دول الخليج
رئيس أفغانستان وخصمه عبدالله يتوصلان إلى اتفاق أولي
كتبت/سميحه طاهر
كابول – (الوكالات): بدا أن الرئيس الأفغاني أشرف غني ومنافسه عبدالله عبدالله أقرب إلى دفن الخلافات بينهما أمس الجمعة بعد أن قال عبدالله إنهما حققا تقدما في المحادثات. وقال عبدالله على تويتر: «لقد أحرزنا تقدماً في المفاوضات وتوصلنا إلى اتفاق أولي حول مجموعة من المبادئ.. والعمل جار على التفاصيل لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية». شغل عبدالله سابقا منصب «الرئيس التنفيذي» لأفغانستان بموجب اتفاق لتقاسم السلطة مع غني، لكنه خسر هذا المنصب بعد الانتخابات الرئاسية التي نظمت العام الماضي وفاز بها غني وسط مزاعم بالتزوير. وبدلاً من قبول الهزيمة، أعلن عبدالله نفسه رئيسا، وهو اللقب الذي يسبغه على نفسه حتى اليوم، على الرغم من أن المجتمع الدولي لا يعترف سوى بغني.
وجاء الخلاف ليضيف آلاما في أفغانستان في وقت عصيب، مع تفاقم أزمة فيروس كورونا المستجد يوميا وتصعيد طالبان هجماتها على الرغم من الاتفاق الذي وقعته مع الولايات المتحدة في فبراير. وكتب عبدالله على تويتر: «نأمل في وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق السياسي في أقرب وقت حتى نتمكن من إيلاء اهتمام تام لمعالجة جائحة كوفيد-19، وضمان سلام عادل وكريم ودائم، والتصدي للتحديات الأمنية والاقتصادية بروح الوحدة الوطنية والتضامن».
ولم يعلق مكتب غني على الفور. وصرح مسؤول أفغاني طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس بأن عبدالله قدم اقتراحا متعدد الجوانب إلى غني. وبموجب المقترح يُعين عبدالله لقيادة محادثات سلام مع طالبان، بينما يحصل أيضًا على 50 في المائة من الحكومة بما في ذلك العديد من المناصب الرفيعة لحلفائه.
وقال المسؤول إن عبدالله يريد أيضا أن يحمل لقب «رئيس الوزراء التنفيذي»، مؤكدا أن غني لم يقبل بهذا الاقتراح. ويوم الخميس، أكد النائب الثاني للرئيس غني ساروار دانش، أن عبدالله سيقود مجلس السلام الأفغاني. وقال دانش: «إن الجهود جارية لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع الدكتور عبدالله في إطار حكومة مشاركة وطنية».
وفي هذه الأثناء أظهرت بيانات اطلعت عليها رويترز أن حركة طالبان شنت أكثر من 4500 هجوم في أفغانستان في تصعيد شديد للعنف خلال فترة 45 يوما منذ أن وقعت اتفاقا مع واشنطن يمهد الطريق لانسحاب القوات الأمريكية. وتوضح مجموعتان من البيانات إحداهما من مصدر عسكري غربي والأخرى من هيئة مستقلة زيادة في الهجمات بنسبة تزيد على 70 في المائة خلال الفترة من بداية مارس حتى 15 أبريل مقارنة بنظيرتها من العام الماضي.
على صعيد آخر تشير بيانات الحكومة الأفغانية إلى أن أكثر من 900 من أفراد القوات المحلية والوطنية الأفغانية قتلوا خلال المدة نفسها ارتفاعا من 520 في الفترة نفسها من العام الماضي. في الوقت ذاته انخفض عدد القتلى في صفوف طالبان إلى 610 في المدة نفسها نزولا من 1660 تقريبا قبل عام بعد أن قلصت القوات الأمريكية والأفغانية الهجمات والضربات الجوية عقب الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان.
ويقول مسؤولون غربيون وأفغان ومستقلون كبار يتابعون الموقف على الأرض في البلد الذي دمرته الحرب إن زيادة الهجمات تظهر عدم احترام الجماعة بشكل متعمد للتعهد الخاص بخفض العنف المنصوص عليه في الاتفاق الموقع في أواخر فبراير.