سياسة

حرص أميركي على تحجيم نفوذ ميليشيات ايران في سوريا

يقول مقاتلون بالمعارضة السورية إن الولايات المتحدة وحلفاءها يرسلون لهم المزيد من الأسلحة للتصدي لتقدم جديد في جنوب شرق البلاد لفصائل مدعومة من إيران تهدف لفتح طريق إمداد بري بين العراق وسوريا.

والمخاطرة كبيرة مع محاولة إيران تأمين نفوذها من طهران إلى بيروت في “هلال شيعي” من النفوذ الإيراني يمر بالعراق وسوريا ولبنان.

وتصاعد التوتر في منطقة جنوب شرق سوريا المعروفة باسم البادية هذا الشهر حين انتشرت قوات حكومية مدعومة بفصائل عراقية شيعية مسلحة في تحد لمقاتلي المعارضة المدعومين من خصوم الرئيس بشار الأسد.

تزامن ذلك مع زحف فصائل شيعية في العراق نحو الحدود السورية حيث وصلت إلى الحدود المتاخمة لشمال سوريا الاثنين. وقال قيادي كبير بفصيل شيعي عراقي مسلح إن عملية أوسع لاستعادة المنطقة من قبضة تنظيم داعش تبدأ الثلاثاء وسيساعد ذلك الجيش السوري.

وفي حين أن الولايات المتحدة حاربت في العراق لمساندة القوات الحكومية والفصائل الشيعية المسلحة المدعومتين من إيران فقد حشدت واشنطن في سوريا جهودها ضد الحكومة المدعومة من إيران وتريد مع حلفائها في المنطقة منع المزيد من توسع النفوذ الإيراني.

وتتنافس الأطراف على موقع الصدارة في المرحلة الرئيسية القادمة من المعركة ضد داعش والتي تهدف لإخراجها من محافظة دير الزور في شرق سوريا حيث انتقل كثير من المتشددين من الرقة والموصل.

وتعمل عدة جماعات من المعارضة المسلحة تحت لواء الجيش السوري الحر في منطقة البادية ذات الكثافة السكانية المنخفضة حيث استعادت أراضي من أيدي الدولة الإسلامية هذا العام. واستهدفت ضربات جوية أمريكية في 18 مايو أيار مقاتلين مدعومين من إيران تقدموا صوب المنطقة.

وفي مايو أيضا أعلنت دمشق أن البادية ودير الزور أولويتان في حملتها لبسط سيطرتها على سوريا التي مزقتها الحرب المستمرة منذ ست سنوات وسقط فيها مئات الآلاف من القتلى. وتساعد إيران وروسيا الحكومة بينما يدعم الغرب ودول مناهضة للأسد بالمنطقة جماعات المعارضة.

وقال مقاتلون معارضون إن المساعدات العسكرية زادت عبر قناتين منفصلتين هما برنامج تدعمه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) ودول بالمنطقة منها الأردن والسعودية ويعرف باسم غرفة عمليات الموك وآخر تديره وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وقال طلاس السلامة قائد جيش أسود الشرقية وهو واحد من الفصائل المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر المدعومة من البرنامج التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية “صار في زيادة للدعم” وأضاف “مستحيل نخليهم يفتحوا هذا الطريق” بين بغداد ودمشق.

وقال قائد كبير في جماعة مغاوير الثورة المدعومة من البنتاجون إن الأسلحة تتدفق بانتظام على قاعدته قرب الحدود العراقية منذ أن بدأت القوات الموالية للحكومة السورية الانتشار هذا الشهر.

وأضاف أن جهود تجنيد وتدريب مقاتلين محليين من دير الزور تسارعت في قاعدتهم بالتنف على الطريق السريع على مسافة نحو 20 كيلومترا من الحدود العراقية.

ومضى القائد في مغاوير الثورة الذي طلب عدم نشر اسمه قائلا إن العتاد والتعزيزات تأتي يوميا لكن في الأسابيع القليلة الماضية جاء المزيد من المركبات العسكرية الثقيلة وصواريخ تاو والعربات المدرعة.

وظهرت مركبتان مدرعتان وصلتا حديثا إلى التنف في صور أرسلها مصدر من المعارضة المسلحة لرويترز. وأظهر مقطع فيديو مقاتلين يفكون تغليف قذائف مورتر.

وفي رد مكتوب على أسئلة أرسلتها رويترز بالبريد الإلكتروني لم يذكر متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ما إذا كان دعم التحالف لمغاوير الثورة قد زاد. وقال الكولونيل ريان ديلون إن قوات التحالف “مستعدة للدفاع عن نفسها إذا رفضت القوات الموالية للنظام إخلاء” منطقة عدم اشتباك حول التنف.

وأضاف “لاحظ التحالف قوات موالية للنظام تتحرك في محيط منطقة عدم اشتباك حول موقع التدريب في التنف في سوريا … تحركات القوات الموالية للنظام واستمرار الوجود المسلح للقوات داخل المنطقة غير مقبول ويهدد قوات التحالف”.

وأسقطت طائرات أميركية هذا الأسبوع منشورات على قوات موالية للحكومة تأمرها بالانسحاب من منطقة التنف إلى تقاطع ظاظا على مسافة أبعد من الحدود.

وحصل موقع أخبار عدالة حمورابي الإلكتروني المرتبط بمغاوير الثورة على المنشورات.

ولم يتسن الوصول للجيش السوري للتعليق.

وقال قائد في التحالف العسكري الذي يحارب دعما للأسد لرويترز إن نشر القوات الحكومية والمقاتلين العراقيين الموالين لدمشق في البادية “يعرقل كل مخططات الموك والأردن والأميركي”. وأضاف القائد وهو ليس سوريا “يسمونه الهلال والآن محورنا يصر على هذا الموضوع وسيتحقق”.

وقالت منظمة بدر العراقية إن تقدمها إلى الحدود السورية سيساعد الجيش السوري في الوصول إلى الحدود من الجانب الآخر. وقال أمين عام منظمة بدر هادي العامري لتلفزيون الميادين “لن نسمح للأميركيين بالسيطرة على الحدود”.

إغلاق