السعودية
نفطيون عالميون يثمنون تعامل المملكة الحكيم مع مخاوف عدم تمديد خفض الإنتاج
ارتفعت أسعار النفط حوالي 3 % يوم الجمعة، متصاعدةً أكثر من أدنى مستوياتها في خمسة أشهر التي سجلتها الأسبوع الماضي، بعد أن قالت المملكة العربية السعودية إن أوبك على وشك الموافقة على تمديد خفض الإنتاج إلى ما بعد يونيو، حيث قال وزير الطاقة م. خالد الفالح في مؤتمر في روسيا إن «أوبك» وحلفائها يجب عليهم تمديد تخفيضات إنتاج النفط. وثمن نفطيون عالميون تعامل المملكة الحكيم ووزيرها للطاقة م. خالد الفالح مع مخاوف السوق بعدم تمديد الخفض المتفق عليه بقوله إنه لا يريد زيادة الإنتاج السعودي للتعويض عن انخفاض سعر النفط وأن العودة إلى بيئة تحطم الأسعار في الفترة 2014-2015 غير مقبولة. وفي نهاية الشهر الجاري يونيو تنتهي اتفاقية أوبك+ بخفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا. وفيما يرى مراقبون بأهمية تمديد الخفض ولو بنفس الطاقة على الأقل، يتطلع آخرون إلى الحاجة لتعميق الخفض بما يوازن العرض والطلب.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.62 دولار، أو 2.6 %، ليستقر عند 63.29 دولاراً للبرميل. وأنهى خام غرب تكساس الوسيط بقيمة 53,99 دولاراً للبرميل، بارتفاع 1.40 دولار أو 2.7 %. وسجل خام برنت انخفاضه الأسبوعي الثالث حيث انخفض بنسبة 2 % تقريبًا، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بحوالي 1 % للأسبوع. فيما سجل كلا المؤشرين يوم الأربعاء أدنى مستوى منذ يناير.
وعلق محللون لتلميحات م. الفالح المطمئنة حيث ذهب بقوله بأنه على الرغم من أن أوبك كانت على وشك الاتفاق، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات مع الدول غير الأعضاء في أوبك التي كانت جزءًا من الصفقة لخفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، والتي تنفد في نهاية هذا الشهر. وكان العرض محدودًا أيضًا بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على صادرات النفط من فنزويلا وإيران. وشددت واشنطن الضغوط على شركة النفط المملوكة للدولة في فنزويلا من خلال توضيح أن صادرات المواد المخففة من قبل شركات الشحن الدولية قد تخضع لعقوبات.
وفي الولايات المتحدة، خفضت شركات الطاقة هذا الأسبوع عدد منصات النفط إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير 2018. وقالت شركة «بيكر هيوز» لخدمات الطاقة إن الحفارات خفضت 11 منصة في أكبر انخفاض أسبوعي منذ أبريل، مما رفع العدد الإجمالي إلى 789. وكانت أسعار النفط مدعومة أيضًا بارتفاع أسواق الأسهم بعد تباطؤ حاد في نمو الوظائف في الولايات المتحدة مما أثار آمالًا في خفض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
في حين يبدو أن البنوك المركزية العالمية مستعدة للرد على التباطؤ في الاقتصاد العالمي ومن المحتمل رؤية المزيد من الحوافز المضافة إلى السوق، إلا أن المستثمرين ما زالوا قلقين بشأن التوترات التجارية التي قد تعطل الاقتصاد العالمي، بما في ذلك النزاع بين الولايات المتحدة والصين.
وهددت الولايات المتحدة أيضًا بتعريفة جمركية على السلع من المكسيك الشريك التجاري الرئيسي، وذلك وفقاً لما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن هناك «فرصة جيدة» أن تعقد الولايات المتحدة صفقة تجارية مع المكسيك، لكن إذا فشلت الدولتان في إبرام اتفاق، فستفرض رسوم جمركية بنسبة 5 % على الواردات المكسيكية يوم الاثنين. ونظرًا لضعف البيانات الاقتصادية وتوسع الصراع التجاري، قام «كوميرز بانك» بمراجعة توقعاته للربع الثالث لخام برنت إلى 66 دولاراً من 73 دولاراً للبرميل.
وقالت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأساسية الأميركية إن صناديق التحوط ومديري الأموال الآخرين خفضوا مراكزهم الصافية طويلة الأجل في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بسبب انخفاض الأسعار. وقامت مجموعة المضاربين بخفض العقود الآجلة والخيارات المجمعة في نيويورك ولندن بمقدار 13,196 عقدًا إلى 198,884 عقداً خلال الأسبوع حتى 4 يونيو.
(الرياض)