مقالات وبحوث
مرضى المهق ملائكة بيض تباع أعضاؤهم للباحثين عن علاج
في الوقت الذي رصدت فيه عدسة الكاميرا التركية مرضى المهق من مختلف أنحاء تركيا وولاياتها، لتظهر لوحة فنية تعكس جمالهم رغم مرضهم، ورغبتهم في الاندماج في الحياة بشكل كامل، أشارت تقارير إعلامية إلى أن بعض الدول الأفريقية تتاجر بأعضاء هؤلاء الملائكة البيض على أنها شفاء من كل داء.
يستغني مرضى المهق أو كما تم وصفهم ملائكة تركيا البيض بسبب مرضهم عن أحلامهم، ولكن يستمرون بحياتهم اليومية. حيث إن المصابين بهذا المرض يمنع بعضهم من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، ومنهم من لا يستطيعون التعرض للشمس والتنزه بالشوارع.
ويعرف مرض المهق (البرص) الجزئي أو الكلي، أنه حالة وراثية ناتجة عن غياب جين الصبغة في الأعين والجلد والشعر، ولا يتمكن جسم الأمهق من صنع الكميات الطبيعية من صبغة تدعى “ميلانين”، التي تساعد على حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، لذا لا يمكن للأمهق أن يتعرض للشمس أو الضوء كثيرا لأن ذلك يتسبب في إصابته بأضرار الحساسية في البصر والجلد.
ورصدت عدسة الكاميرا هؤلاء الملائكة من مختلف أنحاء تركيا وولاياتها، من مختلف الأعمار ومن الجنسين، لتظهر لوحة فنية تعكس جمالهم رغم مرضهم، ورغبتهم في الاندماج بالحياة بشكل كامل.
ووفقا لموقع بي بي سي، فإن طبيبا بريطانيا أمهق كشف مؤخرا عن مأساة مرضى المهق.
وأوضح الدكتور أوسكار ديوك (30 سنة) لماذا تحدث هذه الجرائم ومن المسؤول عنها بالضبط، حيث زار الرجل الملاوي وتنزانيا، ورأى كيف أن الأطفال الذين يعانون من هذا المرض الجلدي، المهق، وكذلك الشباب يتم احتجازهم في ظروف بائسة ويقوم حراس بمنعهم من الهروب في منازل أو معسكرات خاصة بهم.
ويشكل هؤلاء الناس عبر استغلالهم طريقا لثراء البعض بتوظيف أعضائهم فيما يعتقد أنه يكسب المال والجاه والمجد، وحيث إن الجرعة من دواء ينتج بخلط أجهزة وأطراف هؤلاء المساكين، تباع بما يقدر بـ7 آلاف جنيه إسترليني.
وأشار ديوك إلى أنه مع الفقر وحيث لا يتجاوز دخل العامل الزراعي 72 جنيها إسترلينيا سنويا فإن أي شيء يصبح قابلا للتصديق.
ومن الكوارث الإنسانية عبر التاريخ البشرى أن يكون “لون البشرة” أو الجلد سببا في الكراهية والعنصرية التي تحاصر صاحبها، حيث أصبح الأفارقة الآن يتعاملون بالعنصرية والكراهية مع فئات خاصة من أصحاب البشرة البيضاء المشربة بالحمرة، هؤلاء الذين يولدون داخل العائلات الأفريقية نفسها وهم يعانون من المهق أو ما يطلق عليه أفريقيا “الألبينو”، ويعرف في لغتنا بـ”عدو الشمس”، إذ يواجه هؤلاء حياة صعبة، خصوصا في تنزانيا حيث يتعرضون للاضطهاد والتعذيب والقتل والخطف، بسبب معتقدات خرافية تقول إن أعضاء هؤلاء الأشخاص لها قوة سحرية يمكن استخدامها لتجلب الثروة والصحة والسعادة، وتعالج الأمراض القاتلة كمرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز.
ووفقا لتقارير إخبارية، تسود معتقدات بتعرض الأطفال المهق للقتل من قبل رجال العصابات في مملكة سوازيلاند وبعض الدول الأفريقية المجاورة، بسبب الاعتقاد السائد بأن أعضاء هؤلاء الأطفال لها قوة سحرية وطبية عندما يستخدمها الأطباء السحرة، وتباع أعضاء الطفل الأمهق في السوق السوداء المحلية نظير عشرات الآلاف من الدولارات.
وبحسب هذه الخرافات والمعتقدات البدائية يقوم بعض عمال المناجم غير القانونيين بشراء أعضاء الأطفال المهق من العصابات بالآلاف من الدولارات، لمساعدتهم في تنقيبهم عن الذهب والأحجار الكريمة، فيما يعتقد الصيادون أن ربط أطراف جسم الأطفال المهق في شباكهم يمكنهم من الحصول على صيد وفير.