أحبط الإقبال المنخفض بشكل غير مسبوق على الانتخابات العراقية فرصة كان يرى بعض العراقيين أنها ممكنة لإحداث تغيير في بنية الأحزاب المسيطرة والنخبة الحاكمة في البلاد.
النسبة المعلنة رسميا للإقبال على الاقتراع وهي بحدود 41 في المئة، فشلت في استمالة الجمهور خاصة الشبان الذين شاركوا في احتجاجات حاشدة قبل عامين، خاصة إن الانتخابات أجريت بمقتضى قواعد جديدة وصفها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بأنها تخفف قبضة الأحزاب السياسية.
ويلخص أحد العراقيين تلك النتيجة بالقول إنه لم يشارك في الانتخابات، لأن “الأمر لا يستحق عناء التصويت”، وأن “الانتخابات لن تعود عليه أو على غيره بفائدة”.
وكان عراقيون طالبوا بتغيير القواعد التي تركز السلطة في أيدي الأحزاب الطائفية، وذلك في احتجاجات سقط فيها نحو 600 قتيل، وهو ما دفع الكاظمي إلى تقديم قانون جديد للانتخابات وُصف بأنه يساعد المرشحين المستقلين والمحليين. وتم تصغير الدوائر الانتخابية وإلغاء منح مقاعد لقوائم المرشحين التي ترعاها الأحزاب.
إلا أن الأحزاب القوية أثبتت أنها قادرة تماما على تعبئة أنصارها ومرشحيها بشكل فعال حتى في ظل القواعد الجديدة، أما المطالبون بالإصلاح فإما أنهم انضموا إلى الأحزاب القائمة أو قاطعوا الانتخابات، وهو ما يصب في مصلحة المؤسسة الحاكمة.
تشير الاستطلاعات إلى أن أكبر كتلة برلمانية ستسفر عنها الانتخابات ستكون للحركة التي يقودها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، المعارض لكل أشكال التدخل الخارجي، كما أشارت النتائج الأولية من عدد قليل من المحافظات إلى أداء قوي لكتلتي: الصدر، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
بينما يتوقع مسؤولون عراقيون ودبلوماسيون أجانب ومحللون أن تخسر الأحزاب التي تدعمها إيران (والمتهمة بالمشاركة في قتل المحتجين في 2019) بعض المقاعد، حسب “رويترز”.
وجرت في العراق خمس انتخابات برلمانية منذ اجتاحت الولايات المتحدة البلاد عام 2003، وأطاحت بحكم صدام حسين.
المصدر: “رويترز”