سياسة
وجبة السوشي لذيذة لكنها غير آمنة
أطباء يؤكدون أن السوشي المعدّ من سمك التونا يحتوي على نوع من الزئبق الشديد المؤدي إلى التسمم والشعور بالوخز والطفح الجلدي أو الغثيان والشحوب.
لندن- حذر أطباء من أن تناول السوشي قد يكون مرتبطا بالإصابة بأمراض طفيلية بسبب الديدان الطفيلية التي عادة ما توجد في الأسماك النيئة وغير المطهية بشكل جيد. ونشر الأطباء تقريرا في دورية الأطباء البريطانية تفيد بأن “انتشار أطعمة السوشي في الغرب قد تكون له علاقة بازدياد حالات الإصابة بأمراض طفيلية”.
وقال الخبراء إنهم عالجوا مريضا (32 عاما) في البرتغال واكتشفوا وجود ديدان حية في أمعائه. وكان هذا الرجل يعاني من ألم في معدته والتقيؤ وارتفاع في درجات الحرارة لمدة أسبوع. وكشفت التحاليل المخبرية التي أجريت لدم المريض أنه يعاني من التهاب متوسطي، فضلا عن معاناته من ألم حاد تحت قفصه الصدري.
وشك الأطباء بأنه يعاني من مرض المتشاخسات عندما قال المريض بأنه تناول السوشي قبيل ظهور أعراض المرض عليه. وداء المتشاخسات عبارة عن عدوى بيرقات الديدان الأسطوانية التي تهاجم الجدار المعوي أو الأمعاء. ويرتبط المرض بتناول يرقات موجودة داخل الأسماك غير المطهية جيدا أو الأسماك النيئة أوالحبار.
واستخدم الأطباء تقنية التنظير الداخلي المزودة بكاميرا لفحص معدته ووجدوا يرقات تنتمي إلى الديدان الطفيلية في بطانة أمعائه، ثم استأصلوا هذه الديدان فتعافى بعدها المريض وزالت جميع الأعراض التي عانى منها سابقا.
وأكد الأطباء أن أغلبية هذه الحالات تتواجد في اليابان، إلا أنها بدأت تنتشر في الغرب وحتى في الكثير من الدول العربية، بسبب الإقبال على أكل أطباق السوشي. وقالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنكلترا إن “أسماك السلمون والترويت سواء التي يتم اصطيادها في البحر أو في الأنهار البريطانية تحتوي جميعها على هذه الطفيليات”.
حتى يكون أكل السوشي أكثر أمانا، اشترطت منظمة الغذاء والدواء بأن يتم تجميد السمك لسبعة أيام على الأقل على درجة حرارة 20 تحت الصفر
ونصحت الهيئة بضرورة إزالة أمعاء الأسماك ووضعها في الثلاجة لمدة أربعة أيام على الأقل ثم طهوها جيدا قبل تناولها. في دراسة سابقة نشرت في العام 2013 أشار البروفسور دايفيد كاربنتر وفريقه من جامعات كورنيل وإنديانا وألباني في الولايات المتحدة إلى أنَّ “سمك السلمون الموجود داخل قطعة السوشي يحتوي على معدلات سموم عالية وأنَّ 15 نوعا من السموم ثبت وجودها بنسب عالية، 13 منها تتسبب في السرطان”.
وأضافت الدراسة أن “هذه السموم تؤدي إلى تدهور الخصوبة عند الرجال وازدياد التشوهات الخلقية لدى الأطفال حديثي الولادة وإلى الإصابة بسرطان الثدي ونزيف الرحم والبلوغ المبكر”.
ولفتت النتائج التي خلص إليها فريق الدكتور كاربنتر إلى أن “الملوّثات الموجودة في الأسماك غالبا ما تفوق فوائدها الصحية. فالناس يعتقدون أن تناولهم الأسماك أمر صحي، إلا أنهم لا يعرفون أنهم يسمّمون أنفسهم”.
وتابعت الدراسة أن “مستهلكي السوشي المعدّ من سمك التونا لا يدركون أنَّه يحتوي على نوع من الزئبق الشديد المؤدي إلى التسمم والشعور بالوخز والطفح الجلدي أو الغثيان والشحوب”.
وحتى يكون أكل السوشي أكثر أمانا، اشترطت منظمة الغذاء والدواء بأن يتم تجميد السمك لسبعة أيام على الأقل على درجة حرارة 20 تحت الصفر لأن التجميد يعمل على قتل الديدان الطفيلية وبيوضاتها التي قد تتطفل على أنواع السمك المستخدمة في تحضير السوشي. وتختلف أعراض الالتهابات المعوية التي تسببها حسب نوع الديدان وتتراوح بين أوجاع بالبطن وغثيان وإسهال إلى التهاب حاد. وتظهر هذه الأعراض خلال ساعة من الأكل.
وعند تحضير السوشي في البيت من الضروري شراء الأسماك المجمدة التي تم تجميدها خصيصا لتحضير هذه الأكلة ولا يجب الاعتماد أبدا على المجمدات المنزلية لأن حرارتها ليست منخفضة للدرجة المطلوبة لقتل الديدان.
جدير بالذكر أن هناك أنواعا جديدة من السوشي تم تطويرها على الطريقة الغربية وهي بعيدة عن السوشي الياباني الصحي وتحتوي على مكونات دهنية غير صحية مثل الجبن الدسم والزبدة والمايونيز. وبشكل عام يجب عدم الإكثار من السمك النيء وخاصة عند المرأة الحامل أو التي تخطط للحمل بسبب احتوائه على كميات كبيرة من الزئبق.