق بانسحابها من حقلين مهمين في البلاد. وبررت ذلك بمحاولة التركيز على إنتاج الغاز الذي يدرّ أرباحا أكبر.
ويلقي انسحاب شل الضوء على التحديات التي تواجه الشركات الأجنبية في ضوء عقود النفط ذات هامش الربح الضئيل في العراق، الذي يعتبر أحد أكبر احتياطيات النفط في العالم، في وقت تحاول فيه الحكومة زيادة الإنتاج بعد أعوام من الصراع الذي عرقل عمليات التطوير.
وقالت الشركة أمس إنها اتفقت مع وزارة النفط العراقية على التنازل عن حصتها وعملياتها في حقل مجنون النفطي للحكومة العراقية بعد تعديلات غير مواتية لها في البنود المالية.
وأعطت رسالة تحمل توقيع وزير النفط العراقي جبار لعيبي مؤرخة في 23 أغسطس وموجهة إلى وحدة شل في العراق الموافقة للشركة على الانسحاب من حقل مجنون.
وفي نوفمبر الماضي قالت مصادر بصناعة النفط لرويترز إن شل تدرس بيع حقولها النفطية في العراق في إطار برنامجها العالمي للتخلص من أصول بقيمة 30 مليار دولار.
شركة شل قالت أمس إنها اتفقت مع وزارة النفط العراقية على التنازل عن حصتها في حقل مجنون النفطي
ولطالما كان حقل مجنون النفطي، الذي يعدّ أحد أكبر حقول النفط في العالم، أولوية بالنسبة إلى إيران التي يقع الحقل على حدودها ويمتد في داخل الأراضي الإيرانية.
وطرح تخلي شركة شل ووقف عملياتها في الحقل تساؤلات عن الأبعاد السياسية التي تقف وراء خطوة الشركة وما إذا كانت هناك ضغوط سياسية خفية على الشركة لدفعها لاتخاذ هذا القرار.
وأشار محللون اقتصاديون إلى أن طهران ربما قدمت لشركة شل مغريات تتمثل في شكل مشاريع أخرى في إيران، من أجل دفع الشركة إلى التخلي عن الاستثمار في حقل مجنون العراقي.
ولم يستغل الحقل بكامل طاقته بعد. وتخشى إيران من أن يكون الحقل سببا في رفع حصة العراق في سوق النفط، رغم الهيمنة شبه الكاملة التي تمارسها طهران على قوى سياسية عراقية، يدين الكثير منها لإيران بالولاء.
وأعلنت شل أيضا أنها تعتزم بيع حصتها البالغة 20 بالمئة في حقل غرب القرنة 1 الواقع في جنوب البلاد، والذي تديره شركة إكسون موبيل الأميركية.
نسبت وكالة رويترز إلى مصادر مطلعة في القطاع قولها إن بنك الاستثمار لازارد سوف يدير عملية البيع لصالح شل. ولم يردّ البنك حتى الآن على طلب للتعليق.
وقالت شل إنها لا تزال ملتزمة بإنتاج الغاز في العراق مضيفة أنها ستركز على تطوير وتوسعة شركة غاز البصرة المسؤولة عن معالجة الغاز المستخرج من حقول الرميلة وغرب القرنة والزبير. وتمتلك شل حصة تبلغ نحو 44 بالمئة في المشروع المشترك.
وأظهر التقرير السنوي لشركة شل أن الشركة أنتجت نحو 20 مليون برميل نفط في العراق خلال العام الماضي، وهي تمثل نحو 3.5 بالمئة من إجمالي إنتاج الشركة من النفط في العام الماضي.
45 بالمئة حصة شل في حقل مجنون مقابل 50 بالمئة لبتروناس الماليزية و25 بالمئة للحكومة العراقية
وكانت تقارير صحافية قد ذكرت في العام الماضي أن شل لم تحقق سوى مكاسب مالية محدودة في الأعوام الماضية من إنتاج النفط في العراق حيث تحصل على مستحقاتها في صورة خام لكن ليس لها صوت مسموع بشأن الاستراتيجية.
ويرى محللون أن شل اتخذت القرار بعدما طبق العراق عقوبات متعلقة بالأداء على المشروع الذي تديره شل “والذي كان له أثر واضح على أدائها التجاري”.
وفي ظل أسعار النفط المنخفضة بشكل حاد منذ منتصف عام 2014، طلب العراق من الشركات الأجنبية خفض الإنفاق على مشروعات النفط من أجل تقليص مساهمة الحكومة التي تعاني من أزمة سيولة في المشروعات المشتركة.
ولطالما حثت الشركات الأجنبية في العراق بغداد على تعديل بنود عقد إنتاج النفط للتشجيع على تطوير الاحتياطيات التي تقدر بنحو 153 مليار برميل وهو رابع أكبر احتياطي نفطي في أوبك.
وبدأت شل تطوير حقل مجنون في عام 2010 وكانت تمتلك حصة نسبتها 45 بالمئة في الحقل الذي تديره بموجب عقد خدمة فنية ينتهي في 2030. وتمتلك شركة بتروناس الماليزية الحكومية حصة 30 بالمئة بينما تملك الحكومة العراقية 25 بالمئة.
ويقول محللون إن الفراغ السياسي والاشتباكات العنيفة بين العشائر قرب حقول النفط في جنوب العراق تعرقل نشاط الشركات الأجنبية ويرفع تكاليف الإنتاج.
وأقرت شركة نفط الجنوب التي تديرها الدولة بأن أعمال العنف بدأت تخيف عمال النفط والمقاولين الأجانب الذين رفضوا في بعض الحالات تحريك منصات للحفر بسبب مخاوف أمنية.