صحافة واعلام
مزاعم اختراق حساب سفير الإمارات في واشنطن.. اللعبة تفضح من وراءها
لم تحقق المزاعم حول تسريب وثائق من حساب يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في الولايات المتحدة، الصدمة التي كانت تريدها الجهات التي أطلقتها وسرعان ما ارتدت اللعبة على تلك الجهات.
ويقول متابعون للشأن الخليجي إن الحملة محاولة قطرية للرد على فضيحة التبرّؤ من تصريحات رسمية مسيئة لدول الخليج عبر اختلاق قصة قرصنة وكالة الأنباء القطرية.
ولاحظ المتابعون أنّ تسريب خبر الاختراق يهدف إلى الاستفادة من موجة اختراق الحسابات في دول مختلفة من العالم للبحث عن مشروعية للتّسريب، ومن ثمة قبوله كأمر واقع، لكن الحبكة كانت فقيرة وساذجة ومن السهل على أيّ متابع أن يكتشف من يقف وراءها وأهدافها.
ومن الواضح أن خبر الاختراق تم إطلاقه كمحاولة يائسة للتغطية على فشل أجهزة الدولة القطرية والإعلام القطري المحلي والممول خارج قطر في تقديم صورة الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكأنه الضحية فيما حدث من تسريبات، في حين أن ما ورد في خبر وكالة الأنباء القطرية هو بالضبط جدول أعمال السياسة القطرية الخارجية.
وأشار المتابعون إلى أن الحديث عن فضح مراسلات السفير الإماراتي وربطها بنشاطه السياسي في أميركا يأتي بنفس توقيت الإعلان عن خبر بأن الـ”آف بي اَي” تجري تحقيقا بالاختراق في وكالة الأنباء القطرية، أي أن الهدف هو أن الإماراتيين لديهم ما يخفونه في بريدهم الإلكتروني من أسرار تدين السفير وأبوظبي بينما القطريون يذهبون إلى الأميركيين لكي يحققوا بالاختراق ويبرئوا الأمير والوكالة معا.
ولا توجد في التسريب الذي تحاول وسائل إعلام قطرية الاستثمار فيه أيّ أسرار وهو عبارة عن جداول مواعيد ولقاءات ومذكرة عن رسوم يمكن أن تقرّ في الولايات المتحدة على المشروبات الغازية.
وقالت صحيفة ديلي بيست الأميركية التي نشرت الخبر إن الرسالة التي صاحبت وثائق التسريبات كانت مضللة وتدّعي أن التسريبات خطيرة لتكتشف الصحيفة أنها مراسلات عادية بلا أهمية تذكر.
وكشفت الصحيفة في تقرير لها السبت، أن ما تم تداوله حول تسريبات للبريد الإلكتروني لسفير دولة الإمارات في واشنطن بشأن معلومات حساسة تضر بمصالح الولايات المتحدة، ما هي إلا مزاعم للقراصنة الذين يطلقون على أنفسهم اسم “غلوبال ليكس”.
وأضافت أن محتوى الرسائل لا يتضمن أيّ مواضيع حساسة وإنما هي مجرد ملاحظات من ندوة حول التطرف الإسلامي، وجدول أعمال مقترح لاجتماع قادم مع “مؤسسة الصقور” للدفاع عن الديمقراطيات، ومذكّرة حول تحرك الولايات المتحدة لفرض ضريبة على المشروبات الغازية السكرية.
ولاحظ مراقبون أن الجهات التي تحاول استثمار التسريب المزعوم تلوّح بنشر تفاصيل وحقائق من حساب السفير، لكنها لا تعرض واحدة منها تتماشى مع مزاعمها، وأن الهدف هو الاستثمار الإعلامي في تشويه الإمارات، ثم يختفي الأمر دون عرض أيّ أدلة من “الاختراق الكنز”.
وبدأت كتابات في مواقع التواصل (مواقع قطرية وإخوانية) تعتمد نفس الأسلوب، أي الدعوة لانتظار التسريبات وتضخيمها دون الإبانة عنها، ما يؤكد وجود حملة منسقة ومرتبة للإيهام بوجود الاختراق على قاعدة “اكذب اكذب حتى يصدّقك الناس”.
وأشار المراقبون إلى أنّ المواقع القطرية الإخوانية كانت منذ أسبوع تهاجم من أسمتهم بالمخترقين للوكالة القطرية، وتعتبر أن ما قاموا به أمر غير أخلاقي، لكن نفس المواقع تمارس الآن على نطاق واسع حملة مضللة دون ضوابط أخلاقية.
وزعمت الرسالة المصاحبة للتسريب أن حساب السفير تضمن معطيات وحقائق عن “تشويه صورة حلفاء واشنطن”، وهو ما اعتبرته أوساط خليجية محاولة يائسة للوقيعة بين أبوظبي وواشنطن من جهة، وبين أبوظبي وحلفاء واشنطن من جهة ثانية، من خلال الإيحاء بوجود مواقف مغايرة للموقف الرسمي الإماراتي.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن الجهات المسوّقة للتسريب تبحث عن وضع الإمارات في نفس الوضع الذي عليه قطر الآن من تأزم في العلاقة مع السعودية على وجه الخصوص بسبب حسابات خاطئة والبحث عن دور على حساب المصلحة الخليجية المشتركة.