الكويت
رئيس أركان الجيش الكويتي: أمن وطننا خط أحمر.. ونحن على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديدات إرهابية
شدد رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد الخضر على أن أمن الكويت خط أحمر، مشيرا إلى أن القوات المسلحة وجميع الأجهزة الأمنية وكذلك الشعب الكويتي المسلح بالوحدة الوطنية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديدات إرهابية.
جاء ذلك في لقاء مع مجلة «يونيباث» العسكرية التابعة للقيادة المركزية الأميركية، أشار فيه الفريق الخضر إلى أن حكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، تتمحور حول حماية الكويت من التهديدات والتحديات المستمرة، وهو ما يتجلى في السعي المستمر من سموه من خلال جهوده الديبلوماسية الحثيثة إلى حل أي خلافات تؤثر على الدول سواء على المستوى الاقليمي او الدولي.
وبينما اعتبر الخضر أن التهديد الأكبر للأمن الإقليمي والدولي يتمثل في الإرهاب بصوره المتعددة، أشار إلى وجود تنسيق على أعلى المستويات بين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من أجل حماية وطننا.
وذكر أن الإرهاب وحّد الشعب الكويتي تحت قيادة صاحب السمو، مؤكدا «نحن مسلحون بالقيم الإسلامية والتضامن والوطنية»، فضلا عن الاستعداد التام من القوات المسلحة ومختلف الأجهزة الأمنية لمواجهة أي تهديدات أو تحديات.
وتطرق اللقاء إلى استعداد الجيش للمشاركة في تنفيذ رؤية 2035، حيث أوضح الفريق الخضر أنه بناء على تعليمات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والنائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد، تم وضع خارطة طريق تسهم بشكل مباشر في تنفيذ هذه الرؤية،
مضيفا أنها تتضمن 3 مراحل تتمثل في تحديث أنظمة الدفاع والأمن السيبراني والتكنولوجيا، وإلحاق الشباب في الخدمة الوطنية العسكرية لاستثمار وتطوير إمكاناتهم، ثم توحيد جهود تكامل النظام وتوظيفه في نطاق التدريبات والتمارين لتلبية رؤيتنا لنظام دفاعي مطور.
ونصح الخضر الشباب بأن يضعوا نصب أعينهم المحافظة على رفع الجاهزية القتالية والاستعداد القتالي ومواصلة التدريب واطلاع مرؤوسيهم بكل ما يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة والتنمية، وعليهم أن يسلحوا أنفسهم بالمعرفة المطلوبة لتحقيق أهدافهم فهذه ستبقى دائما مفاتيح النجاح، وفيما يلي اللقاء كاملا كما نشرته مجلة «يونيباث»:
«يونيباث»: تعتبر الكويت نموذجا إقليميا مهما للاستقرار والأمن، ما الاستراتيجيات أو السياسات التي أدت إلى نجاح الكويت؟
٭ الفريق الخضر: كانت الكويت وما زالت مركزا للسلام والإنسانية، لكن أمن وطننا هو خط أحمر، نحن ككويتيين ندرك أهمية الوحدة والديموقراطية والحرية، لأنها تمثل العوامل الرئيسية لاستقرار وأمن دولتنا. وان حكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تتمحور حول حماية الكويت من التهديدات والتحديات المستمرة، وهو يسعى من خلال جهوده الدبلوماسية الحثيثة إلى حل أي خلافات تؤثر على الدول على المستويين الإقليمي والدولي.
كما أن السياسة الكويتية تسترشد بدستور فريد منذ عام 1962، وهو عقد بين الحاكم والشعب، ينص على أننا دولة ديموقراطية ذات سيادة، تسمح بالحريات وتعدد الأديان، بالإضافة إلى ذلك، فإن استقرار الدولة يعتمد بشكل كبير على الجبهة الداخلية الموحدة (الروح الوطنية) التي غرستها الكويت بين سكانها المتنوعين، وتعزيز دور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في الدولة في الدفاع عن الوطن، ومواجهة التهديدات التي وقعت على مر السنين، فضلا عن ذلك، تركز القوات المسلحة على تدريب قواتها والحفاظ على أعلى درجات الكفاءة والاستعداد القتالي لكل الوحدات وفي جميع الأوقات، لذلك، اهتمت القوات المسلحة بشراء الأسلحة المتطورة وتحديثها لزيادة قدرات قواتنا في البر والجو والبحر وعمليات الأمن الداخلي.
