سياسة

هل يحب الوالدان ابنهما الثاني بقدر حبهما للأول

يحظى الابن البكر في كل العائلات بمكانة خاصة إلى درجة تجعل الأب والأم يتصوران أن وجوده كاف لإشباع غريزة الأبوة والأمومة، وأنهما ليسا في حاجة إلى إنجاب ابن ثان، ظنا منهما أنه لا يمكن أن يحظى بالحب والحنان والعطف التي منحاها للابن البكر وكأنه نهل كل عواطفهما، إلا أن التجارب تقول خلاف ذلك.

يعتقد الآباء والأمهات في بعض الأحيان أنهم استهلكوا كل طاقة الحب الموجودة في قلوبهم وأعطوها بالكامل لطفلهم البكر، حتى أنه من الصعب أن يتصوروا وجود ما يكفي لإعطائه لطفلهم الثاني، ولكن الحب لا حدود له.

واستطلع موقع “بيبي سنتر” الإلكتروني آراء بعض الآباء والأمهات عن مدى حبهم لكل طفل من أطفالهم، الذي يختلف في بعض الأحيان من طفل لآخر، لكنه يظل مكتملاً دائما. وأفادت النتائج أن الوالدين قد لا يشعران بالارتباط بطفلهما منذ الوهلة الأولى، وهذا ما أكدته إحدى الأمهات حيث قالت “عندما ولدت طفلي البكر شعرت بشعور غريب في اللحظة التي حملته فيها بين ذراعي. وعندما لم يكن لدي نفس الإحساس نحو طفلي الثاني، ظننت أنني ربما أكون أسوأ أم في العالم”.

وتابعت “يختلف الشعور مع الطفل الثاني، لأن لا شيء يمكن أن يضاهي شعوري بالأمومة في المرة الأولى. ولكن، وجد طفلي الأصغر مكانه في قلبي لدرجة أنني لا أستطيع أن أتخيل حياتي دونه”.

وقال أحد أعضاء الموقع “أنا أب لطفلين. أخذت بعض الوقت في أول مرة لأستوعب الموقف، ولكن مع ابنتي، اختلف شعوري وكنت متحمسا جدا. لا يوجد وجه مقارنة بين الاثنين، لكن كل منهما لديه طريقته الخاصة به في المراوغة التي تجعل كلا منهما فريدا من نوعه في عينيّ”.

وقالت إيمي إحدى المشاركات في الاستطلاع “يفصل بين عمر ابنتيّ 26 شهرا فقط. وعندما ولدت الثانية، شعرت في البداية بعدم قربها مني، وأردت فقط قضاء وقتي مع طفلتي البكر، ولا سيما عندما لم أر في وجه الرضيعة أي ملامح تشبهني أو تشبه والدها”.

وأضافت “أُصبت باكتئاب ما بعد الولادة وأخذت مضادا للاكتئاب. وبمرور الوقت عرفت طفلتي، تبلغ من العمر الآن 9 أشهر، وشعرت بأن شيئا ما يربط بيننا، ولا سيما حينما بدأ التفاعل بين ابنتيّ. ليس من الضروري لكل أم أن تشعر بارتباطها بكل طفل من أطفالها على الفور. ولكن اجعلي قلبك مفتوحا لكل منهم، فسوف يجدون طريقا لداخله”.

مختصون ينصحون الآباء والأمهات بالبحث عن الطرق والأساليب التي تقوي أواصر الترابط والمحبة بينهم وبين أطفالهم

ونصح المختصون الآباء والأمهات بالبحث عن الطرق التي تقوي أواصر الترابط والمحبة بينهم وبين أطفالهم، وقال عضو آخر في المركز “من المستحيل قياس مدى حبك لأطفالك على أساس تحقيق مبدأ المساواة في الحب، ولكن ما يمكن أن تكون متأكدا منه هو أنك ستحبهم من أعماق قلبك عندما ترى أن لكل منهم شخصية فريدة من نوعها”.

وقالت ديدرا “لدي فتاة وصبي يفصل بينهما في العمر 13 شهرا فقط. لم أشعر بأي ارتباط نحو طفلي الثاني، بل وشعرت بالذنب لأنني لم أُعط ابنتي البكر حقها في الأمومة. ابني لم يكن يشبهني على الإطلاق، ووجدت نفسي أنظر إليه في بعض الأحيان متفاجئة بأنه لي. والآن كبرا طفليّ قليلا، 20 شهرا و8 أشهر، وأشعر بتحسن كبير. قبلت ابنتي وجود أخيها في حياتها وأحبّت اللعب معه”.

