دول الخليج

البحرين تسطر قصة نجاح في إجلاء مواطنيها من الخارج

سياسيون وحقوقيون: المملكة حققت ما عجزت عنه دول كبرى

الخارجية سخرت جميع الجهود والإمكانيات لعودة العالقين وسلامتهم


سطَّرتْ مملكةُ البحرين العديدَ من قصصِ النجاحِ في مواجهةِ انتشارِ فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» وذلك بفضلِ الإجراءاتِ الاستباقية التي اتخذتها المملكة من أجلِ الحفاظِ على صحةِ وسلامة كل مواطنٍ ومقيم على أرضها حتى ما قبل ظهور أي إصابةٍ بها.

ومن بين العلاماتِ المضيئةِ التي تميزتْ بها المملكةُ، احتلَّ ملفُ إجلاء المواطنين البحرينيين من الخارج الأولوية من أجل إعادتهم إلى أحضان الوطن رغم التحديات التي تواجه عمليات العودة، وذلك تنفيذا للتوجيهات السامية من جلالة الملك المفدى بتسريع عودة جميع المواطنين إلى المملكة، وقد بذلت وزارةُ الخارجية وبعثاتُ المملكةِ الدبلوماسيةُ في الخارج جهودًا كبيرة لإتمام عمليات الإجلاء من مختلف دول العالم.

وأكَّدت الدكتورةُ الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة وكيل وزارة الخارجية في تصريحاتٍ سابقة أن وزارةَ الخارجية ستعملُ على عودةِ جميع المواطنين الراغبين بالعودة إلى أرض الوطن بحلول منتصف شهر مايو الجاري، موضحةً أن عددَ المواطنين الراغبين في العودة بلغ 6422 مواطنًا.

وكثَّفت الوزارةُ من جهودها طوال الفترة الماضية لإجلاء المواطنين من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وسلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية وروسيا الاتحادية والجمهورية التركية وجمهورية باكستان الإسلامية وإيران، ولبنان.

وأعلنت وزارةُ الخارجية أمس أن سفارةَ مملكة البحرين في بغداد والقنصلية العامة لمملكة البحرين في النجف ترتبان عمليةَ إجلاء المواطنين البحرينيين الموجودين في جمهورية العراق.

هذه الجهودُ الكبيرةُ التي تبذلها المملكةُ في إجلاء مواطنيها قُوبلت بإشادةٍ واسعةٍ من عددٍ من السياسيين والحقوقيين الذين أكدوا أن ما حققته البحرين في هذا الشأن يفوق دولًا كبرى عجزت عن إعادةِ مواطنيها، لافتين إلى أن حكومةَ البحرين واصلت العملَ بهدوء وبعيدا عن أصوات النشاز التي حاولت التأثير على جهودها، إذ وفرت طائرات الناقلة الوطنية «طيران الخليج» وطبَّقت الإجراءاتِ والتدابير الوقائية للمحافظة على سلامة المواطنين أثناء عودتهم.

وتقول جميلة سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى: «في الوقت الذي عجز فيه عددٌ من الدولِ عن التعاملِ مع ملف مواطنيها العالقين بالخارج، وبعضها رفضَ عودةَ مواطنيهم وفضلوا بقاءهم بالخارج بسبب جائحة كورونا، إلا أن البحرين تعاملت بكلِّ إنسانيةٍ ومسؤولية واحترافية وبعيدا عن أي اعتبارات طائفية أو غيرها مع هذه الأزمة».

وتابعت: «إن المملكةَ سخَّرت جميعَ الجهودِ والإمكانيات وفق استراتيجية واضحة وناجحة تضمن عودة العالقين وسلامتهم بحيث وفرت احتياجاتهم المطلوبة أثناء انتظار العودة لحين ترتيب إجلائهم إلى أرض الوطن».

وشددت النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى على أن نجاحَ مملكة البحرين منقطع النظير في هذا الملف أخرسَ أصوات النشاز التي تعالت في محاولة للاقتيات من أزمة كورونا، ولكن لقد ثبت للمواطن أولا بأنه في أيدٍ أمينة مصانة من قيادته الحكيمة أينما وُجد، كما ثبت للعالم أن هذا البلد الصغير حقق ما عجزت عنه دولٌ عظمى في إدارة أزمة هذا الوباء بكل إنسانية واحترافية ونجاح.

بدوره قال سلمان ناصر رئيس «مجموعة حقوقيون مستقلون»: «إن نجاح البحرين في إدارة جائحة فيروس كورونا يكمن في القيادةِ الحكيمة ونهج الحكومة بالكامل في إدارة الأزمات، والخطوة المهمة الأخرى هي الطبيعة المتماسكة لمملكة البحرين بين الشعب والقيادة، التي يعتبرها البعض مفارقةً تاريخية، قادرة بشكلٍ فريد على مواجهةِ التهديدات الخارجية، سواء كانت تأتي من فيروسات أو قوى أجنبية معادية أو قوى سياسية طائفية موتورة.

