دول الخليج
ارتفاع نسب الإصابة بالسكري محليا وخليجيا
ارتفعت نسبة الإصابة بالسكري في المجتمع البحريني، إذ بلغت وفق احدث الأرقام الصحية 20% من مجموع عدد السكان البالغين في البحرين، ما يعني أن شخصا من كل خمسة أشخاص بحرينيين مصاب بالسكري، فيما زاد عدد المصابين بداء السكري في العالم على 422 مليون شخص.
صرح بذلك رئيس المجلس الاعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس مجلس ادارة جمعية السكري البحرينية خلال افتتاحه امس أعمال مؤتمر الطب الباطني والسكري والسمنة «الايميدو» الذي انطلق في نسخته الثالثة، مشيرًا إلى أن الانتشار السريع لداء السكري والمرتبط بالسمنة يشكل خطورة كبيرة على صحة الفرد والمجتمع، بسبب الزيادة المستمرة في نسب الاصابة به وبمضاعفاته والتي تشكل تحديا كبيرا للعاملين في القطاع الصحي والمهتمين في إعداد الاهداف والخطط التنموية.
وقد انطلقت صباح امس أعمال النسخة الثالثة للمؤتمر الذي يشارك فيه اكثر من 1000 خبير ومختص في الأمراض الباطنية والسكري؛ حيث ستتم مناقشة على مدى ثلاثة أيام المؤتمر أحدث المستجدات والتقنيات والعلاجات والجراحات المتعلقة بالسمنة والسكري حول العالم.
وقال رئيس المجلس الاعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة في كلمته الافتتاحية ان اهم أسباب الاصابة بالسكري محليا وخليجيا تتمحور بالدرجة الاولى حول انتشار زيادة الوزن وطبيعة المناخ وارتفاع درجات الحرارة، والتي لا تسمح بممارسة النشاط الرياضي، والسبب الثالث يتعلق بارتفاع مستوى المعيشة والدخل، ما يؤدي الى كثرة استهلاك الاطعمة المشبعة بالدهون، مشيرا الى أن الارقام المرتفعة لإصابات السكري بالبحرين، تحفزنا على الاستمرار في مواصلة العمل على تحسين جودة الخدمات العلاجية والوقائية، وإعداد الخطط ورسم الاستراتيجيات لمواجهة تحديات هذا المرض وعلى دعم وتشجيع عقد مثل هذه التظاهرات العلمية والمؤتمرات الطبية التي باتت تشكل رافدا مهما من روافد تعزيز المعرفة وتحسين المهارات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتطوير المستمر في مستوى الخدمات الصحية.
وقال: ان البحرين تسعى الى ان تكون دائما سباقة في توفير الرعاية الصحية والخدمات الطبية المتطورة والحديثة، ويظهر جليا في القرارات الحكيمة التي تصدر من جلالة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي ولي العهد، والتي أكدت أن صحة الفرد والمجتمع يجب أن تكون على رأس أولويات قيادتنا وحكومتنا، حيث تعمل وزارة الصحة بجميع كوادرها على بذل الجهود المتميزة في رعاية مرضى السكري والحد من مضاعفاته وتقديم أفضل سبل الوقاية والعلاج، والتي تصب في خدمة في خدمة المرضى، وتساندها في تنفيذ هذه الخطط والبرامج العديد من المؤسسات والجمعيات الاهلية، ومنها جمعية السكري البحرينية، والتي تعمل جنبا الى جنب مع مؤسسات الدولة في تقديم البرامج والأنشطة التوعوية التي تعزز الشراكة المجتمعية واستقطاب المتطوعين لتحقيق الاهداف المطلوبة.
ومن جانبه افاد رئيس المؤتمر ورئيس جمعية المستشفيات الخاصة استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي والكبد الدكتور عبدالوهاب محمد بأن المؤتمر وبجهود القائمين عليه يسعى إلى وضع علامة فارقة في المجال الطبي، وأيقونة بارزة في تاريخ المملكة من خلال تكريس المؤتمر وهذا التجمع الطبي، لأن يكون زاخرا بآخر وأهم المستجدات العلمية في المجال الطبي، وتطبيقها للتخفيف من معاناة المرضى، ومساعدتهم في استعادة حياتهم والاستمتاع بأنماط حياة طبيعية، مؤكدا أن هدف المؤتمر الاول هو بحث آخر المستجدات فيما وصلت اليه الجهود والبحوث الطبية للوقاية والعلاج من مجموعة من الامراض المزمنة التي أصبحت تفتك بالمجتمعات العالمية، ولكن بصورة خاصة مجتمعنا البحريني والخليجي والتي أصبحت تشهد زيادة مستمرة خلال الاعوام الماضية وخصوصا الامراض المتعلقة بالضغط والسكري والسمنة المرضية المفرطة ومجموعة من الامراض الباطنية، فقد ازدادت أعداد المصابين بداء السكري عالميا، ومن المتوقع أن يصل الى 425 مليون مصاب ببلوغ عام 2045، موضحا ان معدل انتشار المرض لدى البالغين وصل الى 15% في البحرين.