وأكدت أن “الرضاعة ساعدت كثيرا على توطيد الترابط بيني وبين طفلي. يأتي الحب أحيانا منذ النظرة الأولى، وأحياناً أخرى ينمو ويُزهر مع مرور الوقت”.

وأضاف عضو آخر في المركز “الاسترخاء وتقبل وجود طفلي الثاني وقضائي أوقاتا كثيرة معه والعمل على تجميع ألبوم صوره ساعدني بشكل كبير على زيادة ارتباطي به. اعترافك بأنه طفل مختلف، سيساعدك على إيجاد طريقة مختلفة تحبه بها. كان شعوري تجاه طفلي الثاني مرتبطا بشعوري بالذنب نحوه كوني أعلم أنني لا يمكن أن أعطيه قدر الاهتمام الذي أعطيته لطفلي البكر، ولكن بمرور الوقت وكلما أحببتهما واستمتعت بهما معا، كلما شعرت بحال أفضل تجاههما”.

وقالت ميشيل “لا تمر الأمهات وحدهن بتلك التجارب. فاجأني زوجي عندما قال لي ’لا أشعر بعد بارتباطي بابنتي’. شعر بالقلق لأنه أحب ابننا البكر، 19 شهرا الآن، منذ اللحظة الأولى. قلت له إنه كان لدي نفس الشعور تجاهها في الشهر الأول أو الثاني، ولكن الآن بدأت شخصيتها في الظهور وأنا أحبها كثيرا. بدأت أضخ اللبن في زجاجة وأعطيها لزوجي حتى يتمكن من إطعامها، وخصصت وقتاً لهما ليقضياه معا بينما أقضيه أنا في اللعب أو القراءة مع ابننا البكر. بدأت بعدها أرى تلك النظرة في عيني زوجي نحو ابنتنا مثل تلك التي رأيتها في عينيه أول مرة عندما وقعت عيناه على ابننا”.

ولا يعتبر فارق العمر بين الطفلين مدعاة للقلق، حيث قالت إحدى الأمهات في مركز “بيبي سنتر” “لدي صبي يبلغ من العمر 6 سنوات وفتاة تبلغ من العمر 5 أشهر. كان ابني كل حياتي لمدة ست سنوات كاملة. وعندما كنت حاملا، كنت أتساءل كيف سأحب ابنتي بقدر ما كنت أحب ابني، ولكنني شعرت نحوها بطاقة حب هائلة بمجرد أن رأيتها. هذا القلب المليء بالحب هو شيء مدهش!”.

وقالت أم أخرى “ابني في السادسة عشرة من عمره وابنتي عمرها سنتان، ولكنني أحببت كل منهما من أول لحظة. أحيانا، أندهش من طريقتهما المتشابهة إلى حد كبير في كل شيء يقولانه أو يقومان بفعله. يشبهان بعضهما كثيرا لدرجة أن الناس يسألون ابني، الذي يبلغ طوله 6 أقدام ووزنه 235 باوند، ما إذا كانت شقيقته هي ابنته، وكان يجيب في بعض الأحيان بنعم. أستطيع أن أقول بصراحة إن مقدار حبي لهما متساو وأن كل منهما له طريقته ومكانته الخاصة بقلبي”.

وهناك بعض الآباء والأمهات يؤكدون على ارتباطهم برضيعهم الثاني منذ اللحظة الأولى، وهذا ما حصل مع فليب التي قالت عن تجربتها “عندما ولدت طفلتي الثانية، كنت مرتبطة بها إلى الحد الذي تركت فيه ابني ليقضي معظم وقته مع أبيه وتفرغت لها. وساعد ذلك على توطيد العلاقة أكثر بين ابني وأبيه. وبمرور الوقت، وبعد أن كبرت طفلتي قليلا استطعت الآن أن أقضي وقتا أكبر مع ابني”.

أما كريستال فكشفت قائلة “لقد ولدت ابني الثاني بعد 21 شهرا من ولادتي لابني الأول. شعرت على الفور بارتباطي بابني الثاني وابتعدت قليلا عن ابني البكر. وقال لي الطبيب إن هذا بسبب الرضاعة وأن ابني البكر كبر قليلا وأصبح يعتمد على نفسه ولكن الرضيع مازال يحتاجني، ولكن الآن وبعد 6 أشهر من توقفي عن الرضاعة، تعود الأمور تدريجيا لتتساوى بين الطفلين”.

وأضافت موضحة “لقد شعرت بارتباطي بطفلي الثاني على الفور، رغم أنني لم أكن أتخيل للحظة أنني سأحب الطفلين بنفس القدر”.

إغلاق