مقالات وبحوث
غضب سعودي من قطر بعد توزيع رسم ‘أكثر إساءة ولا يحتمل التأويل’
شن ناشطون سعوديون ووسائل إعلام سعودية هجوما جديدا على قطر واتهموها بتعمد الإساءة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأنه في اليوم الذي سحبت فيه قناة “الجزيرة” رسما مسيئا يتعرض للملك سلمان، نشر موقع تموّله قطر رسما “أكثر إساءة ولا يحتمل التأويل” يصور العاهل السعودي والرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وهم “يستدعون شياطين” لتخريب المنطقة وقتل المزيد من الناس.
وقال ناشطون إن الرسم الكارتوني هو جزء من حملة إعلامية مضادة باللغة الإنكليزية تقودها قطر للتعويض عن الخسارة الإعلامية الكبيرة التي منيت بها مؤسساتها الإعلامية باللغة العربية في محاولة لتدارك تأثير عميق تركته تسريبات مثيرة للجدل نسبت إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ولم تنجح ماكنة الدعاية القطرية باللغة العربية في كسب أرض واحتواء الأثر السياسي والشعبي العميق اللذين تركتهما تصريحات الأمير، التي قال فيها إن إيران هي “ضامنة الاستقرار في المنطقة”.
وقالت مصادر إن مسؤولين قطريين وراء حملة العلاقات العامة التي يقودها موقع “ميدل إيست آي” ومقره لندن وأن الرسم المسيء الجديد يعمق الجدل بالدوافع من وراء التصعيد الفعلي على الرغم من التصريحات القطرية التي تتبرأ من التصريحات المنسوبة للأمير في محاولة لتثبيت رواية اختراق وكالة الأنباء القطرية والتلفزيون الرسمي، ونشر تصريحات “مفبركة” على لسان الشيخ تميم.
وموقع “ميدل إيست آي” هو موقع يصدر باللغة الإنكليزية من لندن. ويضم الموقع صحافيين بريطانيين ينتمي أغلبهم إلى اليسار والذين لديهم علاقات بقيادات في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. كما يدعم الموقع إيران وحركة حماس الفلسطينية وحزب الله الشيعي اللبناني.
وامتدت الحملة أيضا إلى اتهام دول خليجية بالوقوف وراء “عملية قرصنة” باستخدام هاكرز محترفين، في سياق هجوم منسق استمر حتى صباح الأربعاء الماضي.
ويحاول مسؤولون قطريون قلب المعادلة، التي ظلت قطر خلالها في موقع الدفاع، عبر شن هجوم مضاد. لكنهم يواجهون مشكلة تتمثل في غياب دوافع راسخة لهذا الهجوم الذي فقد مصداقيته في الشارع العربي، إذ لم يرتكب أحد من خصوم قطر خطأ فادحا مماثلا في التأثير لأخطاء قطر، خصوصا في السياسة الخارجية التي تحكمها التناقضات.
ودفعت هذه الأخطاء الولايات المتحدة على ما يبدو إلى إعادة النظر في دعم مطلق لطالما أظهرته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما للسياسة الخارجية القطرية.
ويلقي كتاب غربيون يدافعون عن الحكومة القطرية باللوم على سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط.
ويقول ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” إن “بالطبع ذلك ما يحدث بالضبط عندما يمنح شخص مبتدئ في قضايا الشرق الأوسط مثل ترامب الضوء الأخضر إلى جمهور يشتمل على الزعماء العرب الذين تسببوا في ظهور تنظيمي القاعدة وداعش”.
وقال أيضا إن “هذا يجعل تأثير ترامب في الشرق الأوسط أعظم خطورة حتى من التأثير الذي كان لأوباما عندما حاول الانسحاب منه ولكن لم يفلح”.
“ميدل إيست آي” موقع يصدر باللغة الإنكليزية من لندن ويضم صحافيين بريطانيين لديهم علاقات بقيادات الإخوان
وتحاول قطر استعادة توازنها مرة أخرى تحت وقع ضغط غير مسبوق، دفع الكثير من القطريين الأسبوع الماضي إلى الاعتقاد بأن “انقلابا على الحكم” يجري بالفعل.
لكن لا يبدو أنها تمكنت بعد من الوقوف على قدميها. ورغم ذلك حافظت قناة الجزيرة الإخبارية، ومواقع إلكترونية يديرها تنظيم الإخوان المسلمين، على لهجة تصعيدية تجاه دول خليجية وعربية أخرى، دون فائدة تذكر.
ومع الوقت تحول الأمر إلى حملة علاقات عامة. وتقول مصادر في الدوحة إن مسؤولين قطريين أجروا اتصالات مع دبلوماسيين ورجال أعمال غربيين سعيا لحشد الدعم لقطر.
ومن بين الدبلوماسيين الذين دافعوا عن قطر باتريك ثيروس، سفير الولايات المتحدة السابق إلى الدوحة والرئيس الحالي لمجلس العلاقات الأميركية القطرية. وقال ثيروس في مقال إن دولا خليجية “اخترقت في عملية منسقة وكالة الأنباء والتلفزيون القطريين، بالتزامن مع ندوة منظمة الدفاع عن الديمقراطية التي تنتمي إلى تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة”.
وأضاف “ما نسب للأمير تميم بن حمد لا يعدو كونه أخبارا ملفقة”. وأطلقت قطر العنان لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنكليزية وسط دفاع يائس، ومحاولات تثبيت رواية “الاختراق” و“الأخبار الكاذبة”.
وقالت القناة على موقعها الإلكتروني إن “رغم نفي المسؤولين القطريين المتكرر، إلا أن قناتي العربي وسكاي نيوز عربية أصرتا على نشر أخبار غير صحيحة”.
وأضافت “أجرت الجزيرة اتصالا بالمالك المشترك لسكاي نيوز عربية (شركة سكاي بي إل سي ومقرها لندن) كي تسأل عن المعايير الصحافية التي ينتهجها الفرع العربي للقناة، لكنّ مسؤولي الشركة رفضوا التعليق”.