العراق
جنود عراقيون سابقون يصنعون نماذج مصغرة لتجسيد ذكرياتهم العسكرية
تحولت مجموعة صغيرة من العراقيين من بينهم جندى قاتل فى الحرب الأهلية إلى فن صنع النماذج المصغرة لتجسيد ذكرياتهم خلال الصراع والبقاء على اتصال مع المرحلة العسكرية من حياتهم.
وهذه هواية نادرة لكن الجندى السابق رضوان الحسناوى (28 عاما) يقول إنه يريد أن يعبر عن الوفاء لرفاقه من خلال تلك النماذج.
وقال الحسناوى الذى خدم فى الجيش العراقى بين 2007 و2011 “بعد ما تركت العسكرية بدأت أبحث عن طريق بحيث ما أغادر العسكرية فأرى بالنت، فيسبوك خاصة، هذه الهواية بدول أوروبا ماشية، ما توقعت أنها موجودة عندنا بالعراق“.
وتصور تلك النماذج المصغرة التى يصنعها مشاهد عسكرية من الحرب التى بدأت فى 2003 عندما غزا التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة العراق وأطاح بصدام حسين. وشارك فى الحرب فصائل سنية وشيعية وتنظيم القاعدة وتحولت إلى صراع طائفى وسياسى أودى بحياة مئات الآلاف وارتكبت خلاله جميع الأطراف فظائع.
غير أن المشاهد التى تصورها النماذج المصغرة ليست حادة أو عنيفة بالضرورة.
ويظهر أحد المشاهد التى صنعها الحسناوى ويبلغ حجمها نحو خمسة سنتيمترات رجلا جالسا يشاهد عربة همفى وشخصا بملابس عسكرية بجوارها. وتحمل العربة شارة جهاز مكافحة الإرهاب العراقى ويعلوها هوائى ومدفع رشاش.
وقال الحسناوى لرويترز إنه بدأ فى عمل النماذج عندما اكتشف أن حوالى 12 من زملائه يصنعونها وكان بعضهم مستعدا لمساعدته على التعلم.
ويصور عمله حاليا عربات عسكرية ومنها دبابات وناقلات جنود مدرعة.
وتجسد بعض النماذج صورا بوسائل إعلام بينما يعتمد فى أخرى على ذكرياته. ويظهر أحد المشاهد طريق العظيم الذى كان يسافر عبره للوصول إلى وحدته فى الموصل أو الذهاب فى إجازة.
ويحتوى كل من تلك النماذج المصغرة على تفاصيل دقيقة، وتوضع العربات أو الشخصيات الرئيسية أمام خلفية تشمل طرقا تنتشر عليها النفايات أو مبانى يعلوها السواد الناجم عن انفجارات. ويتشكل نموذج لدبابة تي-90 من حوالى 1300 قطعة واستغرق صنعها وطلاؤها حوالى أسبوعين.
ويرجو الكثيرون نسيان الصراع غير أن الحسناوى قال إن دافعه مختلف.
وقال “مشروعى الأساسى أستمر بهذه الهواية وأوثق وأجسد كل اللحظات العظيمة التى خاضتها القوات المسلحة العراقية، توجد آلاف المشاهد البطولية للقوات المسلحة العراقية لازم أجسدها“.