سلايد 1علوم وتكنولوجيا

الأيفون في عيده العاشر أعاد صياغة مفهوم الهاتف الجوال

احتفلت شركة أبل الخميس بعيد ميلاد هاتفها الجوال أيفون العاشر، والذي يعتبر من أفضل إبداعاتها، والمسؤول الأوّل عن تنامي مبيعاتها منه إلى أكثر من مليار وحدة حول العالم حتى الآن. ومع حلول الذكرى السنوية العاشرة لبدء طرح الأيفون بالأسواق، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تقريرا عن شكل العالم بعد عشر سنوات في ظل التطور المتوقع لجهاز الأيفون.

هل يقربنا حقا

لندن- مع حلول الذكرى السنوية العاشرة لبدء طرح الأيفون بالأسواق، يظل واحدا من أكثر المنتجات مبيعا في التاريخ. وحينما ستحل الذكرى العشرون لظهوره، سيكون المفهوم القديم “لجهاز الهاتف” قد اختفى تماما.

إنه عام 2027، تجوب الشوارع واثقا من وصولك إلى وجهتك في النهاية رغم عدم معرفتك بها، وربما أيضا لا تتذكر السبب وراء توجيه جهازك لك في الطريق. يهمس صوت في أذنك يوجه طريقك ويجعلك مستعدا لهذه المقابلة، وهي مقابلة أحد أصحاب القدرات على التواصل مع الكلاب من أجل مشروع عيادة الطب النفسي للحيوان الخاصة بك.

تصل إلى المقهى وتنظر حولك وسرعان ما تقترب منك امرأة لا تعرفها. ثم تظهر شاشة عرض تحمل اسمها بحروف عريضة. وبعد ذلك، تحصل على نسخة أوتوماتيكية من الحوار الذي دار بينكما.

قد تظل شركة أبل بالتأكيد تبيع أجهزة الأيفون في شكلها الحالي المستطيل البراق، ولكن وفي تلك المرحلة، قد يكون الأيفون رقيقا وقابلا للطي أو يمكن لفه مثل أوراق البردي القديمة. ومع ذلك من الممكن نقل مجموعة التطبيقات والخدمات المتاحة حاليا في جهاز الأيفون إلى أجهزة أخرى أكثر ملاءمة وتحظى بنفس القدرات، وهي شبكة من أجهزة الكمبيوتر والبطاريات وأجهزة الاستشعار التي يمكن ارتداؤها في معصم اليد أو في الأذن أو على الوجه ومن يدري أين قد تتواجد أيضا؟ وسنكتشف حينذاك أننا نتخلى عن الأيفون تدريجيا.

يسعى أيفون أن يكون استخدامه لأجل الانضمام إلى العالم بأسلوب أكثر عمقا بدلا من استخدامه لأجل الفرار من العالم

إن محاولة التنبؤ بتكنولوجيا المستقبل خلال عقد من الزمن تعد بمثابة حماقة، ولكن كم من المرات نحاول الجمع بين العديد من التوجهات والخاصيات الجديدة وإدراجها ضمن حزمة واحدة؟

تنشغل شركة أبل حاليا بتصنيع معالجات دقيقة أكثر قوة وأجهزة لاسلكي أكثر دقة في كل من منتجاتها. فقد أصبح تطبيق سيري أكثر ذكاء وانتشارا في الكثير من الأماكن. وفي الوقت نفسه تعمل الشركة الآن في مجال الواقع المعزز، بما يمنح المطورين القدرة على ابتكار تطبيقات يمتلئ من خلالها عالمنا الواقعي بكل شيء بدءا بالبوكيمون إلى أي من منتجات أثاث آي كيا التي نحتاج إليها بغرف المعيشة.

ولن تمثل كل هذه التكنولوجيا، التي تتواجد بمنازلنا وسياراتنا بل ومدننا الذكية، وسيلة جديدة للتفاعل مع أجهزة الكمبيوتر فحسب، بل أسلوب حياة جديدة أيضا. ويبدو أن عمليات امتلاك شركة أبل للشركات الأخرى تشير بصورة جيدة إلى خطواتها المستقبلية.