وفاة كل 7 ثوانٍ.. وبتر كل20 ثانية عالميا
وأوضح رئيس المؤتمر الدكتور عبدالوهاب محمد أن عدد الوفيات الناتجة جراء الاصابة بداء السكري تجاوزت عدد الوفيات الناجمة من أورام الثدي ونقص المناعة المكتسبة، منوها الى أن الاحصائيات الاخيرة، بينت ان هناك حالة وفاة واحدة كل سبع ثوانٍ بسبب السكري حول العالم، وان هناك حالة بتر كل 20 ثانية بسبب مضاعفات السكري، منوها الى أن أعلى نسبة للإصابة بالسكري هي في المملكة العربية السعودية وتصل الى 31.6%، بينما تصل في قطر الى 16.7%، بينما تصل في الصومال وموريتانيا الى 4%؛ مبينا أن الاحصائيات والدراسات الحديثة تشير إلى أن الأمراض التي تصيب القلب والأوعية الدموية تؤكد أن هناك حالة وفاة واحدة كل 37 ثانية بسبب هذه الامراض، حيث بلغت نسبة الوفيات فيها أكثر من 6 ملايين، منوها الى أن أعداد الوفيات ارتفعت من 17 مليونا عام 2016 الى 23 مليونا عام 2030، وهي أرقام مخيفة بحاجة الى مزيد من البحث والتقصي في الوسائل المتاحة لنا لوقاية مجتمعنا البحريني من هذه الامراض وعلاجها.
وذكر رئيس المؤتمر ان الأرقام المتعلقة بالسمنة تشير الى ازدياد النسبة حيث أصبحت تمثل «الوباء الجديد، حيث بينت الاحصائيات أن دول الخليج في تسابق مستمر لاحتلال المراكز الاولى في نسب الاصابة بالسمنة المفرطة، فقد بلغت بالكويت 36% للذكور، و48% للاناث، وفي الامارات 25% للذكور، و42% للإناث، وفي البحرين 20% للذكور، 38% للاناث، وفي قطر 19% للإناث و32% للذكور، بينما سجلت سلطنة عمان 8% للذكور، و17% للاناث، مؤكدا أن مؤتمر «أيميدو»، سيطرح العديد من الابحاث العلمية من البحرين والخليج والدول العربية والعالم، من خلال مشاركة نخبة وخبرات ستقدم العديد من الحلول الطبية خلال ايام المؤتمر الثلاثة.
وثمن رئيس المؤتمر، الجهود المتواصلة من القيادة والحكومة، وخطواتها باتجاه المزيد من التنمية والتطوير في مختلف المجالات، ولكن مع أولوية ودعم خاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطوير المنظومة الصحية لضمان التغطية الصحية الشاملة للمواطنين والمقيمين من دون أي تميز، مؤكدا أهمية المسؤولية المجتمعية ودور الوقاية في تعزيز الحياة الصحية وتحسين جودة الحياة من خلال التركيز على الاولويات الصحية في الحياة اليومية ومدى انعكاسها على الوقاية من مختلف الامراض المزمنة، للتخفيف من آثارها المترتبة وتكاليفها المتزايدة في العلاج والوقاية منها، مؤكدا أن هذا يتطلب الاسراع في استكمال وتحديث قاعدة البيانات الصحية التي تعكس الواقع نظرا الى أهمية دورها في وضع الخطط المستقبلية للوقاية والعلاج منها، وان يتم تحويل هذه البرامج الى مبادرات نسعى لتطبيقها والاستفادة منها، وهو ما نلمسه من الجهود الطيبة التي يبذلها المجلس الاعلى للصحة، وعمله لخلق قاعدة معلومات وجعلها في متناول الجميع من العاملين في الحقل الصحي، معربا عن شكره وتقديره لراعي الحفل، رئيس المجلس الاعلى، والدعم المتواصل وعطائه المستمر للارتقاء بجودة الخدمات الصحية والتطوير المستمر للسياسات والاستراتيجيات الصحية، ولكل من شارك في نجاح المؤتمر ووصوله الى هذه الدرجة كمؤتمر عالمي ينظم بكوادر بحرينية، وينطلق من البحرين لكل العالم، ليؤكد التطور الذي وصلت اليه البحرين في الجانب الصحي وفي الحد من الأمراض.
ومن جانبه أشار رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري في مستشفى نور التخصصي الدكتور أسعد الدفتر الى أن المؤتمر سيشهد من خلال 9 ورش عمل، و96 ورقة علمية منها 32 ورقة بحرينية، والعديد من المحاضرات والندوات والنقاشات التي تصب في إيجاد حلول لعلاج أمراض الأيض السكري والسمنة ومشاكل ارتفاع الكولسترول، مبينا ان المؤتمر سيناقش الطرق الحديثة لعلاج مضاعفات السكري مثل أمراض الشبكية والفشل الكلوي وأمراض القلب، وسيطرح الاليات والخطوات الفعالة لمنع مضاعفات السكري.
وذكر الدفتر، ان المؤتمر سيعرض اليوم حقن «سيماغليتايد» كآخر علاج للمرضى المصابين بالسكري ممن يعانون من السمنة، كما تم التطرق الى أحداث ومضاعفات السمنة وتأثيرها على التنفس وأمراض القلب ومشاكلها ومضاعفاتها، مثمنا الدعم اللامحدود من المؤسسات الداعمة والمشاركة في المؤتمر.
وأعلن الدكتور الدفتر، ان المؤتمر من خلال لجنة تضم العديد من الكفاءات والمختصين، قامت باختيار 3 مؤسسات للتكريم من خلال المؤتمر، وهي التي كان لها دور ريادي ومتميز في الحد من وباء السكري، وكانت المبرة الخليفية، والمؤسسة الخيرية الملكية، وجمعية السكري البحرينية، لدورهم وجهودهم في الحد من السكري لدى الاطفال.
وفي ختام حفل الافتتاح قام راعي الحفل ووزيرة الصحة ورئيس المؤتمر بتكريم المكرمين والفائزين واستعرضوا احدث الأجهزة والعلاجات خلال جولة بالمعرض المصاحب للمؤتمر.