كتب ودراسات
كتاب استهداف أهل السنة للدكتور نبيل خليفة
وصف الكتاب
تحمل المقدمة عنواناً صارخاً توضحه لاحقاً الملاحظة الختامية، وهو: أهل السنة في مواجهة العالم! وفيها نقل عن راتزل العالم الألماني في كتابه المرجعي “الجغرافيا السياسية” بأن السياسة هي التوقع، ولذا فإن تحليل المعطيات المتوافرة تعطي رجل السياسة دور المبادر في صناعة التاريخ. وذكر الكاتب أنه قال في محاضرة أمام بطاركة الشرق الكاثوليك عام (1994م): لا ينبغي لنصارى الشرق أن يكونوا حرس حدود لإسرائيل أو الغرب، فسلام المسلمين سلام لهم أيضاً، وإذا وقعت الفتنة فسيكون النصارى أول ضحاياها.
ويقول د. نبيل بأن الاستغراب مما يقع اليوم، والاندهاش من الأحداث المتتالية، أصاب فقط من لم يكونوا على دراية بما يواجه المنطقة منذ ما يزيد على ثلث قرن، ولذا عاشوا في ظل التاريخ ولم يتبينوا وجهه الصحيح، ولا وجهته المرسومة، وأوضح أن كتابه يجيب عن التساؤلات التالية:
• من ضد من؟
• لماذا تتشارك هذه القوى في الصراع؟
• ماهي أهدافها؟
• ما المجال الجغرافي المتنازع عليه؟
ثم خلص من التعميم والأسئلة العريضة إلى ملخص مفاده أن أهل السنة-نسبتهم من المسلمين ٨٥٪ يعني نحو ١،٤ مليار نسمة-يواجهون العالم النصراني واليهودي والشيعي والهندوسي والبوذي، وأن المفارقة التي يؤكدها في آخر الكتاب هي أن أهل السنة يقعون في خانة المعتدى عليهم وليس البادئ بالاعتداء!
وتسعى الأقليات المحيطة بالعالم السني إلى “أبلسة السنة”؛ لتسويغ العدوان عليهم، وترمي ملامح الاستراتيجية الإقليمية-الكونية في التعامل مع أهل السنة لتحقيق ثلاثة أهداف هي:
1. إزاحة التفرد السني.
2. إدماج إسرائيل في المنطقة.
3. السيطرة على نفط العراق وباقي الدول.
ولا فضل عند الغرب لعربي على أعجمي إلا بالاستسلام! وأما الشيعة فقد اتخذوا من “فلسطين” رافعة للسيطرة على عقول المسلمين، مع أن نفوسهم مشحونة بالألم والغضب ضد الأكثرية السنية.
وينهي د. خليفة مقدمته بتقرير أن الدول السنية تنطلق من طرح سياسي ثم تشرعنه دينياً، وهذا من العبث بالشريعة وبالعلماء، وأما الدول الشيعية فتنطلق من طرح ديني ثم تسوغه سياسياً، ونص على حقيقة مؤلمة، وهي أن منطقة الخليج هي الأقل استقراراً على الكرة الأرضية، وأن الشرق الإسلامي هو بؤرة تفجير العالم، ومصداق رأيه أن الذبح، وإزهاق الأرواح، وخراب العمران، يكاد أن يكون حصرياً في عالمنا منذ عقود عدة.
وألمع الباحث إلى أن أهل السنة ودولهم الكبيرة لم يتبينوا من قبل أن الغرب وعلى رأسه أمريكا يعمل على إضعاف السنة خدمة لإسرائيل وللغرب ذاته، ثم لإيران بطريقة ربما غير مباشرة، ولذا فإن مأزق دول الخليج عميق جداً؛ حين اكتشفت مؤخراً أنها لا يمكن أن تثق بأمريكا، ولا تجد في الوقت ذاته قوة بديلة قادرة على حماية الخليج!
عنوان الفصل الأول: استهداف أهل السنة، وغاية المؤلف منه هي إخراج الجميع من سجن الأوهام والتصورات الخيالية، معتمداً على حقيقتين هما: أن التحليل الصحيح يؤدي لحل صحيح، وأن للأديان كما للدول مجال جيوبوليتيكي تتنافس فيه. ويحلل الباحث الواقع منذ الربع الأخير للقرن العشرين إلى ما يلي:
1. المواجهة الكبرى في عالم اليوم تقوم بين الحضارة الغربية النصرانية بفروعها الثلاثة ومعها اليهود، وبين الحضارة الإسلامية السنية التي تتميز بالنواة الإيديولوجية الصلبة، وامتلاك معظم الطاقة في العالم، والسيطرة على عالم الوسط من إندونيسيا إلى المغرب.
2. تثير خيرات المنطقة الإسلامية شهيات القوى الكبرى، وهي مستعدة لأي عمل ينتج عنه السيطرة عليها، وزادت أحداث ١١ ايلول / سبتمبر من شهية أمريكا لالتهام المنطقة.
3. يحمل الغرب ومعه روسيا بوتين همين أساسيين هما: همّ التوسع للسيطرة على العالم وثرواته، وهمّ الشعب اليهودي وجوداً ومصيراً وأمناً، وهذان الأمران على تماس مع الحضارة الإسلامية.
4. تمثل ثورة الخميني منعطفاً شيعياً من خلال ولاية الفقيه، ومنعطفاً إسلامياً باعتبار نفسها الممثل للإسلام ضد الأنظمة العربية، ولأن إيران تمثل أقلية في المنطقة، فقد اعتمدت استراتيجية هجومية؛ لتأكيد مصداقيتها، وتتمثل استراتيجيتها بما يلي:
• استغلال الحج.
