دعا المسؤول البيئي الكويتي المهندس يعقوب المعتوق الى توحيد برامج كفاءة الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي وبرامج الاختبارات والفحوصات الخاصة بقياس كفاءة انظمة التبريد والتكييف لتعزيز الاستدامة البيئة في المنطقة والحد من تغير المناخ فيها.
وشدد ممثل الهيئة العامة للبيئة الكويتية المهندس يعقوب المعتوق في لقاء له مع وكالة الابناء الكويتية (كونا) على هامش اعمال القمة الخامسة للاستدامة على ضرورة النظر الى انظمة التكييف والتبريد غير النمطية وتقليل الاعتماد على انظمة التبريد التقليدية من خلال برامج توعية المستهلكين ومتخذي القرار بالمنافع البيئية والاقتصادية لتبني تلك التكنولوجات المفيدة.
واشار المعتوق الذي يشغل ايضا منصب رئيس مؤتمر الاطراف لبروتوكول مونتريال المعني بالمواد المستنفدة لطبقة الاوزون والتي تدخل فى صناعات التكييف والتبريد وعزل المباني الى اهمية الدور الذي لعبته دول مجلس التعاون اثناء المفاوضات الخاصة بتعديلات كيغالي 2016 وانتزعت بها استثناءات من القيود المفروضة على البدائل وعلى التكنولوجيات المتاحة نظرا لخصوصية المناخ بدول المجلس.
وقال ان تلك الخصوصية تتمثل في كون دول مجلس التعاون من الدول ذات المناخات الحارة مضيفا ان تلك الاستثناءات تتيح لها بناء استراتيجيات مستدامة طويلة الامد واستقرارا في السوق التجاري لهذه الصناعات.
وعن اهداف التنمية المستدامة اوضح ان الامم المتحدة وصفت هذه الاهداف بانها متكاملة وغير قابلة للتجزئة ومترابطة بطبيعتها مبينا ان تجربة بروتوكول مونتريال تظهر هذا الترابط الاساسي حيث تؤثر جوانب تنفيذ البروتوكول على اهداف متعددة.
واضاف ان بروتوكول مونتريال سعى الى تخفيف ما يقدر بنحو 135 مليار طن من انبعاثات مكافئ ثاني اكسيد الكربون بين عامي 1990 و 2010 مما جعله احد اكثر الادوات فعالية حتى الآن في التخفيف من آثار تغير المناخ.
وافاد ان بروتوكول مونتريال قدم مساهمات كبيرة في الامن الغذائي واقتصاد اكثر اخضرارا واستدامة للمستوطنات البشرية ومكافحة تغير المناخ مبينا ان عملية التخلص التدريجي من المواد المستنفدة للاوزون ساهمت بما يقدر بنحو 460 مليار دولار امريكي في المنافع العالمية بين عامي 1987 و 2060 بسبب الاضرار التي لحقت بقطاعات عديدة.
وتوقع المعتوق ان يتجنب تعديل كيغالي الذي ينص على التخلص التدريجي من غازات الدفيئة الضارة ما يصل الى 5ر0 درجة مئوية من الاحترار العالمي بحلول نهاية هذا القرن مع الاستمرار في حماية طبقة الاوزون.
واضاف ان ذلك يمثل خطوة مهمة نحو الوفاء بالالتزام بموجب اتفاقية باريس للحفاظ على الاحترار العالمي اقل من 2 درجة مئوية اضافة الى هذه الغاية فإن فرص التحسينات في كفاءة الطاقة التي قد ترتبط بالتحول الى المواد ذات القدرة المنخفضة على احداث الاحترار العالمي وبروتوكول مونتريال في وضع جيد للاستمرار في كونها اداة فعالة في مكافحة تغير المناخ.
وبين الاتفاق الاخير بين الاطراف للتخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروفلورية المرتفعة الاحترار العالمي بموجب تعديل كيغالي يرافقه زيادة الاهتمام بالفرص ذات الصلة لتعزيز كفاءة الطاقة في قطاعات التبريد وتكييف الهواء والمضخات الحرارية.
وذكر انه سيكون للتحسينات في كفاءة الطاقة الناتجة عن تكنولوجيا التبريد وتغييرات النظام آثارا هامة ايضا على قطاع الطاقة وخطط توسيع شبكة الطاقة في البلدان النامية حسب الاحتياجات والطلب وامكانية الوصول الى زيادة التبريد مع ارتفاع مستويات المعيشة وتغير المناخ.
واضاف ان الاطراف في بروتوكول مونتريال يدركون ان التحرك بعيدا عن مركبات الكربون الهيدروفلورية يقدم فرصا لتحفيز وتأمين التحسينات في كفاءة الطاقة للاجهزة والمعدات والنظم والتي يمكن ان توفر مجموعة متنوعة من المنافع المشتركة للتنمية المستدامة بما في ذلك امن الطاقة والصحة العامة وتخفيف المناخ.
واوضح انه تحقيقا لهذه الغاية فإن مناقشات كفاءة الطاقة جارية بين الاطراف وهناك ايضا بحث علمي مستمر حول التفاعلات بين الاحترار المناخي واستنفاد طبقة الاوزون حيث تؤثر كل من القضايا البيئية على الغلاف الجوي.
ويشارك في اعمال قمة الاستدامة فى نسختها الخامسة التي انطلقت امس الثلاثاء وتستمر يومين عدد من المسؤولين والخبراء الدوليين والمهندسين فى مجالات البيئة وقضايا الاستدامة ممثلين عن الوكالات الدولية والمؤسسات البحثية والهيئات الحكومية والمنظمات المعنية بالبيئة وتغير المناخ.