أخباردول الخليج
جدة غير يا بايدن
الولايات المتحدة الأميركية قوة عظمى، ولا يمكن لدول الخليج التصادم معها.. ففي السابق كانت هناك حركة عدم الانحياز التي كانت توفر لدول الخليج العربي آلية لمنع الهيمنة الأميركية، كما كانت هناك قوة عظمى أخرى هي الاتحاد السوفيتي توفر نوعاً من التوازن، أما الآن فلا بديل لدول الخليج العربي سوى ممارسة السياسة المتوازنة الهادئة والصبورة، والتي تحقق كل التطلعات، لكنها ستوفر حداً أدنى من الأمن والتنمية.
بهذه الاستراتيجية غير المعلنة شاركت دول مجلس التعاون الخليجي في قمة جدة للأمن والتنمية التي عقدت في مدينة جدة بالسعودية بحضور دول مجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدة الأميركية، ومصر، والعراق، والأردن.
يصف أهل جدة مدينتهم بأنها مختلفة ومتميزة، فيصفونها بـ«جدة غير»، فهل ستكون جدة غير هذه المرة، أم إن هذه القاعدة الجداوية لن تنجح هذه المرة رغم كل محاولات بايدن.
السياسة الأميركية في ظل الإدارة الديموقراطية تحولت في عهد الرئيس جو بايدن من تبني فكرة سلفه باراك أوباما والقائمة على التحالف مع إيران لتكون شرطياً للخليج كما كانت في عهد شاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي، لتحل إسرائيل محلها عبر بناء نظام أمني، واقتصادي يوفر الأمن والاستقرار لإسرائيل أولاً بالطبع.
هل ستنجح الولايات المتحدة، وإسرائيل في اختراق المنطقة؟
بالطبع ستنجح جزئيا، لكنه سيكون نجاحاً مؤقتاً ستعصف به الأزمات الدولية، والإقليمية تباعاً إلى أن يصبح من دون فاعلية حقيقية تماماً كما هو الحال في معاهدة السلام المصرية ـــ الإسرائيلية، ومعاهدة السلام الأردنية ـــ الإسرائيلية.
السؤال الأهم كويتياً يتعلق بموقف الكويت من هذه التطورات المهمة؟
لا خوف على الكويت فالتطبيع المباشر لن يتم خصوصاً في الجانب السياسي والاقتصادي، ولكن سيكون من الصعب جداً على الكويت كدولة الانعزال التام.
المؤلم في كل هذا عدم توافر مشروع عربي يؤسس لاتحاد اقتصادي يتطور لاحقاً لاتحاد تنسيقي سياسي.
المصدر : القبس