دول الخليج
اجتماع افتراضي لوزراء مجموعة العشرين لإنقاذ اتفاق حول النفط
الرياض – الوكالات: عقد وزراء طاقة مجموعة دول العشرين اجتماعا افتراضيا أمس بعد أن تعرقل التوصل إلى اتفاق لخفض الانتاج بين اوبك وحلفائها، مع إعلان المكسيك توصلها إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لخفض الانتاج.
وامتنعت المكسيك عن دعم الاتفاق الذي صدر بعد إحدى عشرة ساعة من المناقشات عبر الدائرة المغلقة، والذي نص على خفض في الإنتاج العالمي في مايو ويونيو، قدره عشرة ملايين برميل يوميا، على أن يتم تدريجيًا رفع الانتاج حتى أبريل 2022.
وبينما كانت الأسواق تخشى خلافات بين الرياض كبرى دول أوبك، وموسكو، عرقلت المكسيك الاتفاق، معتبرة أن الجهد المطلوب منها – أي خفض الانتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا- مبالغ فيه بالمقارنة بدول أخرى، واقترحت خفضا بمقدار 100 ألف برميل. وفي وقت لاحق امس، أعلن رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أنه توصل إلى اتفاق مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن بلاده ستخفض الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا، مضيفًا أن ترامب هو الذي تواصل معه. وصرّح لوبيز أوبرادور بأن ترامب وافق على خفض الإنتاج الأمريكي بمقدار 250 ألف برميل يوميا «كتعويض» عن المكسيك. ولم يصدر أي تعليق فوري من ترامب، وليس من الواضح إن كانت أوبك وحلفاؤها سيوافقون على الاتفاق بين واشنطن والمكسيك.
وتطبيق اتفاق خفض انتاج النفط مشروط بموافقة المكسيك، بحسب ما أعلنت اوبك في وقت مبكر الجمعة.
ويؤشر الاتفاق المطروح إلى نهاية محتملة لحرب الأسعار بين روسيا والمملكة العربية السعودية اللتين تحملتا النصيب الأكبر من تخفيضات الإنتاج إذ اتفقتا على خفض إنتاجهما بحوالي 8.5 ملايين برميل في اليوم، وفق وكالة بلومبرغ للأنباء.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في اجتماع مجموعة العشرين إن «منظومة الطاقة العالمية بدءا من المنتجين إلى المستهلكين، في منطقة مجهولة وتتمثل مسؤوليتنا في إيجاد طريق للمضي قدما». وأضاف أن «المملكة العربية السعودية تحث جميع أعضاء مجموعة العشرين، بما في ذلك المكسيك، وكذلك الدول المدعوة، إلى اتخاذ تدابير مناسبة واستثنائية لإضفاء الاستقرار على أوضاع السوق».
كما حث وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك وزراء مجموعة العشرين على العمل بروح «الشراكة والتضامن»، بحسب محطة تلفزيون محلية.
وحذر الامين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو من أن طاقة تخزين الخام العالمية ستستنفد قبل نهاية مايو بسبب وفرة المعروض والانخفاض في الطلب. وقال باركيندو للوزراء: «هناك شبح مخيف يحيط بصناعة النفط». وتابع: «نحن بحاجة إلى العمل الآن حتى نتمكن من الخروج من الجانب الآخر من هذا الوباء مع الحفاظ على قوة صناعتنا سليمة».
وكانت الرياض التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للمجموعة قالت إن الاجتماع يأتي لضمان «استقرار السوق» بعد ركود أسعار النفط بفعل تأثير جائحة كورونا المستجد.
ورأى ستيفن انيس، وهو محلل في اكسيكورب، أن خفض الانتاج «أقل مما كان السوق يأمل به» نظرًا إلى تضرر الطلب بسبب الإغلاقات بسبب فيروس كورونا المستجد في العالم. وأضاف: «الصفقة المطروحة حاليا ستعوض جزئيا فقط في أسعار النفط. ولكن هذا كان الهدف المرجو منها»، مشيرًا إلى أن المخاطر المتعلقة بأسعار النفط لن تتبدد «إلا عند رفع كافة الإغلاقات» في العالم.
وتسبب انتشار فيروس كورونا المستجد بخلل في السوق حيث كان العرض العالمي كبيرا أساسا وبلغ مستويات غير مسبوقة مع القيود على التنقلات التي فرضت في كل مكان لتجنب انتشار المرض. وبسبب خضوع نصف سكان العالم للعزل للحد من انتشار وباء كوفيد-19، وتباطؤ حركة النقل وتراجع الإنتاج الصناعي، تشهد أسعار النفط تراجعا كبيرا. وبينما كان سعر البرميل يتراوح حول ستين دولارا قبل أشهر، تراجعت الأسعار مطلع الأسبوع الماضي إلى مستويات لم تسجل منذ 2002، وأصبح سعر البرميل أكثر من 21 دولارا بقليل، لذلك تحاول البلدان الـ13 الأعضاء في أوبك وشريكاتها الدول العشر التي تشكل جميعها تحالف «أوبك+»، التحرك.
ولتنظيم هذا الاجتماع، استأنفت الرياض وموسكو الحوار ووضعتا حدا لحرب الأسعار وحصص السوق، التي بدأتاها بعد المؤتمر الأخير الذي عقد في السادس من مارس في فيينا. لكن البلدين فوجئا بعد ذلك بسرعة انتشار فيروس كورونا المستجد وانعكاساته الهائلة على الطلب، بينما كان العرض مفرطا حتى قبل انتشار الوباء.
وحتى إذا تم إبرام هذا الاتفاق، يشكك المحللون في قدرة المنتجين على دعم الأسعار. وقال محللون في مجموعة «رايستاد اينيرجي» إن «خفضا بمقدار عشرة ملايين برميل يوميا في مايو ويونيو سيمنع بلوغ الحدود القصوى للتخزين وسيمنع الأسعار من الانهيار، لكنه لن يسمح بتحقيق التوازن المرغوب به في السوق». ومن أجل بناء تحالف أوسع، دعت «أوبك+» للمرة الأولى دولا منتجة للنفط من خارج التحالف. ورحب وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك الخميس بحضور تسع دول إضافية بينها كندا والنرويج.
ولا تستطيع الولايات المتحدة التي دعيت إلى الاجتماع، المشاركة بشكل مباشر في المحادثات بسبب قوانينها لمنع الاحتكار التي تحظر هذا النوع من التفاهمات.
وأعرب ترامب عن تفاؤله بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق حتى عندما بدت المحادثات في طريق مسدود.
وأمس، تحدث ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين للتباحث حول محاربة فيروس كورونا المستجد وأسعار النفط العالمية.
أخيرا، قال بيان أوبك إنه من المقرر عقد اجتماع جديد في العاشر من يونيو بالفيديو أيضا «للبت في إجراءات إضافية طالما كان ذلك ضروريا من أجل تحقيق التوازن في السوق».