إن التهديد المستمر المتمثل بالإرهاب ووكلائه يجعلنا في دولة الكويت على أهبة الاستعداد لأي تهديدات إرهابية، الإرهاب يمثل لنا التهديد الأخطر ونحن عازمون على مواجهته وهناك تنسيق على أعلى المستويات وجهود متبادلة بين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في الدولة، فهم يواصلون الليل بالنهار من أجل حماية وطننا.
«يونيباث»: تتعاون الكويت مع العديد من الجيوش في جميع أنحاء المنطقة والعالم، لماذا يعتبر هذا التعاون مهما بالنسبة للكويت؟
٭ الفريق الخضر: يعد التعاون العسكري بين الدول في القرن الواحد والعشرين أمرا حيويا، والجيش الكويتي يعمل يوميا مع الشركاء العسكريين الإقليميين والدوليين من أجل تسهيل الدعم، والحفاظ على التعاون المستمر في جميع المستويات الثلاثة التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية التي تلتزم بها اتفاقات الدفاع والأمن.
ويتم تسهيل التعاون العسكري للكويت في الغالب في مجالات التدريب وبرامج التبادل، والتدريبات الثنائية والمتعددة الأطراف، والمساعدات الإنسانية ودعم المجتمع الدولي في مكافحة التهديدات العالمية.
والهدف من هذا التعاون الحفاظ على أمن الكويت وحلفائها ومواجهة الإرهاب آفة القرن الحادي والعشرين التي اخترقت مجتمعاتنا ولا يحد توسعها حدودا.هدفنا هو التواصل والعمل جنبا إلى جنب مع حلفائنا لمكافحة الإرهاب والتهديدات المحتملة التي تستهدف شعبنا، بالإضافة إلى الحفاظ على التدريب المهني المستمر وتطوير خبرات القوات المسلحة في جميع قطاعاتها.
«يونيباث»: ما التهديدات الأكبر للأمن الإقليمي والدولي وما الذي تفعله الكويت للاستعداد لها؟
٭ الفريق الخضر: يواجه العالم أنواعا متعددة من التهديدات ويأتي على رأسها الإرهاب بصوره المتعددة، ولذا وضع المجتمع الدولي الإرهاب على رأس قائمة أسبقياته. لقد تطور هذا المرض العابر للحدود من قرن إلى آخر، وعلى الرغم من أنه يغير شكله وأنماطه، إلا أنه يحافظ على نفس محتوى العنف والوحشية اللذين يقوضان أمن مجتمعنا ويهددان حياة الأبرياء. علينا أن نفرق بين الإرهاب بكل أنواعه ونفصله عن الدين الاسلامي الحنيف.
وقد وحد الإرهاب الشعب الكويتي تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد. نحن مسلحون بالقيم الإسلامية والتضامن والوطنية. هكذا هو المجتمع الكويتي.. قوي وموحد ووطني، نحن مستعدون وجاهزون لمواجهة أي تهديدات لبلدنا. وضعنا معايير للتدريبات والتمارين المشتركة التي تركز بشكل كبير على الأمن الوطني بهدف حماية الكويت وشعبه من أي تهديد بما في ذلك التهديد الناجم عن الفكر المنحرف المتعصب.
