اليمندول الخليجسلايد 1سياسة
اليمن : الرئيس اليمني السابق يتعهد بالعمل على إنهاء شراكته مع الحوثيين
- يسعى التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن والذي تقوده المملكة العربية السعودية إلى تقويض مساعي جماعة الحوثيين في تعطيل مسار السلام في البلد الذي تمزقه الحرب. ويدل سماح التحالف لطائرة روسية تقل فريق أطباء أجرى عملية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على أن التحالف يؤكد جدية جهوده لإيجاد سبل لبدء مسار السلام.
أكد مصدر حكومي يمني أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن سمح بهبوط طائرة روسية في مطار صنعاء لإجراء عملية جراحية للرئيس السابق علي عبدالله صالح بناء على وساطة أميركية- روسية. وقال المصدر إن التحالف استجاب للوساطة “انطلاقا من دوافع إنسانية في المقام الأول”.
ووفقا للمصدر نفسه، تعهد عبدالله صالح لمسؤولين أميركيين بالعمل على إنهاء شراكته مع الحوثيين وإعادة النظر في العديد من الملفات الشائكة وعلى رأسها الدفع باتجاه التوصل لاتفاق سياسي ينهي الحرب.
وأعلن مصدر مسؤول في مكتب علي عبدالله صالح عن نجاح “عملية معالجة البعض من الإصابات التي تعرض لها عبدالله صالح في تفجير جامع الرئاسة (3 يونيو 2011)”. لكن صلاح الصيادي الوزير في الحكومة الشرعية كشف، على صفحته الرسمية على فيسبوك، أن عبدالله صالح تعرض لمحاولة اغتيال من قبل الحوثيين في 11 أكتوبر . وأوضح أنه “تم استهدافه بواسطة ديناميت شديد الانفجار وقعت على بعد أمتار قليلة منه”.
وأضاف أن السعودية تدخلت للمرة الثانية لإنقاذ حياة عبدالله صالح الذي “نصح الأطباء بضرورة إسعافه للخارج لإجراء عمليات أخرى دقيقة ولكن الحوثيين رفضوا مغادرته صنعاء نهائيا حتى اللحظة”.
وأكدت مصادر أن “حياة صالح على المحك” في ظل تدهور وضعه الصحي منذ اغتيال خالد الرضي أحد أبرز مساعديه في صنعاء وإصابة نجله خالد علي، في أغسطس الماضي، إلى جانب الحصار والتضييق اللذين تعرض لهما من قبل الحوثيين.
وأبدى التحالف العربي بقيادة السعودية تعاونا من خلال السماح للوفد الطبي الروسي بالتدخل لعلاج عبدالله صالح.
ويرى مراقبون أن رؤية التحالف العربي في المرحلة الراهنة تعتمد إلى حد كبير على حالة التوازن النسبي في معسكر الانقلاب. ويعرقل حزب المؤتمر بقيادة عبدالله صالح المشاريع الحوثية الرامية إلى السيطرة على ما تبقى من الدولة، رغم اختلال موازين القوى في الآونة الأخيرة لصالح الجماعة الحوثية التي شرعت في إقصاء حلفائها في الانقلاب وفي مقدمتهم حزب المؤتمر.
وقال الكاتب والصحافي اليمني محمد سعيد الشرعبي إن التحالف العربي ما زال يتمسك ببقاء عبدالله صالح رئيسا لحزب المؤتمر إلى حين انتهاء الحرب والتوصل إلى حل سياسي، على اعتبار أن تصفيته في هذه المرحلة ستخدم جماعة الحوثي. وبين الشرعبي أن سماح التحالف العربي بإنقاذ حياة عبدالله صالح دليل على موقفهم منه. ولفت الشرعبي إلى أن دول التحالف حريصة على إنهاء الحرب في اليمن لكن جماعة الحوثي وأطراف في حزب الإصلاح يرفضون ذلك. وقال إن هؤلاء يتفقون على إطالة أمد الحرب واستنزاف دول الخليج بهدف دفعها إلى التخلي عن الحكومة الشرعية، ليسهل لهم بعد ذلك التوصل لاتفاق برعاية قطرية إيرانية.
ويؤكد الشرعبي أن “دول التحالف وافقت على المقترحات الأممية لإطلاق مسار سلام في اليمن، لكنْ هناك اتفاق غير معلن بين قطر وتركيا وإيران هدفه عرقلة الجهود عبر جماعة الحوثي وأطراف في الحكومة الشرعية. وأوضح الشرعبي أن “هذا ما عقد علاقات التحالف مع حزب تجمع الإصلاح وزاد تقاربه مع حزب المؤتمر”.
وتتزامن هذه التطورات مع حالة توتر تسود العلاقة بين التحالف العربي وحزب الإصلاح على خلفية مساعي الإخوان لتكرار “نموذج مأرب” في محافظة تعز، ووضع العراقيل أمام خطط التحالف لاستكمال تحرير المحافظة. ويضاعف هذا الأمر حالة الإحباط من عدم جدية الإخوان في التنسيق مع التحالف واللجوء لسياسة قائمة على المراوغة السياسية وعدم وضوح الرؤية.
ويعمل حزب الإصلاح، بحسب مصادر خاصة، من خلال فرعه في محافظة تعز على تحويل مسار حالة عدم الثقة بينه وبين التحالف. وأوعز الحزب لفرعه في تعز تصدير مواقف مغايرة لمواقف الأمانة العامة وإصدار بيانات ذات طابع تصالحي مع التحالف، وخصوصا الإمارات. ويتعارض ذلك مع الخطاب التحريضي الذي يتبعه نشطاء حزب الإصلاح اليمني ووسائله الإعلامية.
وتقول البعض من المصادر إن الهدف الحقيقي من هذا التحول يتمثل في احتواء تحفظات التحالف العربي على الوضع في تعز. وتتعلق تحفظات التحالف بمساعي جماعة الإخوان لإقصاء جميع القوى السياسية لتستطيع تكرار “نموذج مأرب” وتتحول المحافظة الأكبر كثافة سكانية في اليمن إلى ثالث محافظة شمالية محررة تسقط في أيدي النفوذ الإخواني بالكامل كما هو الحال في كل من مأرب والجوف.