سلايد 1
معرض يجمع مختلف الفنون لتوثيق خبايا الرحلة المقدسة
15 مؤسسة محلية وعالمية ساهمت من خلال 182 قطعة نادرة لمخطوطات إسلامية وصور فوتوغرافية وآثار وتذكارات شخصية، احتفاء بالإرث الغني للرحلة المقدسة.
مواكبة لجهود الإمارات في تعزيز التسامح والتعايش
كشف مركز جامع الشيخ زايد الكبير عن القصة السردية لمعرض “الحج: رحلة في الذاكرة” الذي ينظمه بمناسبة مرور 10 سنوات على افتتاحه في الفترة من 20 سبتمبر الجاري وحتى 19 مارس 2018.
وخلال مؤتمر صحافي نظمه المركز مؤخرا قال مدير عام المركز يوسف العبيدلي إن المعرض يواكب جهود الإمارات في تعزيز التسامح والتعايش، مشددا على أن معرض “الحج: رحلة في الذاكرة” يمثل أيضا إضافة إلى سلسلة النجاحات والمبادرات الثقافية والاجتماعية التي يقوم بها المركز، والذي عمل على ترسيخ مجموعة من المفاهيم والقيم حتى بات منبرا للتواصل بين الشعوب والثقافات على اختلافها، ومنارة لإشعاع الحضارة الإسلامية.
من جهته، قال مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة سيف سعيد غباش “إن تخصيص معرض بهذا الحجم عن تاريخ وإرث رحلة المسلمين المقدسة إلى بيت الله الحرام، يأتي من مسؤولية الهيئة عن الترويج للمقومات الثقافية والحفاظ عليها وإبقائها حية، فالمعرض يقدم مشاهد بانورامية مليئة بالتفاصيل عن الحضارة الإسلامية عموما، والحج خصوصا، ويُذكر بمبادئ رسالة الإسلام الخالدة للبشرية، وهي التسامح وقبول التنوع والمساواة والعدالة”.
وأضاف “ستكون أشهر المعرض الستة مناسبة جيدة لإحياء العديد من القيم الإنسانية المرتبطة بالحج، والتذكير بالتنوع الذي يحظى به المسلمون في أعراقهم وثقافاتهم وتقاليدهم، خاصة وأن برنامج جلسات النقاش وورش العمل التعليمية وعروض الأفلام السينمائية المرافقة لفعاليات المعرض ستثير الكثير من النقاط المضيئة، التي تستحق التوقف عندها واستحضارها في وقتنا الحالي“.
وأشاد غباش بالتعاون المؤسسي المثمر الذي تم على مستويات عالية لجمع مقتنيات المعرض وتكوين قصته السردية، حيث ساهمت 15 مؤسسة محلية وعالمية وأفراد من أصحاب المجموعات الخاصة وأفراد من الجمهور في ذلك، من خلال 182 قطعة نادرة لمقتنيات تضم مخطوطات إسلامية وصورا فوتوغرافية وآثارا وتذكارات شخصية، احتفاء بالإرث الغني للرحلة المقدسة إلى بيت الله الحرام.
تم تخصيص قسم للهدايا التذكارية تُعرض فيه مجموعة من المقتنيات التي كان يحملها الحجاج معهم هدايا من الرحلة المقدسة
ويتتبع المعرض عبر أقسامه الستة الخط الزمني لتطور رحلة الحج والإرث المرتبط بها عبر العصور المختلفة، بما في ذلك بدايات انتشار الإسلام في الجزيرة العربية، من خلال عرض موثق للمواقع الأثرية المرتبطة بها، حيث خصص القسم الأول لـ”ظهور الإسلام” ووصوله إلى شرق الجزيرة والمعتقدات التي سبقت ظهوره والمساجد في دولة الإمارات.
فيما يستكشف القسم الثاني من المعرض العقيدة الإسلامية والقرآن الكريم والشعائر الإسلامية، ويتتبع أثر نسخ وتدوين المصحف الشريف على تطور الخط العربي، ويعرض مجموعة نادرة من المصاحف أو صفحات من القرآن الكريم، مثل ورقة من “المصحف الأزرق” الذي يعود إلى القرن التاسع، وهي رقعة من الجلد المصبوغ بالأزرق وكُتبت بالذهب والفضة والحبر الملون، إلى جانب مجموعة من الوثائق المرتبطة بالحج مثل “دلائل الخيرات من العهد العثماني” وهي رسم تخطيطي لمكة المكرمة والمدينة المنورة من المخطوط الشهير عن الصلاة للفقيه أبي عبدالله محمد الجزولي المتوفى عام 1465.
أما القسم الثالث فقد خصص لرحلات الحج، حيث أعيد رسم العديد من الطرق القديمة التي كان يسلكها الحجاج عبر شبه الجزيرة العربية وعبر العالم أيضا، بالإضافة إلى عرض صور تاريخية توثق مشقة هذه الرحلة، وترصد تطورها بتطور وسائل النقل مثل سكة الحديد والبواخر.
وخصص القسم الرابع لعرض الوثائق والمقتنيات المتعلقة بمكة المكرمة، إذ يستعيد هذا القسم جوانب تاريخية من المدينة العريقة عبر صور فوتوغرافية ورسوم توثق تقاليد ومراسم وصول محمل الحج والحجاج.
كما ستعرض الكسوات التي غطت الكعبة الشريفة خلال فترات زمنية مختلفة، إضافة إلى نسخة طبق الأصل لمفتاح الكعبة المشرفة تعود إلى أواخر القرن العشرين، وغيرها من القطع المهمة.
وقد تم أيضا تخصيص قسم للمدينة المنورة يعرض بعض الهدايا التي قُدمت للمسجد النبوي الشريف من عصور مختلفة، ونصوصا في مدح الرسول ونماذج أصلية من الحلي، إلى جانب صور تاريخية للمدينة ترصد تطورها المعماري.
في حين تم تخصيص قسم للهدايا التذكارية تُعرض فيه مجموعة من المقتنيات التي كان يحملها الحجاج معهم هدايا من الرحلة المقدسة.
بالإضافة إلى ذلك تُعرض مجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة المتأثرة بالحج، منها ثلاثة أعمال بتكليف حصري من المعرض، الأول للفنان الإماراتي محمد كاظم ويحمل عنوان “المكان” وهو صور فوتوغرافية ملتقطة للكعبة الشريفة والمباني المحيطة بها ومعالمها الطبيعية، والثاني للإماراتي ناصر نصرالله بعنوان “مكتب بريد الحج” وهو عمل تفاعلي من أربعة أعمدة لرصد تجربة زيارة المعرض، واختيار بطاقات بريدية مستوحاة من البطاقات التاريخية في المعرض لإرسالها إلى الحجاج. أما العمل الثالث فيحمل عنوان “أوج” للفنانتين سلوى الخضيري وندى الملا.
وتصاحب المعرض سلسلة من الحوارات النقاشية المتعلقة بالحج، وعروض أفلام سينمائية وورش عمل تعليمية.