«يونيباث»: هل القوات المسلحة جاهزة لتنفيذ رؤية الكويت 2035؟
٭ الفريق الخضر: بناء على تعليمات مباشرة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وبإشراف مباشر من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد، وضعنا خارطة طريق تسهم بشكل مباشر في تنفيذ رؤية 2035.يمكنني تقسيم خطتنا إلى ثلاث مراحل رئيسية كما يلي:
ـ أولا، نخطط لتحديث أنظمة الدفاع والأمن السيبراني والتكنولوجيا العالية سواء على الأرض أو الجو أو البحر.
ـ ثانيا، نحن نتطلع إلى إدماج الشباب الكويتي من خلال إلحاقهم بالخدمة الوطنية العسكرية (التجنيد) بهدف استثمار وتطوير إمكاناتهم في المجال العسكري، وتم التخطيط لهذه المرحلة بعناية من قبل أرقى القادة المتخصصين والمخططين الاستراتيجيين. وهدفنا الرئيسي، كحد أدنى لتلك الرؤية تأمين جيل كويتي مسلح بالمعرفة والجودة العالية للتدريب لجعله قادرا على تأمين وحماية الاستثمارات المستقبلية التي تستقطبها رؤية 2035 وضمان استدامتها.
ـ أخيرا، سنعمل على توحيد جهود تكامل النظام وتوظيفه في نطاق التدريبات والتمارين لتلبية رؤيتنا لنظام دفاعي مطور. فنحن نتطلع إلى تدريب الوحدات الصغيرة واستيعابها ضمن القيادات الرئيسية لسد الثغرات، وسيحقق هذا هدفنا الرئيسي المتمثل في تعزيز الروابط بين القوات المسلحة على المستويين الوطني والدولي.
نصائح للضباط الشباب
في رده على سؤال من «يونيباث» عن النصيحة التي يود توجيهها لضباط الجيش الشباب، قال الفريق الخضر نصيحتي لجيل الشباب هي تقدير نعمة الأمن والاستقرار التي تحافظ عليها الكويت، رغم موقعها في منطقة مضطربة للغاية.أنا واثق أن القادة الشباب قادرون على حماية وطنهم، وهم يتمتعون بإحساس عال بالوطنية، وتم تدريبهم على أعلى مستوى، لذلك هم من سيقودنا إلى المستوى المتقدم بثقة عالية. كما أود نصيحتهم بأن يضعوا نصب أعينهم المحافظة على رفع الجهوزية القتالية والاستعداد القتالي ومواصلة التدريب واطلاع مرؤوسيهم بكل ما يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة والتنمية، وعليهم أن يسلحوا أنفسهم بالمعرفة المطلوبة لتحقيق أهدافهم فهذه ستبقى دائما مفاتيح النجاح.
أخيرا، نحن الكويتيين نحتاج لأن نتعلم مما يحدث حولنا، وهنا يبرز دور جيل الشباب في دعم قيادتهم في جميع الأوقات، لأن القادة يحتاجون دوما إلى دعمهم لتجاوز أي أزمة تواجهها الدولة.
تدريبات على مدار العام
حينما سألت «يونيباث» الفريق الخضر عن التدريبات أو التمارين العسكرية التي ساهمت في تعزيز مهارات وقدرات القوات المسلحة الكويتية ردا قائلا: يتدرب الجيش الكويتي على مدار العام، ولا يأخذ أي راحة لأنه يركز على زيادة الاستعداد القتالي للقوات وتعزيز المهارات المكتسبة من العمل الدؤوب.وتمارس التدريبات والتمارين بنشاط وفاعلية، خاصة مع الشركاء الإقليميين والدوليين داخل الكويت.على سبيل المثال لا الحصر، من التدريبات والتمارين التي تشارك فيها الكويت: حسم العقبان، ولؤلؤة الغرب، ودرع الصحراء، ودرع الجزيرة. تهدف هذه التدريبات والتمارين إلى اكتساب الخبرات، والتفاهم المتبادل والتنسيق العملياتي مع شركائنا في الميدان، ونحرص على التعاون مع الدول الأخرى على جميع المستويات.وتتم التدريبات والتمارين داخل الكويت وخارجها.
(الأنباء)