مقالات وبحوث

‘كل وأنت مغمض’.. مبادرة تنشر الوعي بمعاناة المكفوفين في عمان

عمان – حظي مرتادو مطعم محلي في العاصمة الأردنية عمان باستقبال غير عادي، حيث طُلب منهم وضع عصابات على العينين أثناء تناول وجباتهم.

ويجد الزوار صعوبة في فتح الأبواب والعثور على مقاعد لا يستطيعون رؤيتها فضلا عن صب الشاي الساخن وتقطيع الطعام في الأطباق.

وكانت فكرة وضع عصابات على أعين رواد المطعم ضمن مبادرة ليوم واحد نظمها مركز لوياك وهو منظمة غير هادفة للربح تعمل من أجل التنمية الشاملة للشباب في الأردن. وتهدف المبادرة إلى نشر الوعي حول الصعوبات التي يواجهها ضعاف البصر.

وقال عبدالله أبوقبع وهو متطوع في لوياك “فعاليتنا اليوم منظمة تحت شعار (كل وأنت مغمض)، حيث نقدم خدمتنا لزبائن المطعم خلال تناولهم لوجباتهم فنستسمحهم أن نعصب أعينهم ثم نقدم لهم مثلا شايا ونسألهم عن النكهة التي تذوقوها وما نوعها، وذلك في إطار دعم حملة توعوية بالمكفوفين، فكل ما تهدف إليه مبادرتنا هو أن نعرف آراء الناس حول كيف يرون مسألة الأكل والشرب دون رؤية الأشياء التي تقدم لهم”.

ويقول المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين إن المعاقين يشكلون حوالي 13 بالمئة من السكان.

وروّج المجلس مؤخرا قوانين جديدة من شأنها أن تراعي الصعاب المادية والاجتماعية التي يواجهونها وقد تمنعهم من أن يعيشوا حياة طبيعية.

وقال أبوقبع إنه يأمل، من خلال نشر المزيد من الفهم حول الإعاقة، أن يصبح الأردن مكانا أكثر سهولة ويسرا بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من إعاقات بدنية.

وعلى مدار اليوم كان المتطوعون يقتربون من رواد المطعم، ويطلبون منهم ارتداء عصابة سوداء ويحاولون الاستمرار في تناول الطعام أثناء ارتداء العصابة.

ووجد أحد رواد المطعم ويدعى حسن مياسي صعوبة في تقطيع الشطائر والاستمتاع بوجبته بشكل طبيعي.

وصرح مياسي قائلا “كنت دائما أحاول تقديم كل المساعدة والتعاطف مع كل مكفوف يعترضني، لكن الآن بعد أن خضت هذه التجربة تضاعف لديّ الإحساس بالمكفوفين بعد أن اختبرت تقريبا نفس شعورهم، كان الله في عونهم، فالأمر ليس بالبساطة التي نعتقدها”.

وقال مشارك آخر إنه أصبح لديه الآن فهم أفضل للتحديات التي يواجهها ضعاف البصر.

وقال هاني عكاشة من رواد المطعم “الحقيقة إن مسألة أنك لا ترى ما حولك تبعث على الخوف والقلق، أنا ظللت لا أرى لمدة دقيقة فقط وشعرت أنني لست مرتاحا بالمرة إلى أن رفعت العصابة السوداء عن عينيّ”. وأضاف “إلى الآن أفكر ماذا لو كان ما عشته في تلك الدقيقة قد يرافقني بقية عمري”.

وتابع “بصراحة حياتهم فعلا صعبة والتحديات والصعوبات التي تواجههم كبيرة للغاية، الأكيد الآن أنني أقدر كثيرا كل المكفوفين وأتعاطف معهم”.

وتأسس لوياك في 2002 على يد مجموعة من النساء في الكويت اللائي أردن أن يقمن بتزويد الشباب بفرص للتنمية الذاتية وإلهامهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم. ولدى المنظمة غير الحكومية فروع في الأردن ولبنان واليمن وكذلك الكويت. يذكر أن تجربة الأكل في الظلام الدامس تجربة عالمية تلقى رواجا كبيرا.

إغلاق