دول الخليج
“داخل القصر” وثائقي العربية الذي كشف جرائم شقيق أمير قطر
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وثائقي “داخل القصر” الذي بثته قناة العربية الأسبوع الماضي والذي كشف عن جرائم شقيق أمير قطر.
وبتهم من بينها تحريضٌ على القتل، والفساد المالي، والانتهاكات الجسدية، وقضايا إدمان كلها جرائم ارتكبها شخص واحد هو خالد بن حمد، يواجه شقيق أمير قطر دعوى قضائية تتضمن 799 اتهاماً أمام إحدى المحاكم الأميركية في ولاية فلوريدا.
فتى قطر المستهتر
ولم تكن “وول ستريت جورنال” فقط هي التي وجهت انتقادات إلى شقيق أمير قطر، بل قالت عنه “الديلي ميل” أيضاً في عام 2015، إنه “فتى قطر المستهتر”، وذلك على خلفية ارتكابه تجاوزات ومخالفات كبيرة أثناء لهوه بسيارته في بيفرلي هيلز في ولاية لوس أنجلوس الأميركية، وهي الحادثة التي كانت بوابة تعرُّف الأميركيين والمجتمع الدولي لاحقاً على تجاوزات الأمير القطري.
كما كشف حرسه الشخصي ماتيو بيتارد، الحارس الشخصي السابق لشقيق أمير قطر عن تفاصيل ووقائع مروعة في الوثائقي، والذي كان واحداً من اثنين رفعا قضية ضد خالد بن حمد أمام إحدى المحاكم في ولاية فلوريدا الأميركية، قائلاً: “المرة الأولى التي طلب منه الأمير القطري أن يقتل أحدهم كانت بسبب امتلاك هذا الشخص صوراً فاضحة لابن حمد، أثناء حفلات ومناسبات خاصة في لوس أنجلوس”، غير أن بيتارد تواصل مع الرجل ليفهم القصة كاملة وحاول معالجتها، ما أغضب خالد بن حمد منه، وهو الغضب الذي تأجج عندما كرر طلبه بقتل أحدهم، ولم يستجب له حارسه الأميركي أيضًا للمرة الثانية.
وفي الدوحة، عرف بيتارد أن هناك مواطناً أميركياً آخر هو ماثيو أليندي، محتجز بأمر ابن حمد، وهو ما دفعه للذهاب إليه محاولاً إنقاذه؛ ما أدى إلى تفاقم الأمور وسوء العلاقة بين بيتارد وشقيق أمير قطر الذي هدده بقتله هو وعائلته ودفنهم في الصحراء.
في النهاية، نجح بيتارد في مغادرة الدوحة مجرداً من كل متعلقاته الشخصية، بعد لقاء هدده فيه نجل أمير قطر السابق بالقتل.
ولم تتوقف خروقات خالد بن حمد عند هذا الحد، بل كانت له قصة أخرى مع ماثيو أليندي، مسعفه الأميركي الخاص الذي التحق بالعمل معه في أعقاب تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات، والتي كان مدمناً عليها.
عالم كامل من العقاقير
ويقول أليندي، خلال الوثائقي، إنه شاهد عالماً كاملاً من العقاقير التي لا تُمنح إلا بواسطة الطبيب، وهي على شاكلة مخدر الأفيون، والتي كان يتعاطاها خالد بن حمد، ويقول: “كان يحمل دائماً حقيبة فيها عقاقير مخدرة، وكنت أشاهده بنفسي يتناول الحبوب، ثم يتحول بعدها إلى شخص لديه كل مواصفات مدمن المخدرات”.
ولأن خالد بن حمد كان يحب أن يقع طوال الوقت تحت تأثير المخدرات، اضطر أليندي إلى متابعة نسبة الأكسجين في دمه باستمرار، للتأكد مما إذا كان نائماً أم في حالة إغماء، وهي تعليماتٌ مشددة من شقيق أمير قطر الذي كان ينبه دائماً: “تأكدوا من سلامتي إذا كنت نائماً أنني لا أزال أتنفس”.
بعد إلحاحٍ طويل، وافق ابن حمد على أن يغادر أليندي القصر، غير أنه وفي طريقه إلى الباب استوقفه جندي مسلح رافضاً مروره، مؤكداً له أن خالد بن حمد غيَّر رأيه، وأن ماثيو لن يكون بإمكانه المغادرة، ولكن أليندي حاول الهرب بطريقته: “بعد عشرين دقيقة من النقاش، هرولت مسرعاً وقفزت من فوق السور؛ لكنني سقطت على جانبي الأيمن وكسرت ساقي وفشلت محاولتي في الهرب”.
غادر أليندي الدوحة بقدمٍ معطوبة، غير أنه لم يصل إلى الولايات المتحدة إلا وفوجئ بتعرض صديقته للاغتصاب، الأمر الذي دفعه للتصريح إلى صحيفة “الديلي ميل” بأنه “يخشى من أن يكون الحادث مرتبطاً بقضيته ضد خالد بن حمد، خصوصاً أنه يطالبه بتعويض مقداره 34 مليون دولار”.
حسب ريبيكا كاستانيدا، المحامية الأميركية التي رفعت الدعوى القضائية للرجلين ضد ابن حمد، فإن شقيق أمير قطر يواجه اتهاماتٍ تتنوع بين الإيذاء الجسدي، وتأخير الرواتب، والاحتجاز القسري لمواطنين أميركيين، وعدم مراعاة حقوقهما كعاملين، لا من حيث المعاملة اللائقة ولا من حيث احترام الخصوصية.
قطر الخيرية.. تمويلات خفية
وتعود إيرينا تسوكرمان لتؤكد أن قطر اشترت ولاءات العديد من المؤسسات الحقوقية والإعلامية، ضاربةً المثال بصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية التي تربطها علاقات خفية وتمويلات ضخمة بمؤسسة قطر الخيرية. وبسبب قدرة الدوحة على إسكات عديد من المنظمات الحقوقية حول العالم مستغلةً المال السياسي، لم يتم تناول القضية على مدار عام كامل.
قضية ماثيو بيتارد، وماثيو أليندي، شجعت أحد الموظفين السابقين لدى خالد بن حمد على أن يتقدم إلى المحامية ريبيكا كاستانيدا، بتفاصيل لرفع دعوى أخرى ضد شقيق أمير قطر، متهماً إياه بقتل سائق، بعد تعذيبه من قِبل رجاله، مؤكداً أنه رأى السائق مقتولاً بعينيه.
كما انضم أربعة مواطنين أميركيين آخرين إلى قائمة الدعوى المرفوعة ضد خالد بن حمد، والمتضمنة 799 اتهاماً، من بينها فساد مالي، وتحريض على القتل، وانتهاكات جسدية.
ولست مرات، حاولت كاستانيدا التواصل مع السفارة القطرية في واشنطن للاستفسار حول هذه الاتهامات بشأن أحد رعاياها، غير أن التجاهل كان هو الرد المشترك دائماً.
المصدر: العربية.نت