دول الخليج
مصممون لبنانيون يحاربون كورونا بكمامات مسايرة للموضة
تتخصص مجموعة “بقجة”، ومقرها بيروت، في صنع الأثاث بقماش ممتاز، لكن العمال يكرسون وقتهم الآن لخياطة وصنع كمامات الوجه الحريرية الملونة للمساعدة في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتذهب أرباح الكمامات، التي تبلغ تكلفتها حوالي 35 دولاراً أميركياً، إلى الممرضات على خط المواجهة في الحرب ضد المرض، الذي ضاعف المشاكل ببلد يصارع للنجاة من الانهيار الاقتصادي.
وقالت هدى بارودي، وهي من مؤسسي “بقجة”: “رأينا ممرضات مستشفى الحريري الحكومي على التلفزيون، ورأت إحداهن تبكي على الهواء، فقررن أن أي شيء نقوم ببيعه، سنعطي جزءا من أرباحه للممرضات”.
ومجموعة “بقجة” من ضمن عدد من المشاريع التجارية التي تحولت من تصنيع منتجات مثل الأثاث والملابس إلى إنتاج الكمامات.
وقالت بارودي إنه حتى الممرضات طلبن بعضاً من هذه الكمامات المبتكرة. وأوضحت أن بعض الممرضات يطلبن هذه الكمامات الغريبة لأنها “ترفع من نفسيتهن”، حسب تعبيرها.
وفرضت إجراءات العزل العام في لبنان منذ منتصف مارس/آذار الماضي للحد من تفشى المرض الذى أصاب 859 شخصاً وأودى بحياة 26. وتحذر السلطات من موجة جديدة بعد ارتفاع عدد الحالات في الأيام الأخيرة، إثر تخفيف بعض القيود والسماح للشركات بإعادة فتح أبوابها.
وبموجب القواعد الاسترشادية للسلامة يتعين وضع الكمامات على الوجوه في متاجر السوبرماركت والصيدليات وغير ذلك من الأماكن المزدحمة.
وقالت ماريا هبري، وهي أيضاً من مؤسسي “بقجة”: “الكمامات شي حزين”، لذا حاول مصممو المؤسسة ابتكار تصاميم مختلفة لها، مضيفةً: “نحاول أن نرى الجمال حتى في القبح”.
وعلى الرغم من إغلاق المتجر الراقي والمشغل التابع لـ”بقجة”، تم توصيل ماكينات الخياطة والقماش للعمال ليعملوا من منزلهم.
وأبدى سكان في بيروت سعادتهم بالكمامات الملونة. وقال أحدهم ويدعى مصطفى، إن التجار والصيدليات رفعوا أسعار الكمامات الطبية، فسعى إلى خيار قابل لإعادة الاستخدام.
وأضاف: “منذ بداية أزمة كورونا، أحببت اعتماد الكمامات الملونة، فبات عندي مجموعة منها في المنزل. عندما أضع الكمامات المبتكرة أشعر براحة نفسية أكبر، مقارنةً بعدما أضع الكمامات الطبية. أخرج قليلاً من روتين كورونا الذي نعيشه بشكل يومي”.
كما بدأت شركات لبنانية أخرى في صنع الكمامات، وهي فرصة نادرة في الوقت الذي يضغط فيه الوباء على الاقتصاد المنهار. وزادت الجائحة مشكلات لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمة مالية تسببت في خفض قيمة العملة المحلية وزيادة البطالة والتضخم والفقر منذ العام الماضي.
وبدأ إريك ريتر، صاحب مشغل “إمرجنسي روم” (غرفة الطوارئ) في إنتاج الكمامات في شركته.
وقال ريتر إنه يسعى لأن تظل الكمامات في حدود السعر المقبول، لكن على أن يكون ذلك كافياً لدفع رواتب موظفيه. ويبيع الكمامة بحوالي 5 دولارات.