سياسة

انتعاش سياحة الأعمال على شواطئ البحر الميت الأردنية

المرافق السياحية المقامة على ضفاف البحر الميت في الأردن تستعيد بعضا من زخم السياحة الوافدة بفضل سياحة الأعمال بعد سنوات من التذبذب بسبب الاضطرابات الإقليمية.

البحر الميت (الأردن) – استعادت المرافق السياحية المقامة على ضفاف البحر الميت في الأردن بعضا من زخم السياحة الوافدة بفضل سياحة الأعمال، الذي كانت تتمتع به قبل أعوام بعد فترة من التذبذب بسبب الاضطرابات الإقليمية.

وتنتشر عشرات الفنادق والمنتجعات، على طول الجزء الشمالي من البحر الآخذ بالتراجع بفعل شح الأمطار ونقص المياه القادمة من نهر الأردن.

وتعد منطقة البحر الميت قبلة سياحية عالمية لتواجدها في البقعة الأخفض على وجه الكرة الأرضية بنحو 370 مترا تحت سطح البحر.

واستغل العشرات من الأشخاص وقت الفراغ لديهم، قبيل يوم من مشاركتهم في ندوات المنتدى الاقتصادي العالمي للسباحة في مياه البحر الميت شديدة الملوحة جنوب غرب العاصمة عمان.

واستضافت شواطئ البحر الميت على الجانب الأردني منه، أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي اختتمت فعالياته الأحد الماضي، بمشاركة 11 رئيس دولة وأكثر من 1100 من رجال الأعمال والمستثمرين وممثلي مؤسسات مالية واقتصادية عالمية.

لينا عناب: سياحة الأعمال في الأردن تعد واحدا من روافد القطاع السياحي للبلاد

وخلال وقت سابق من العام الجاري، حل رؤساء دول عربية ضيوفا على الأردن وبالتحديد في منطقة البحر الميت، حيث مكان انعقاد أعمال القمة العربية الـ28 التي اختتمت أعمالها أواخر مارس الماضي.

وتقول وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عناب إن سياحة الأعمال في الأردن تعد واحدا من روافد القطاع السياحي، خاصة السياحة الوافدة إلى منطقة البحر الميت.

وأوضحت عناب أن البنية التحتية لمنطقة البحر الميت أصبحت مجهزة لكل أشكال المؤتمرات سواء المحلية أو الأجنبية بمختلف أحجامها، مشيرة إلى تنوع النشاطات والاهتمامات للسائح.

وشهد المنتدى الاقتصادي العـالمي نشاطات وحجوزات في عديـد الفنـادق والمنتجعات على شاطئ البحر الميت، التي تشهد تشديدات أمنية كبيرة منذ منتصف الأسبوع الماضي.

وتعتبر وزيرة السياحة الأردنية أن سياحة الأعمال والمؤتمرات باتت نمطا من أنماط السياحة في البلاد. وتقول إنها “شكل سياحي مكمل للأشكال الأخرى التقليدية والعلاجية والثقافية والدينية وليست بديلا عنها”.

ويؤكد الخبير السياحي الأردني شاهر حمدان أن صناعة سياحة الأعمال والمؤتمرات كانت تشهد نشاطا عاليا خلال السنوات الماضية التي سبقت الأحداث والتوترات الإقليمية.

وقال حمدان إن “العام الجاري شهد ارتفاعا في هذه الصناعة لتكون مكملا للسياحة التقليدية والعلاجية والدينية التي يتمتع بها الأردن”.

4.02 مليار دولار، إجمالي قيمة الدخل السياحي في الأردن للعام الماضي، وفقا لإحصائيات رسمية

ويرى حمدان، الذي شغل سابقا منصب رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية، أن منطقة البحر الميت تتميز بسهولة حمايتها أمنيا بسبب طبيعتها الجغرافية وموقع منتجعاتها وفنادقها المتجاورة.

ووفق أرقام صادرة عن وزارة السياحة الأردنية، بلغ عدد السياح خلال العام الماضي نحو 3.86 مليون سائح، منهم 1.39 مليون سائح أردني مقيم بالخارج.

وبلغ إجمالي قيمة الدخل السياحي في الأردن للعام الماضي، نحو 2.87 مليار دينار (4.02 مليار دولار)، بنسبة تراجع بلغت 0.5 بالمئة بمقارنة سنوية.

وترى عناب أن الأردن بتنظيمه عشرات المؤتمرات الدولية، نجح في إثبات قوة أمنه الداخلي، على الرغم من التوترات الإقليمية التي تعاني منها المنطقة. وتعتقد أن هناك واقعا عالميا جديدا يجب التأقلم معه.

وقالت إن “التوتر الأمني متواجد في كل بقعة من العالم. لكن في نفس الوقت المبالغة في تأثير الإرهاب على السياحة هي أمر خاطئ، لأن عديد الدراسات تشير إلى أن نسبة تعرض شخص للسرقة أعلى بكثير من تعرضه لأي هجمة إرهابية”.

إغلاق