سياسة

الأسماء المغمورة تفتح الانتقادات المبكرة على ألكاراز

يترقب الشارع الكروي الظهور الأول للمحاربين منذ نكسة نهائيات كأس أمم أفريقيا، في ظل عودة نجوم ومغادرة آخرين، وهو ما يدفع إلى طرح استفهامات متجددة حول المعايير المطبقة في اختيار لاعبي المنتخب الجزائري.

انتقد فنيون ومختصون القائمة التي أعلن عنها المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز لدخول معسكر الخضر، تحسبا للمواجهتين المنتظرتين في الأسبوع الأول من الشهر الداخل، بسبب الخيارات التي انتهجها باستقدام أسماء مغمورة، والاستغناء عن لاعبين آخرين، مع استعادة المغضوب عليهما كارل مجاني وسفيان فيغولي.

ودخل المنتخب الجزائري منذ نهار الجمعة في تربص مغلق تحسبا للمواجهتين المبرمجتين في السادس والحادي عشر من جوان الجاري، ضد كل من المنتخب الغيني (ودية)، وضد الطوغو، برسم التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أفريقيا 2019 بالكاميرون، ليكون بذلك الامتحان الأول للناخب الإسباني في مسيرته مع الخضر، منذ التعاقد معه في شهر أفريل الماضي.

واستغرب الإعلامي الرياضي سمير عماري خيارات لوكاس ألكاراز في استدعاء أسماء مغمورة من الدوري المحلي وبعض الدوريات الأوروبية، في حين يتم تغييب لاعبين أثبتوا جدارتهم في تقديم الإضافة اللازمة للمنتخب الوطني، وطرح عودة كل من الحارس مهدي جيانين من نادي كليرمون فوت، ومهدي زفان من نادي ران الفرنسيين، وحتى الوافد الجديد حساني من البطولة البلغارية، فضلا عن حمرة من نادي اتحاد العاصمة.

وأرجع المختصون انتقاداتهم لخيارات المدرب إلى تواجد تلك الأسماء على دكة البدلاء في نواديهم منذ مدة طويلة، وحتى منهم من تم الاستغناء عنه في وقت سابق من صفوف المنتخب في صورة مدافع نادي ران مهدي زفان.

وذهب سمير عماري إلى أن “المدرب الإسباني ليس هو صاحب القرار النهائي في القائمة، وأن ممارسات العهد الماضي (الاتحاد السابق)، لا تزال قائمة، وأن لمسات رئيس الاتحاد خيرالدين زطشي، ونائبه الأول ربوح حداد، واضحة من خلال فتح أبواب المنتخب أمام لاعبي نادي بارادو ( الصاعد الجديد إلى الدوري الممتاز)، وهو النادي الأصلي لرئيس الاتحاد، ونادي اتحاد العاصمة”.

وأضاف “هناك لاعبون في الدوري المحلي، وحتى في بعض النوادي الأوروبية، بإمكانهم تقديم الإضافة اللازمة، ولهم من الكفاءة ما يفوق بعض العناصر التي استدعيت لتربص المنتخب، ومن الغريب ألا يتم استدعاء لاعبين من نواد محلية تحتل صدارة الترتيب، وتشارك في المنافسات القارية، في صورة اتحاد العاصمة ومولودية العاصمة”.

وتابع “لا يمكن إقناع الشارع الكروي الجزائري بهكذا تشكيلة، في حين هناك العديد من الأسماء التي أبانت عن إمكانيات هائلة، على غرار بالغ من اتحاد بلعباس، بدران من وفاق سطيف ومفتاح من اتحاد العاصمة، واستعادة لاعبين يمرون بفترات فراغ كبيرة”.

وأعاد المدرب الجديد لرفاق رياض محرز، اللاعبين سفيان فيغولي وكارل مجاني إلى التشكيلة المدعوة لخوض المباراتين المقررتين ضد غينيا وديا وطوغو ضمن تصفيات أمم أفريقيا 2019، بعدما تم الاستغناء عنهما بقرار من الاتحاد السابق، بسبب مشاكل غرفة تغيير الملابس، منذ عهد رحيل المدرب السابق كريستيان غوركيف.

ودافع لوكاس ألكاراز في ندوة صحافية عقدها الخميس عن خياراته بالتركيز على ما أسماه بـ”الجاهزية والقدرة على تقديم الإضافة اللازمة للمنتخب، وتوظيف عامل الخبرة والاستقرار، وفتح المجال أمام الأسماء الشابة لتحقيق التواصل البشري داخل التشكيلة الوطنية”. وشدد المدرب على أن الجدل المثار حول استدعاء بعض اللاعبين المغمورين، سيجد طريقه للإقناع بتجلي أسباب وخلفيات الخيارات، وأن الطاقم تابع بشكل شخصي مسارات لاعبي التشكيلة ورصيدهم في نواديهم، واطلع على كل الأرقام والإحصائيات الفردية.

وألمح إلى أن استدعاء أمثال حساني من الدوري البلغاري، وعطال من نادي بارادو الجزائري، يدخل في إطار استراتيجية تقوم على فتح الأبواب التدريجي أمام الأسماء الشابة الصاعدة، من أجل التعود على أجواء المنتخب ورفاقهم السابقين.

وأبقى ألكاراز على أعمدة المنتخب في صورة محرز، براهيمي، سليماني، بن طالب وتايدر، وجدد الثقة في حارس المرمى رايس وهاب مبولحي، والمدافع الأيمن مهدي زفان، ولاعب الوسط عدلان قديورة، على الرغم من قلة مشاركتهم مع فرقهم رين الفرنسي وميدلزبره الإنكليزي على التوالي هذا الموسم. وعلق المدرب الإسباني على ذلك بالقول “كونهم لم يلعبوا كثيرا مع فرقهم سيمكنهم ذلك من الوصول إلى المنتخب في حالة بدنية جيدة، وأن زفان أو قديورة إذا لم يلعبا بانتظام في نادييهما، فإن حضورهما سيكون مفيدا للمنتخب”.

إغلاق