سلطنة عمان
سلطنة عمان تعمل على تعزيز علاقات العالم الإسلامى وبكين
فى إطار العلاقات المتميزة بين سلطنة عمان والصين القائمة على الشراكة الاستراتيجية المتكاملة.. استضافت العاصمة العمانية مسقط الأسبوع الماضى، المؤتمر الدولى «تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامى والصين.. عُمان نموذجاً»، الذى نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالسلطنة بالشراكة مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (آرسيكا) التابع لمنظمة التعاون الإسلامى، والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.. وذلك فى إطار إيلاء الاهتمام الأكبر بالجوانب التاريخية والحضارية والثقافية والعلاقات الدولية التى تربط السلطنة بدول العالم أجمع، وكان هدف المؤتمر الأساسى تنفيذ دراسة معمقة فى تاريخ العلاقات فى كافة الجوانب وما ارتبطت به الصين من علاقات قديمة وممتدة عبر العصور مع السلطنة ودول العالم الإسلامى.. وتلعب السلطنة دور النموذج فى تلك العلاقات الممتدة عبر القرون، ما يكشف الطريق إلى الاستفادة والاستلهام للدول الأخرى فى بلدان العالم الإسلامى، كما يفهم بشكل جلى من عنوان المؤتمر.
النقاشات التى حفل بها المؤتمر الدولى متنوعة وتتحرك ما بين الفضاءات التاريخية إلى العصر الحديث، كما تضىء المعرفة بمشروع ومبادرة «الحزام والطريق» التى تعول عليها الصين لإعادة تركيب المشهد الاقتصادى والتجارى فى العالم المعاصر، بالأخذ فى الاعتبار تجربة الماضى والتاريخ، وكيف يمكن لها أن تنير اللحظة الحديثة من التاريخ الإنسانى، حيث إن الشعوب تستفيد دائماً من تراثها المتراكم وتحاول أن تفهم تاريخها وجدلها مع هذا التراث ليكون لها أن تبنى الحداثة والتعاون مع الآخرين عبر كافة الأنظمة والأشكال الاقتصادية والثقافية والمعرفية وغيرها.
وخرج المؤتمر بحوالى 22 توصية على رأسها تشجيع الحوار بين الحضارتين الإسلامية والصينية وما تنبثق عنهما من نظريات فلسفية وممارسات ثقافية مشتركة، إضافة إلى دراسة إمكانية إنشاء مركز علمى يُعنى بالعلاقات بين دول العالم الإسلامى وسلطنة عمان والصين، وتشجيع التنقيب والبحث عن الآثار والمحافظة عليها وترميمها، حيث إنها تعد مصدراً أساسياً ومكملاً للوثائق والمخطوطات فى توثيق المعلومات التاريخية والحضارية.
كما أوصى المؤتمر بالاهتمام بالتاريخ الشفوى لما يمثله من إثراء المعلومات التاريخية والوثائقية والتى تُعنى بالعلاقات بين دول العالم الإسلامى وسلطنة عُمان والصين، وإبراز أهمية السلام والتعايش السلمى وقيم التسامح والعيش المشترك فى تعزيز العلاقات بين العالم الإسلامى ودول العالم المختلفة، إضافة إلى إجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول العلاقات بين سلطنة عُمان والصين ودول العالم الإسلامى، لإبراز تأثيرات الثقافتين الإسلامية والصينية، وعقد المزيد من المؤتمرات الدولية والندوات العلمية التى تدعو لدراسة العلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية بين سلطنة عُمان والصين ودول العالم الإسلامى وتبادل الخبرات بين المؤسسات العلمية والثقافية بين البلدين.
كما شجعت التوصيات المنبثقة عن المؤتمر على دراسة أدب الرحلات وإسهامه وتأثيره فى التواصل الحضارى والثقافى بين العالم الإسلامى والصين، ودعم الدراسات والبحوث التى تهدف إلى تحديد تطور العلاقات العُمانية الصينية عبر العصور المختلفة، إضافة إلى التنسيق بين مراكز البحوث العلمية والجامعات بالدول الإسلامية لتشجيع واستقبال الباحثين الصينيين والعرب والمسلمين لإعداد البحوث والدراسات المشتركة فى الجوانب التاريخية والاقتصادية والثقافية.
كما أوصى أيضاً بتعميق البحث العلمى وتحرى الموضوعية والدقة من خلال الرجوع إلى الآثار والوثائق والمصادر والمراجع العربية والإسلامية للتمحيص ونفى الشبهات والمبالغات التاريخية، وتشجيع مراكز البحث العلمى لإجراء المزيد من الدراسات حول أهمية طريق الحرير ودوره فى نشر الإسلام فى الصين، وتشجيع الباحثين للاستفادة من المصادر والمراجع الوثائقية العربية والإسلامية والصينية والمصادر العالمية الأخرى للكشف عن طبيعة العلاقات بين العالم الإسلامى وعُمان والصين، إضافة إلى توجيه طلاب الدراسات العليا والباحثين لإعداد البحوث العلمية فى مرحلتى الماجستير والدكتوراه التى تتناول العلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية والتواصل الحضارى بين العالم الإسلامى وعُمان والصين.. وشملت التوصيات أيضاً دراسة إمكانية إصدار مجلة علمية مُحكمة متخصصة فى تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامى وعُمان والصين.
وأوصى المؤتمر كذلك بقيام كل من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بإنشاء بنك معلومات خاص بعلاقات العالم الإسلامى وعُمان والصين.
وعلى الجانب الاقتصادى أوصى المؤتمر بتقديم الدعم اللوجستى والاقتصادى للعلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين سلطنة عُمان والصين بما يدعم جهود حكومة السلطنة فى تفعيل الاستثمار فيها.
كما دعا المشاركون المؤسسات الاقتصادية والاستثمارية فى الصين للعمل والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوفرة فى سلطنة عُمان وقيام رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية فى عُمان بالاستفادة من الفرص الاستثمارية فى الصين، وأشاروا إلى ضرورة الاستفادة من التوجيهات القائمة حول مبادرة الحزام والطريق.
(الوفد)