سلايد 1

الأب المثالي قدوة للأبناء وليس وسيلة للترهيب

لا يمكن تجاهل الدور التربوي الذي تلعبه شخصية الأب لكونه يتميز بالحسم والانضباط، وبالتالي يحدث توازنا في عملية التربية، فما تتغاضى عنه الأم لا يمكن أن يتنازل عنه الأب، وما يفسده بشدة طباعه وحسمه تعالجه الأم بحنانها واحتوائها، هذه الصورة التقليدية للآباء، بعيدة كل البعد عما يفترض أن يكونوا عليه، لذلك إذا أراد الأب أن يخرج عن الصورة النمطية، ويصبح أبا مثاليا وقدوة حسنة عليه أن يكون مستمعا جيدا لأبنائه ومحاورا ماهرا.

كما ينبغي عليه أن يظهر روح المودة والاحترام بينه وبين الأم حتى يتعلم الأبناء كيف يبدون رحيمين بمن حولهم، ويفضل كذلك أن يضع حدا لشدته وحزمه حتى لا يتردد الأبناء في اللجوء إليه لحل مشاكلهم وتصحيح أخطائهم.

وتقول الدكتورة أسماء عبدالعظيم استشارية الصحة النفسية “شخصية الأب المثالي ليس من المستحيل وجودها، على الرغم من بعده أحيانا عن أبنائه لانشغاله في أعماله خارج المنزل، وتتولى الأم مسؤولية تربية الأبناء، ما يجعل الأبناء يبتعدون عنه بطبيعة الحال، إلا أنه يمكن لأي أب أن يكون مثاليا في نظر أبنائه وجميع المحيطين به، ولكن باتباع عدة طرق أولها أن يكون قادرا على احتوائهم، حيث ينبغي عليه ألا يكتفي بجمع النقود متجاهلا تربية الأبناء اعتمادا على كونها وظيفة الأم، بل هي وظيفته هو أيضا”.

وتضيف أسماء قائلة “الأب المثالي الذي يسعى لأن يكون قدوة حسنة لأبنائه عليه أن يشعرهم بالأمان، فهذه أهم الخطوات التي ينبغي أن يسير عليها، فلا داعي لإخافتهم وتهديدهم إذا ما كانوا لا يستمعون جيدا له ولنصائحه، بل عليه استخدام العقل كوسيلة للقرب منهم، ويبتعد تماما عن أساليب الشدة والحزم، فالأبناء عادة ما يرفضون ذلك، كما أنهم لا يخضعون للأوامر، ويفضلون أن يكون تعامل الأب معهم بروية وحكمة، وأن يبتعد عن الصورة النمطية للآباء، التي تستخدمها الأم أحيانا لإرهاب الأبناء إذا تمردوا عليها.

وأكدت أن الأب إذا أراد أن يكون أبا مثاليا عليه أن يشعر أبناءه بالأمان، وأن يعزز بداخلهم إحساس الاطمئنان له، حتى يدفعهم إلى اللجوء إليه في حالة حدوث خلل ما في العلاقة بينهم وبين الآخرين، أو قاموا بارتكاب خطأ ما”.

وعن الخطوات الأخرى التي تخلق من الأب شخصية مثالية وقدوة حسنة لأبنائه، توضح الدكتورة مروة السعيد، استشارية الطب النفسي للأطفال، أن الاستماع لشكاوى الأبناء من الأمور التي تسعدهم كثيرا وتقربهم من أبيهم، لذلك على الوالد أن يخصص وقتا يوميا للاستماع إلى أبنائه، ليس شرطا أن تكون الشكاوى جادة أو هامة، فالهدف ليس أن يقوم بمحاورتهم، ولكن ما هو أهم أن يظل على تواصل معهم، يتعرف عليهم من الداخل، يطلع على أساليب تفكيرهم وقدراتهم الذهنية، فمن شأن ذلك أن يوطد العلاقة بينهم وبينه ويكون في نظرهم أبا مثاليا.

والأهم من ذلك أن يقوم الأب بمراعاة احتياجات أبنائه، وليس المقصود هنا الاحتياجات المادية، بل هناك احتياجات نفسية أهم وأشمل، ينبغي عليه أن يلبيها، فما الداعي من أن يجلس معهم يوميا للتحدث إليهم دون احتضانهم والضحك معهم، فلهذا تأثير نفسي إيجابي على الأبناء، حيث يرغبون في الاقتراب أكثر من الأب، يودون لو يكبرون ويعاملون أبناءهم بالطريقة ذاتها.

وتشير مروة إلى أن معاملة الأب للزوجة ينبغي أن يحيطها الحب والاحترام، خاصة أمام الأبناء، لأنهم يقلدونه في كل شيء، لذلك لا بد أن يتعامل مع والدتهم بهذه الطريقة إذا كان يرغب في أن يكون أبا مثاليا، يقتدي به الأطفال في التعامل مع الأم، كما يجب أن يتم التعامل معهم وفق قيم تحدد الفرق بين الحلال والحرام، ويفضل أيضا أن يعزز الأب لدى أبنائه شعورهم بالثقة بأنفسهم.

إغلاق