وأشار إلى أن المملكة سجلت في 24 فبراير الماضي أولَ حالة إصابة بالفيروس عندما تم اختبار سائق حافلة مدرسية كان قادمًا من إيران طريق دبي، ونجحت البحرين في تحقيق أهدافها للحد من الفيروس عبر تطبيق استراتيجية عمل الفريق الواحد الهادف إلى حماية المواطن والمقيم، إذ أصدر جلالة الملك توجيهاتٍ ملكية بتوفير اختبار وعلاج كوفيد19 مجانًا لجميع المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين وضمان حصول جميع المواطنين والمقيمين المحتاجين على رعاية طبية سريعة وشاملة، والجهود التي قام بها الفريق الوطني لمكافحة كورونا بقيادة صاحب السمو ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، التي تعاملت بنجاح مع الجائحة التي مازالت تهدد العالم، إذ قام الفريق بتنفيذ استراتيجية «التتبع والاختبار والعلاج»، والتي تضمن اتباع نهج شامل لتتبع وعلاج جميع الحالات النشطة، تحت فريق طبي متخصص، وقد أثنت منظمة الصحة العالمية على المملكة لقيامها بوضع استراتيجيةٍ وطنيةٍ شاملة بقيادة سمو ولي العهد وفريق استجابة الوباء.

وقال سلمان ناصر: «نشيد عاليًا بالإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين لعودة العالقين، بعد اتخاذ الإجراءات الاحترازية الصحية والاستيعابية لسلامة الإنسان، مع قدوم آخر رحلة لطيران الخليج من إيران وعلى متنها ما تبقى من المواطنين الراغبين في العودة إلى وطنهم البحرين من إيران التي تفشى بها فيروس كورونا نتيجة إهمالها لجائحة كورونا في سبيل المكاسب السياسية، الأمر الذي اعتبره مراقبون إخفاءً للحقيقة لغايةٍ سياسية، خاصةً مع الارتفاعِ الكبير في الإصابات بعد انتهاء يوم الانتخابات».

وأشار إلى أنه على الرغم من حرص القيادة الحكيمة على سلامة المواطنين المقيمين في الخارج خاصة بعدما تكفلت بمصاريف إقامتهم وتوصيل الأقنعة الطبية بما فيها احتياجاتهم الغذائية، إلا أن تم استهداف تلك الجهود الإنسانية من قبل سياسيين موتورين بالتضامن مع قنوات فضائية طائفية مستغلين موضوع العالقين في إيران، الذي كان نصيبهم الفشل في مسعاهم.

وتطرق سلمان إلى أن دائمًا ما تكشف الأزماتُ مظاهرَ الخلل والقصور؛ إذ رغم الجهود الاستباقية التي تقوم بها الدولة، آخرها حملة «فينا خير» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد، والتي تُعد ترجمةً للتكافل والتضامن الاجتماعي إلا إننا كمتابعين نرى أن البحرين بحاجة إلى فتوى شرعية أو قانون ينظم أوجه صرف الزكاة والصدقات والخُمس المحصل من قبل وكلاء المراجع ؛ لإيصالها إلى مستحقيها داخل الوطن، والاستغناء عن الطرف الثالث في ظل الأزمات الصحية أو البيئية.

من جانبها أشادت النائب الدكتورة معصومة حسن عبدالرحيم بالجهود الاستباقية التي اتخذتها مملكة البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه بالتصدي لفيروس كورونا، والتي حظيت المملكة بإشادات دولية من منظمة الصحة العالمية نظير إسهاماتها في خفض الجائحة الصحية على المواطنين والمقيمين.

وذكرت: «إننا جميعًا نستلهم من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الحكيم الثبات وتأكيد التكاتف، والتي أصبحت البحرين بفضل قيادته الحكيمة والمشروع الإصلاحي الشامل تتبوأ المكانة الرفيعة بين دول المنطقة».

وقالت: «إن من جهود فريق البحرين من خلال خطة عمل طموحة هدفت إلى السيطرة على الفيروس ومنع انتشاره من خلال العديد من الإجراءات الهادفة والتي باتت واضحة من خلال قيام الجهات المعنية بدورها على أكمل وجه وبالتقارير الدورية الصادرة من وزارة الصحة والفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا والذي يبذل جهودًا كبيرة في إطلاع الرأي العام على آخر التطورات والإحصائيات والإرشادات الممكن اتباعها في هذا الجانب، بالإضافة إلى اجتماعات اللجنة التنسيقية برئاسة سمو ولي العهد والتي وضعت العديد من التدابير والإجراءات والتي من بينها فتح المحال التجارية والصناعية اعتبارًا من يوم الخميس الماضي وفقا للشروط التي بينتها مع استمرار غلق الصالونات والمراكز الرياضية ومقاهي الشيشة».

وثمَّنت جهود وزارة الخارجية عبر سفارات المملكة التي تقوم بدورها في التواصل مع البحرينيين الموجودين في هذه الدول وتقديم كل الدعم لهم، ووضع خطة لإجلائهم عن طريق التواصل معهم، ما يؤكد الاهتمام الذي توليه الحكومة الموقرة للمواطنين وإرجاعهم إلى المملكة، وعدم التخلي عنهم في هذه الظروف.

كما أكدت أن جهود وكيل وزارة الخارجية الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة، جاءت لتؤكد المكانة التي تتمتع بها المرأة البحرينية وقدرتها على التعامل مع هذه الظروف، وإمكانياتها العالية والثقة التي حظيت بها في ظل العهد الزاهر لسيدي جلالة الملك المفدى، والذي أعطى المرأة البحرينية المكانة المرموقة في مجتمعنا، وقد أثبتت قدرتها بالفعل في كل المناصب، مبينةً أن الشيخة رنا من الكفاءات البحرينية التي نفخر بها.

(اخبار الخليج )
إغلاق