وذكر تيم كوك، المدير التنفيذي للشركة أن أبل تقوم بشراء شركة كل ثلاثة إلى أربعة أسابيع. ومنذ قيامها بشراء شركة سيري عام 2010، استمرت أبل في شراء الشركات المتخصصة في مجال الذكاء الصناعي، من بينها “لاتيس داتا” و”توري” و”بيرسبتيو”، وتختص جميعها بأحد أنماط التعلم الإلكتروني.

ويشير استعراض شركة أبل لنظام التشغيل الخاص بها إلى رقم 11، الذي يتضمن إدراج تطبيق “سيري” أكثر من أي مضى، إلا أن الشركة تطمح إلى تمكين تطبيق “سيري” من القيام بكافة العمليات على الأيفون التي نقوم بها حاليا عبر شاشة اللمس.

وقامت أبل أيضا بامتلاك بعض الشركات التي تعمل في مجال “الواقع المعزز”؛ غطاء واجهات الكمبيوتر والأجسام ثلاثية الأبعاد لما يراه الانسان في عالمه الواقع، بما في ذلك شركتا “برايم سينس” و”ميتايو”. وأعرب كوك عن تحمسه الشديد لتطبيق تكنولوجيا “الواقع المعزز” الجديدة.

ويقول ريان والش، أحد الشركاء بشركة “فلودغيت”، والذي كان يتولى إدارة المنتجات بشركة أبل بين عامي 2014 و2016 “ما سترونه من خلال تكنولوجيا الواقع المعزز هو أن سيكولوجية استخدامك للهاتف قد تتغير جذريا. وبدلا من استخدام الهاتف للفرار من العالم، سوف تستخدمه للانضمام إلى العالم بأسلوب أكثر عمقا وأهمية”.

محاولة التنبؤ بتكنولوجيا المستقبل خلال عقد من الزمن تعد بمثابة حماقة، ولكن كم من المرات نحاول الجمع بين العديد من التوجهات والخاصيات الجديدة

وستستفيد تكنولوجيا الواقع المعزز والذكاء الصناعي أيضا من خاصية إنترنت الأشياء، حيث ستصبح لكافة الأجهزة والأدوات أجهزة استشعار واتصال لاسلكي بالإنترنت. وستتحكم شركة أبل بالمنتجات المنزلية الذكية من خلال مجموعة “هومكيت”.

وتنقل المعلومات الخاصة بالصحة من خلال مجموعة “هيلثكيت” والخاصة بالسيارة “كاربلاي” والنقود “أبل باي”. وترغب الشركة أيضا في أن ترتبط منتجاتها بكل شيء على وجه الأرض.

ستتحكم الأدوات والأجهزة في كل ما نمارسه في حياتنا داخل وخارج منازلنا، جنبا إلى جنب مع وجود “قوة التنبؤ” التي تتمتع بها تكنولوجيا الذكاء الصناعي والتي تتمثل في تطبيق “سيري” للأجهزة الذكية المحمولة. سيكون من السهل على تلك الأجهزة أن توجه حياتك اليومية الروتينية.

سيصبح الأمر مباشرا في البداية. سوف توجهنا أجهزتنا للتنقل بين المهام وتقترح وسائل النقل المناسبة. وبمرور الوقت، سوف تتغير العلاقة مع تزايد اطلاع تكنولوجيا “الذكاء الصناعي” على المعلومات الخاصة بك.

ويقول جوناثان بادين، المؤسس المشارك وكبير مسؤولي الاستراتيجية بتطبيق المواعدة “تيندر”، الذي يقود الفرق التي تفكر في دمج أحدث تكنولوجيات أبل بتطبيقاتها “ربما تسير بمكان ما، فتجد جهازك الأبل يخبرك قائلا ’عليك أن تتجه نحو هذا المقهى، فهم يصنعون فنجان قهوة رائعة، وربما تحب أن تجلس مع هذا الشخص أيضا’”.

لن يكون التعود على ذلك بالأمر اليسير. كما أن ركوب سيارة شخص غريب أو النوم بمنزله يعد أمرا جنونيا قبل ظهور “أوبر” وموقع “إير بي إن بي”. ولكن الفارق الأكثر أهمية الذي سيُحدثه الأيفون عام 2027 قد يتمثل في رغبتنا في قبول الأمور التي لا نستطيع استيعابها في عالم اليوم.

إغلاق