صحافة واعلام

أكراد سوريا يجهّزون لإطلاق معركة الرقة خلال أيام

تجهّز وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية عملية واسعة النطاق لاستعادة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية في “الأيام القليلة القادمة” بعد التقدم إلى مشارف المدينة.

وتطوّق قوات سوريا الديمقراطية الرقة منذ نوفمبر الماضي في حملة متعددة المراحل لطرد الدولة الإسلامية من المدينة التي تخطط منها هجمات على الغرب.

وقوات سوريا الديمقراطية هي تحالف يضم قوات كردية ومسلحين عربا ويدعمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد.

وسيزيد الهجوم على الرقة الضغط على “الخلافة” التي أعلنها زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بينما يواجه التنظيم الهزيمة في مدينة الموصل العراقية، إذ ذكر بيان للجيش العراقي مساء الجمعة أن القوات المدعومة من الولايات المتحدة سيطرت على حيّ من بين أربعة أحياء في جيب لا يزال خاضعا لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة.

واستعادت القوات العراقية الشطر الشرقي من الموصل في يناير وبدأت مرحلة جديدة في 27 مايو للسيطرة على الجيب المتبقي حيث يعتقد أن نحو 200 ألف مدني محاصرون فيه ويعانون من ظروف معيشية مروّعة.

وستمثل السيطرة على الموصل، بشكل فعلي، سقوط الشطر العراقي من دولة “الخلافة”، كما سيجد التنظيم نفسه مضطرا للتقهقر في مناطق كثيرة في العراق وسوريا لتكون دير الزور آخر موطئ قدم له.

وقال نوري محمود المتحدث باسم وحدات حماية الشعب “القوات وصلت إلى مشارف المدينة والعملية الكبرى سوف تبدأ خلال…الأيام القليلة القادمة”.

وكان محمود يؤكد تقريرا نقل عن المتحدثة باسم حملة الرقة جيهان شيخ أحمد توضيحها أن مرحلة جديدة لاقتحام الرقة ستبدأ في “الأيام القليلة القادمة”.

وجاءت التصريحات في مقابلة مع مؤسسة إعلامية محلية وجرى تداولها على مجموعة تديرها قوات سوريا الديمقراطية على تطبيق واتس آب.

وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية إنه لن يعلق على الجدول الزمني للمرحلة التالية من العمليات لاستعادة المدينة الواقعة في شرق سوريا من الدولة الإسلامية.

وأضاف الكولونيل رايان ديلون إن قوات سوريا الديمقراطية “تتقدم على مسافة أقرب وأقرب من الرقة كل يوم” وباتت على بعد ثلاثة كيلومترات من الشمال والشرق.

وذكر أن قوات سوريا الديمقراطية أصبحت على بعد يقل عن عشرة كيلومترات من الغرب.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت الثلاثاء أنها بدأت بإرسال أسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية في إطار خطة أغضبت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تخشى تنامي نفوذ الأكراد في شمال سوريا.

وتتضمن الأسلحة التي يتم منحها إلى قوات سوريا الديمقراطية قذائف صاروخية مضادة للدروع وصواريخ تاو بالإضافة إلى العربات وبنادق آي-كاي 47 وبنادق أخرى من عيارات أقل.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984 وتصنفه الولايات المتحدة وتركيا وأوروبا منظمة إرهابية.

وحذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأربعاء من تسليم واشنطن أسلحة إلى المقاتلين الأكراد في سوريا ، مشيرا إلى أن ذلك “أمر بالغ الخطورة”.

وقال إن “هذه الإجراءات في غاية الخطورة على وحدة وسيادة أراضي سوريا”، مضيفا أن هذه الأسلحة يمكن أن تستخدم ضد تركيا و”كلّ الإنسانية” أيضا.

وأكد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أن نحو ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف من مقاتلي الدولة الإسلامية يُعتقد بأنهم متحصنون في مدينة الرقة حيث أقاموا دفاعات ضد الهجوم المتوقع.

ويوفر التحالف الذي تقوده واشنطن الدعم الجوي والقوات الخاصة لمساعدة عمليات قوات سوريا الديمقراطية قرب الرقة.

وقال محمود “لن تكون المعركة سهلة، بالطبع داعش له تحضيرات كبيرة جداً في المدينة،.طبعاً عنده أنفاق..وتلغيم ومفخخات وانتحاريين وبنفس الوقت يستعمل المدنيين دروعا بشرية”.

ولدى سقوط الرقة ستصبح محافظة دير الزور في شرق سوريا آخر موطئ قدم كبير للدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وأضاف محمود “داعش سوف يقاوم لأن الرقة هي عاصمته وإذا راحت الرقة معناها أن الخلافة كلها راحت”.

إغلاق