مقالات وبحوث

الشرق الأوسط الفارسي الكبير!!!

بقلم: موفق الخطاب

شهر مضى وانا محجم عن كتابة أي عمود ولأي موقع او صحيفة ليس ليشيء سوى انني اختطيت وارتضيت لنفسي ان اصون القلم والكلمة وهما امانة ويجب ان يكونا هادفين وغرس مثمر نغرسه لمن بعدنا وان لا نقدم للقارئ الكريم إلا ما ينفعه ويحفزه لا ما يحزنه و يقنطه او يضلله..

لكني وامام مرور الذكرى الخامس عشرة لاحتلال العراق وجدتني أخرج مرغما عن صمتي لما يمثله العراق من عمق ومفخرة واعتزاز لكل عربي ,,ويحز في نفسي ما وصلت اليه الأمور في بلاد وادي الرافدين وشعبه الابي الصابر . ورغما للمآسي التي خلفها الإحتلال في عراقنا العظيم لكني اكاد اجزم ان ذلك البلد سينهض قريبا كالأسد ليزأر شامخا وستختفي بلمح البصر دون ان يخطر على بال متابع أومراقب ومن قوة زئير ذلك الأسد الذي طال انتظار وثبته لتعود لجحورها جميع الهوائم التي توهمت ان العراق يصلح لان يكون مسكنا لها ..

الإدارة الامريكية اليوم في أسواء حال لها من حالات التردي السياسي ولقد وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه وقد احرجت ايما احراج امام المجتمع الدولي بعد ما بان كذبها وزيغ سياسيها ونفاقهم وهي تتخبط في كيفية الخروج من المأزق العراقي وكيفية التخلص من عملائها الذين توهمت انهم سيخلصون لها ولمشروعها في ارتسام الشرق الأوسط الكبير,, فاذا بها تقع فريسة سهلة بيد المكر الإيراني الذي استطاعوا وبدهاء الفرس المعهود سحب البساط من تحت قدميها بعدما توهمت بغباء وبعقلية راعي البقر ان نظام الملالي من الممكن ان يساوم ويتقاسم الكعكة معها!!

ربما الاتفاق والتساوم مع النظام الإيراني من الممكن ان ينجز دون تلكوء فيما يخص مقدرات أي دولة أخرى تتلاقى فيها المصالح الامريكية الايرانية الا في موضوع العراق فقد غاب عن المخطط والسياسي الأمريكي ان ذلك غير ممكن تماما لان العراق هو العقبة الكئداء امام تمددهم ونشر ثورتهم وان نظام الملالي مستعد لان يقدم أي تنازل ويرضى بأي حلول مع أي محتل الا في موضوع السيطرة التامة على العراق فهو يعلم يقينا ان نهايته تتمثل بقوة العراق واستعادته لدوره العربي وعلى الرغم من ان العراق كان في اوهن ضعفه وخوار قوته واقتصاده بعد الحروب التي خاضها والحصار الجائر الذي قاساه لكنه وبوجود نظام وطني فقد بقي عصيا على التمدد الإيراني لكنه وبعد ان تم تمزيقه كدولة واخرج من المعادلة العربية بتصرف امريكي ارعن انساقت وراءه العديد من الدول والشعوب وراء قياداتها دون تبصرة للعواقب فباتت تعض اصابع الندم واولها بريطانيا وأخرى مازالت نادمة دون تصريح , فقد آلت الأمور لغير ما تم التخطيط له من السيطرة على منابع النفط والتحكم العالمي بسعره وكسر شوكة العراق كقوة تمثل بشكل وآخر تهديدا لأمن وسلامة الكيان الصهيوني الذي كان يمثل الهدف الأبرز لاجتياح العراق لكن بالمحصلة انتهى الامر الى فشل تلك الإدارة فشلا ذريعا ليس في ادارة الملف العراقي فحسب بل بالتفاف الغول الإيراني وعقده الصفقات السرية والعلنية مع الروس والدول التي تلتقي مصالحها معها فانطلق بالمقابل مشروع ((الشرق الاوسط الفارسي الكبير!!)) في المنطقة مشروطا بعدم الاقتراب من الملف العراقي كشرط مسبق لانطلاقه وبداء معه تضييق الخناق على المشروع الأمريكي الذي اصبح ميت سريريا ثم الانطلاق صوب سوريا واليمن ولبنان ودولا أخرى مازال العمل جار على ابتلاعها!!! ..

ان كل ما ينشر بين الحين والأخر بان أمريكا ستنتهج طريقا مغايرا وتسعى لتحجيم الدور الإيراني هو ضرب من الخيال فهي اليوم عاجزة تماما عن اجراء أي تغيير على الأرض بعد ان اضاعت الوجهة واطاحت بنظام كان يمثل بيضة القبان والتوازن مع المشروع الإيراني في المنطقة الذي بقي حبيس قم لغاية عام 2003 الى ان خرج القمقم من قم ..

اليوم يجب ان لا يعول كثيرا على الدور الأمريكي في إعادة التوازن في العراق واعادته لسابق عهده فهذا رهان خاسر فالادارة الامريكية عاجزة اليوم عن الانفكاك من اتفاقها فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني الذي تورطت فيه فضلا عن عجزها باقناع الرأي الداخلي الأمريكي والرأي العام العالمي وتبرير ذهابها باساطيلها وتقديمها الآلاف من شبابها والمليارات من الدولارات لتستحوذ ايران بعد كل تلك التضحيات على مقدرات العراق وهي من تقرر مصيره السياسي؟؟

اذن وبعد كل ذلك ليتيقن الجميع ان الحل للملف العراقي لم يعد بيد الإدارة الامريكية وهي ما زالت تراوغ وتستنزف اقتصاديات دول المنطقة منذ عقد ونيف بحجة حمايتها من المشروع الإيراني وتحجيم دوره في العراق وأثبتت الأيام كذب تلك الإدارات المتعاقبة !!

فالحل اليوم للملف العراقي لا شرقي ولا غربي بل هو عراقي اولا ودعم عربي إسلامي ويجب ان يكون لهم دورا في انتشال العراق من مخالب الولي الفقيه ويتمثل اولا في مساندة الشعب العراقي الواقع تحت سطوة ايران والضغط على الدول التي تصطف مع المشروع الإيراني وتحييدها وإيقاف كل اشكال الدعم والتعاون مع ذيولها في العراق والتحرك الفوري باشغال ايران من داخلها والعمل على مساندة حركة تحرير الاحواز التي ستقوض النظام الإيراني ان تم دعمها و توجيهها ومساندتها بكل الوسائل المتاحة وقبل ذلك تفعيل المقاطعة الاقتصادية الفعلية…

إغلاق