سياسة
إسرائيل و تركيا و إيران لم تعد دول القرار بالمنطقة
موسكو – تراجع تأثير دول إقليمية غير عربية كانت في الماضي تتحكم بالكثير من حلول أزمات الشرق الأوسط، لكنها باتت اليوم بعيدة كثيرا عن صنع القرار، الذي انتقل تدريجيا إلى القوتين الكبريين في العالم، روسيا والولايات المتحدة.
وتتشكل هذه القناعة مع الوقت في عواصم صنع القرار العالمي. والجمعة قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، “في أروقة جامعة الدول العربية سُمعت تهكمات مرة مفادها أن الشؤون العربية يتم حسمها من قبل 3 دول غير عربية هي تركيا وإيران وإسرائيل”.
وأضاف، “تتجه الأمور في المسار الصحيح، وقبل كل شيء، تغير الوضع، بعد وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السلطة بدلا من الإخوان، إذ أصبحت السياسة المصرية مستقلة بقدر أكبر”.
وكان بوغدانوف حاضرا لجلسة عامة لمجلس النواب الروسي (الدوما) لمناقشة المصادقة على اتفاقية خاصة بإقامة ممثلية لجامعة الدول العربية على أراضي روسيا.
ومنذ غزو العراق عام 2003، صعدت إيران إلى قمة نفوذها، إذ باتت تتحكم بميليشيات شيعية طائفية كانت سببا في زعزعة استقرار دول عدة في المنطقة. لكن اليوم يبدو أن إيران قد وصلت إلى كل ما تستطيع تحقيقه، بالنظر إلى إمكانياتها الحالية.
ويقول مراقبون إن ضعف إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والتراجع العربي مهدا الطريق أمام إيران للصعود كقوة إقليمية كبرى. لكن قمة الرياض، التي انعقدت في السعودية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة ومسؤولين من 55 دولة عربية وإسلامية، عكست عودة سريعة للتوازن.
وقال بوغدانوف إن “سياسة الدول العربية اكتسبت خلال السنوات الماضية، طابعا مستقلا بقدر أكبر”.
وتواجه تركيا مصيرا مشابها، إذ مثل انهيار مشروع الإخوان المسلمين في المنطقة تراجعا كبيرا لنفوذها القائم على دعم الإسلاميين. لكن إصرار الإدارة الأميركية على دعم الخيار الكردي في شمال سوريا والعراق على حساب المصالح التركية، قلص كثيرا من تأثير أنقرة على ملفات كبرى في المنطقة.
ويقول مراقبون إنه في ظل رئاسة ترامب بات السؤال المتعلق بالإعلان عن قيام دولة كردية هو متى وليس هل؟
وتبدو الإدارة الجديدة أكثر عزما على إنهاء سياسات إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية، التي تبنتها منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين عام 1995.