سياسةصحافة واعلام
إيفانكا تسرق الأضواء من أسرة ترامب بلعب دور السيدة الأولى
- وجود المرأة في الحكم شيء اعتاد عليه الناس منذ زمن بعيد حيث كانت تقوم عقيلة الملك أو الرئيس أو رئيس الوزراء بدور مؤثر في السلطة وصنع القرار والأعمال الخيرية والسياسية، ولكن الدور الذي تقوم به إيفانكا ترامب ابنة رئيس أقوى دول العالم يبدو أنه الأهم على الإطلاق.
-
بسبب صغر سنها الذي لم يتجاوز العشرين عاما، لم تحظ ناتاشا أوباما، الابنة الكبرى للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بالحظوة الكبيرة، التي تحظى بها ابنة خلفه دونالد ترامب.
وإلى جانب مشاركتها والدها وتمثيلها لقضايا المرأة ببلادها، تحرص إيفانكا ترامب على حضور معظم الاجتماعات الرسمية التي يجريها والدها داخل دهاليز البيت الأبيض إن لم تكن تحضرها كلها.
وقبل جولة والدها الخارجية الأولى بعد توليه منصبه، ذكرت محطة “أيه.بي.سي نيوز” الأميركية أن إيفانكا تبرعت بنصف العائد المالي من مبيعات كتابها “كيف تعمل النساء” الذي يناقش كيفية نجاح النساء العاملات في الولايات المتحدة للأعمال الخيرية.
ويقول البعض إن هذا الأمر يؤكد بوضوح الدور السياسي الهام الذي تلعبه إيفانكا بجوار والدها. وقد جسدت ذلك خلال زيارتها إلى السعودية نهاية الأسبوع الماضي، حيث كانت تحت الأضواء طيلة ثلاثة أيام قبل أن تلتقي مع بابا الفاتيكان أمس للمرة الأولى في حياتها.
داريغا نزارباييفا، رئيسة وزراء كازخستان السابقة، مثال بارز لدور الابنة في الحياة السياسية لوالدها
وهناك عدة عوامل التي جعلت من إيفانكا الأكثر تأثيرا في تاريخ الولايات المتحدة، كما تقول الصحافة الأميركية، على الرغم من كونها ليست سياسية من الصف الأول.
ومن بين تلك العوامل أنها تعمل من مكتب السيدة الأولى بالفعل في البيت الأبيض ومساعدا خاصا للرئيس وتمثل الرئاسة في قضايا المرأة وتعمل على تشريع قوانين لرعاية الأطفال.
ورغم أن المقابلات الرسمية تكون في العادة مع أعلى هرم السلطة أو أصحاب التأثير، إلا أنهم يتقابلون مع إيفانكا التي من المفترض علنا أن تأثيرها محدود، وأنها تتصرف بوصفها ابنة، على حد قولها.
وقابلت إيفانكا (35 عاما) عددا من المسؤولين في السعودية حينما كانت برفقة والدها وعقيلته ميلانيا ترامب. وشغلت لمحات حول ملابسها وتحركاتها وسلوكها كل المتابعين للشبكات الاجتماعية داخل وخارج السعودية.
ووصفت هذه السياسية الشابة، التي باتت في وقت وجيز المرأة الأكثر إثارة لاهتمام وسائل الإعلام عالميا، ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بالشخصية المحفزة.
ونقلت جريدة “الرياض” السعودية عن إيفانكا قولها إن “الأمير محمد بن سلمان شخصية محفزة للغاية ومؤثرة كثيرا في الشباب السعودي والعربي والمسلم، لما يتمتع به من صفات قيادية وطموح وحبه لوطنه وشعبه”.
وكانت ابنة ترامب قد التقت برئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، وهو الاجتماع الرسمي الأول الذي تظهر فيه إيفانكا.
وأثار ظهور إيفانكا الرأي العام الياباني، إذ قال يوشينوبو ياماموتو، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نيغاتا اليابانية لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه “من غير المعتاد رؤية أحد أفراد العائلة حاضرا أول لقاء بين زعيمين، وإن كان اللقاء غير رسمي”.
كما التقت برئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، في أحد اللقاءت الرسمية بالرئيس ترامب، والذي كان يتحدث فيه عن دور النساء في الشركات.
وبينما اتخذت إيفانكا مكانا قريبا بجانب ترودو وظلت تنظر له بنظرات، وصفها الكثيرون بأنها نظرات محبين وليست نظرات عادية، ما أثار الشكوك بشكل أكبر عندما اصطحبت إيفانكا ترودو إلى عرض مسرحي.
وإيفانكا ليست المرأة الوحيدة التي استطاعت أن تستغل وصول أحد أفراد الأسرة إلى سدة الحكم لاقتناص الفرصة لاختبار هذه التجربة التي يصفها الكثير من المتابعين بـ“الشاقة”.
مريم نواز أثبتت قوتها السياسية حين أعيد انتخاب والدها لمنصب رئيس وزراء باكستان في 2013
وتعد داريغا نزارباييفا من أهم الأمثلة البارزة للدور الذي تلعبه الابنة في الحياة السياسية عندما يكون والدها رئيسا. وبدعم من والدها نور سلطان نزارباييف، الرئيس الكازاخستاني، تقلدت في عام 2015 منصب نائبة رئيس الوزراء لمدة عام كامل.
وخلال ترؤسها للمنصب إلى جانب دورها السياسي، كانت لها جهود كبيرة في ما يخص مجال الطاقة الخضراء والقرارات الخاصة بالاستخدام الرشيد لموارد الطاقة.
وبعد تركها المنصب العام الماضي تولت رئاسة لجنة الشؤون الدولية والدفاع والأمن في مجلس الشيوخ.
ومن خلال الدور السياسي الذي تجسده داريغا في بلادها منذ أكثر من عقد، اعتبرتها صحيفة “تليغراف” البريطانية بأنها لا تحمل لقب والدها فقط، بل تمتلك أيضا جزءا كبيرا من قوة شخصيته.
وفي حين تعمل إيفانكا من مكتب السيدة الأولى في البيت الأبيض، تتعرض مريم نواز، ابنة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف للمضايقات والمعارك التي عليها أن تخوضها إذا كانت تنوي أن تحل محل أبيها كما يشاع في وسائل الإعلام بأنها خليفة أبيها السياسية.
وأثبتت مريم بالفعل قوتها السياسية من خلال المشاركة الفعالة عام 2013 في إعادة انتخاب والدها لمنصب رئيس وزراء باكستان، كما أنها تنشط في حزب والدها “الرابطة الإسلامية الباكستانية”.
ووصفتها هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” ذات مرة بالقول إنها “دائما ما تكون مركز الاهتمام الإعلامي وتمثل قوة هامة في باكستان وكأنها وريثة فعلية لمنصب أبيها”، الأمر الذي يجعل مريم تحت الأضواء والانتقاد.
واتهمت العام الماضي بارتكاب مخالفات مالية بعد فضيحة “أوراق بنما”، الأمر الذي دفع والدها إلى نفي كل تلك المزاعم بالقول إن “تلك الاتهامات مجرد استهداف لي ولأسرتي من أجل تحقيق أغراض سياسية”.