• استغلال القضية الفلسطينية.
• التلويح بالسلاح والتهديد بالبرنامج النووي والصاروخي.
• التهجم اللفظي على الغرب وإسرائيل.
• اختراق الأنظمة السنية بواسطة الأقليات الشيعية.
• التشييع في أوساط أهل السنة.
• إبراز قوتها الجيوسياسية من خلال التحكم بمضيق هرمز.
وتسعى إيران طبقاً لذلك إلى إقامة الهلال الشيعي بين الخليج والمتوسط، وهو مشروع يحظى بدعم الغرب وإسرائيل التي تتزعم الأقليات في المنطقة، ويعادل جغرافياً الهلال الخصيب، ويسمح باختراق الجسم السني الكبير من خلال تحالف الأقليات التي تعيش داخله، وعددها (59) أقلية، ولو فقهت الدول العربية هذا التحالف المحيط بها لشدت من أزر الحكومة التركية ذات التوجه الإسلامي، لأن تركيا لو حُكمت بنظام علماني أو قومي فسيتحالف مع هذه الأقليات ضدنا.
وإن وضع السلطات في المشرق بيد الشيعة أو تحت نفوذهم، هو أمر أساسي في الاستراتيجية الإيرانية المتضامنة مع الأقليات المحيطة، وهي خطه سيسعون الى تعزيزها وليس إلى التخلي عنها، وتحظى برضى إسرائيلي ودعم غربي _ روسي، وهؤلاء يلتقون في مصالحهم الموضوعية؛ وإن اختلفوا فيما بينهم.
وباختصار، فإن أهل السنة في المشرق مستهدفون سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، فما هو مشروعهم؟ والجواب بكل أسف: ليس لأهل السنة مشروع على امتداد العالم السني! ويرى الباحث أن الفكر السني مدموغ لدى الغرب بسمة الإرهاب بسبب جماعات العنف؛ مع أن الفكر الإسلامي السني يقوم على عمادين هما: الاعتدال والوسطية. ويشير في آخر الفصل الى خمس حقائق داعياً أهل المنطقة إلى التأمل فيها:1. تقوم سياسة إسرائيل ونصيرية سوريا على الخوف، وبالتالي تتجرأ على المجازفة بكل شيء حتى لو كان خارج حدود العقلانية.
2. مصير إسرائيل هو أهم عامل في الأزمة السورية الحالية! وبالتالي فالأقلية العبرية تشترك مع الأقلية الحاكمة في سوريا لمدافعة الوجود السني في المنطقة.
3. الربيع العربي انتفاضة سنية باتجاه المستقبل، وقد استخدم أعداؤه كل السبل لتشويهه، ونجحوا إلى حد كبير بسبب ضعف المناعة لدى السنة وغياب مشروعهم، وعمد تحالف الأقليات إلى أمرين بحجة الربيع العربي: أولهما إشغال السعودية بشيعة الخليج وبالعبث الحوثي، وثانيهما: تفتيت مصر وإدخالها في دوامة من الصراعات حتى لا تكون سنداً للعالم السني.
4. سمة هذه المرحلة: الصراع الدامي بين القوى المتواجهة، وهو صراع وجود، وتصريح وزير خارجية بريطانيا وليم هيغ هو الأكثر تعبيراً عن واقع الحال حين وصفه بأنه أكثر من حرب، وقد يكون الحدث الأهم في القرن الحادي والعشرين.
5. حلول مشكلات المنطقة لا تتم إلا مع الأكثرية العربية السنية، وهذا انحياز للحقيقة السوسيولوجية والتاريخية التي تفرض نفسها، وليس انحيازا لأهل السنة، ومع أنها حقيقة علمية راسخة؛ إلا أن الأقليات لا تؤمن بها، ولا تعمل بمقتضاها.
الفصل الثاني عنوانه: السنوية في مواجهه التحديات، فموضوع هذه الدراسة هو التحديات السياسية التي تواجه، أول ما تواجه أهل السنة شعوباً ودولاً وإقليماً، واللافت للنظر هو التضليل المتعمد الذي تمارسه عدة جهات لتشويه طبيعة الصراع، وصناعة الرأي العام. وتجلية الحقائق تكون بإجراء تحليل جيوسياسي يتناول الصراع بأطرافه ومحفزاته وأهدافه ومجاله.
ثم تعرض المؤلف لأهمية منطقة الشرق الإسلامي “الشرق الأوسط” التي تعود لما يلي:
• أن القارة الإسلامية هي قارة الوسط، ونقل ما يردده هنري كيسنجر كثيراً بأن من يسيطر على العالم الإسلامي سيسيطر على العالم.
• أن المنطقة هي نقطة الارتطام الأساسية بين القوى العظمى في التاريخ، ويختصر الباحثون ذلك بقولهم: مفاتيح العالم موجودة في الشرقين الأدنى والأوسط بسبب الموقع والثروات.
• القنبلة الديمغرافية بسبب النمو السكاني المتزايد، وبحسب أطلس الديانات لعام(2011م)، سيتخطى معدل الشبيبة في المجتمعات الإسلامية نسبة 50% من السكان.
• احتواؤه على أهم شبكة مواصلات دولية، ففيه مضيق هرمز والبوسفور والدردنيل وجبل طارق وباب المندب وممر قناة السويس، فضلاً عن الأجواء التي يمر بها طيران العالم كله.
• امتلاكه نحو ثلثي الثروة النفطية العالمية.
• وجود إسرائيل في المنطقة.
لتحميل الكتاب اضغط على الصورة