دول الخليج
«الجيل الخامس» يسبب فجوة رقمية بين الدول المتقدمة والنامية.. خبير اتصالات: قطاع الاتصالات في المملكة نموذج يحتذى به في المنطقة
متابعة: علي عبدالخالق
أكد إبراهيم الحداد خبير الاتصالات وتقنية المعلومات أن البحرين سباقة في مجال تنظيم الاتصالات وكانت من الدول الرئيسية في فتح سوق الاتصالات، ومثال يحتذى به في المنطقة. جاء ذلك على هامش انطلاق مؤتمر تقارب تقنيات الاتصالات صباح أمس.
وأضاف خلال تصريحه للصحفيين: عملت هيئة تنظيم الاتصالات مع المشغلين بجد لتوفير خدمات الجيل الخامس، والبنية التحتية الملائمة لقطاع الاتصالات. وقال: «يجب ان ندرك ان تقنيات الجيل الخامس ليست فقط للهواتف، فهي ستوفر سرعة عالية لنقل البيانات والقدرة على ربط عدد هائل من الأجهزة ودعمها لمجموعة كبيرة من الخدمات الشخصية وإدماجها مع التكنولوجيا المتقدمة القائمة على تقنيات حديثة».
جاهزية متفاوتة
وحول جاهزية الدول لتقنيات الجيل الخامس، لفت الحداد إلى انه ليست جميع الدول متقدمة في هذا المجال، فعلى سبيل المثال هناك دول قامت للتو بإطلاق الجيل الرابع. مضيفا أن هناك دولا بحاجة الى توفير بنية تحتية قوية وهذا ما لا تستطيع القيام به لأسباب مختلفة.
وأوضح أن دول الخليج كانت سباقة في تقديم خدمات الجيل الخامس، واليوم أصبح الجميع يحمل هواتف ذكية لكن معظمها تدعم الجيل الرابع، ولاستخدام الجيل الخامس يجب ان يقوم المستخدم بشراء هاتف يدعم هذه التقنية، وهنا قد نواجه مشكلة المخلفات الالكترونية؛ إذ إن عددا كبيرا من الناس سوف يستغني عن هاتفه القديم.
فجوة رقمية
وأردف الحداد مشددا: قد يسبب الجيل الخامس فجوة رقمية كبيرة، حيث ان المقتدرين يستطيعون شراء هواتف تدعم الجيل الخامس، ولكن هناك من لا يستطيع ذلك سواء في الدول العربية أو غيرها من دول العالم، اضافة الى استخدام انترنت الاشياء والذكاء الاصطناعي، فذلك سوف يعزز من إحداث الفجوة بين الدول المتقدمة والدول أو الشعوب التي لا تستطيع توفير واستخدام تلك التقنيات.
واقترح ان يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتوصيل تقنيات الجيل الخامس لمن لا يستطيع توفيره، ويتم ذلك عبر اجهزة «دام» وهي رخيصة مقارنة بالأجهزة الذكية، وأن تتم عمليات المعالجة من خلال الذكاء الاصطناعي مثل عمليات الحوسبة السحابية. وقال ان هذه الفكرة لم يتم طرحها في اي من الدول حتى الآن، لكنها ستفيد الشعوب الفقيرة والدول النامية بشكل كبير، في حين ان ذلك لن يكون مشروعا، مستحسنا لشركات الاتصالات الكبيرة لقلة المربحية.
مشروع لوون
وتطرق إلى مشروع لوون، وهو مشروع بحث وتطوير أنشأته جوجل مع بعثة خاصة لتوفير إيصال الإنترنت إلى المناطق الريفية والنائية، ويستخدم المشروع مناطيد على ارتفاعات عالية وضعت في طبقة الستراتوسفير على ارتفاع حوالي 32كم (20 ميل)، لإنشاء شبكة لاسلكية جوية تشبه تقريبا شبكة الجيل الثالث 3G في السرعة. وجاء اسم المشروع (لوون بالإنجليزية تعني ساذجا او مجنونا) من أن جوجل نفسها اعتبرت ان فكرة توفير وإيصال الإنترنت إلى 5 مليارات نسمة من السكان فكرة لم يسبق لها مثيل و«مجنونة».
ويهدف النظام إلى تحقيق الوصول إلى شبكة الإنترنت في المناطق النائية والريفية التي تفتقر إلى الخدمات، وتحسين الاتصالات أثناء الكوارث الطبيعية في المناطق المتضررة.
إشعاعات آمنة؟
وحول اضرار تقنيات الجيل الخامس، قال الحداد انه لم يثبت ان اشعاعات الجيل الخامس مضرة على الإنسان. ولكن مؤخرا وقع حوالي 250 عالما من جميع أنحاء العالم على عريضة إلى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية حذروا فيها من أن الأجهزة الباعثة للإشعاع، على غرار الهواتف النقالة وأجهزة البث، يمكن أن ترفع من خطر الإصابة بالسرطان.
وأظهرت عدة دراسات سابقة على الأجيال الثاني والثالث والرابع لشبكات الخلوي أن المجالات الكهرومغناطيسية يمكن لها أن تترك آثارا على جسم الإنسان تشبه الإجهاد، وتتسبب في تلف الحيوانات المنوية وآثار عصبية ونفسية. ويرى العلماء أن ضرر هذه التكنولوجيا لا يقتصر فقط على الناس، بل يمتد أيضا إلى الحيوانات والنباتات.