سياسة
التنويم المغناطيسي والضماد الضاغط للمعدة أحدث طرق تخفيف الوزن
برلين – نجح عدد من المعالجين في استخدام طريقة التنويم المغناطيسي في خفض الوزن عبر محاورة العقل الباطن وتغيير عادات تناول الطعام عند الشخص. ويعتبر هذا الأسلوب الجديد أكثر نجاعة من الحميات لأن الكثير من طرق معالجة زيادة السمنة تفشل بسبب عادات تناول الطعام السيئة للشخص، والتي تمنع كل تغيير وتدفع بالمريض في أغلب الأحيان إلى تناول الطعام بصورة أكبر بعد القيام بالحمية.
وتقول إيفون كروب التي تتعالج من زيادة السمنة إنها بدأت العلاج بالتنويم المغناطيسي وإنها راضية جدا عن النتائج. وأضافت للموقع الألماني دوتشه فيله “لقد فقدت 15 كيلوغراما خلال تسعة أشهر”.
ونجحت إيفون في إنقاص وزنها عبر الرياضة وتنظيم سلوك تناول الطعام من خلال التنويم المغناطيسي الذي يتم “بمخاطبة العقل الباطني، ولا يفكر المرء بأنه ممنوع من شيء ما. بل يتم التلاعب بالعقل الباطن بطريقة إيجابية، بحيث يلجأ المرء، إلى إزاحة الطبق جانباً حتى لو تبقى فيه شيء من الأكل. وعندئذ يقول لنفسه “أنا شبعان الآن ولا أرغب في أكل المزيد”.
فيما تقول أنيا فينكيلمان المتخصصة الألمانية في التنويم المغناطيسي إن ما يسمى بالأكل العاطفي يلعب دوراً مهما في تخفيف الوزن. فعند العودة إلى البيت بعد يوم عمل قاس يريد المرء مكافأة نفسه بالطعام، لكن هناك أيضاً من يأكل بسبب التوتر. و”على هذه النقطة بالضبط نركز في التنويم المغناطيسي”.
وأشارت المتخصصة الألمانية إلى أن “نسبة النجاح جيدة جداً، لكن من الصعب تحديد ذلك بالأرقام أو بالكيلوغرامات، إذ أن بعض المرضى استطاعوا بالفعل تخفيف أوزانهم بشكل كبير. لكن هناك آخرون لم يستطيعوا التخلص سوى من كيلوغرامين أو ثلاثة من أوزانهم، وهذا جيد أيضاً”.
الضماد الضاغط طريقة سهلة وفعالة ورخيصة لتخفيف الوزن ولبسه مريح وأنيق وغير ظاهر للعيان تماما
ضماد المعدة يقلل الجوع
كما نجح الكثيرون في تخفيف أوزانهم عبر تلقي جلسات التنويم المغناطيسي، تمكّن آخرون من الحصول على نفس النتيجة، بعد استخدام ضماد ضاغط على المعدة يشعرهم بالشبع، حيث طوَّر أحد الجراحين ضمادا يضغط على البطن من الخارج لتقليل الجوع. وبالتالي ينتج عن ذلك تصغير المعدة من دون تدخل جراحي.
ويقول الطبيب الجرّاح فوزي جبهة ذو الأصول التركية والذي درسَ الطب في جامعة كولونيا الألمانية ويعمل طبيباً مختصاً بإنقاص الوزن في مدينة كولونيا غرب ألمانيا، “من دون الضماد الضاغط يكون نحو ثلث حجم المعدة ممتلئاً بالهواء”.
وذكر الطبيب في فيديو نشره على الإنترنت أن إيقاع الحياة الحديث أسفر عن زيادة الوزن لدى الناس حول العالم وأن زيادة الوزن تعتبر تحديا صحيا للناس جميعا في جميع قارات العالم.
وقال “لقد أصبحت زيادة الوزن المرَضية تصيب حاليا كل رجل من عشرة رجال وكل امرأة من سبع نساء. وأظهرت دراسة حديثة لجامعة هارفارد أنه بعد عشر سنوات سيكون كل شخص من خمسة أشخاص على هذه الأرض مصابا بزيادة الوزن المرَضية”. ناهيك عمّا يرافق زيادة الوزن من أمراض مرافقة.
وفي سياق شرحه لمبدأ عمل الضماد الضاغط العامل على التخسيس والتخفيف من الوزن يقول جبهة إن رحلة تطوير ضماد “إفيه” الطبي بدأت عام 1996 في كلية هارفارد الطبية الأميركية، حيث نشأ لديه حافز إنتاج هذا الضماد حين كان يعمل كباحث علمي طبي.
الضماد الضاغط هو طريقة سهلة وفعالة ورخيصة لتخفيف الوزن
وأضاف “ومن خلال ملاحظاتي السريرية بالإضافة إلى دراستي لمخطوطات آسيوية تقليدية (من التراث الإسلامي) اهتديت إلى تقنية ضغط المعدة هذه”.
وفي سياق ذكره لمحاسن الاختراع الجديد يرى الطبيب أن هذا الضماد الضاغط هو طريقة سهلة وفعالة ورخيصة لتخفيف الوزن، ولبسه مريح وأنيق وغير ظاهر للعيان تماما وبالإمكان ارتداؤه تحت الملابس الاعتيادية. كما أنه لا يرهق الجسم بالأدوية وبآثارها وأضرارها الجانبية ويوفر على المصابين بزيادة الوزن مجازفة إجراء عملية جراحية مستقبلية محتملة لتصغير المعدة”، بحسب تعبيره.
تصغير المعدة علاج رائج
قبل اختراع الضماد الضاغط كانت عملية تصغير المعدة رائجة جدا حول العالم، لا سيما لأصحاب الأوزان الكبيرة جدا. ونقل موقع قناة “بايرن” الألمانية الإلكتروني بيانات تقرير “ريبورت كرانكهاوس 2016” الصادر عن شركة بارمر الألمانية للتأمين الصحي، والذي ذكر أن “عدد الأشخاص الذين أجروا عمليات تصغير المعدة والذين يتمتعون بخدمات شركة بارمر للتأمين، في تزايد كبير. وارتفع عددهم إلى ستة مرات في سنة 2014 أكثر مما كانوا عليه في سنة 2006”.
وأشار تقرير شركة التأمين الصحي أيضا إلى أن عدد الأشخاص الذين تلقوا علاجا لأمراض السمنة في سنة 2014 وصل عددهم إلى 7 ملايين شخص، وبزيادة مقدارها 14 بالمئة عن أعدادهم في سنة 2006.
جدير بالذكر أن هنالك طريقتين علميتين لتصغير المعدة يقع إجراؤهما من أجل إعطاء شعور الشبع المبكر للجسم. الطريقة الأولى تعتمد على إزالة 80 إلى 90 بالمئة من المعدة وإبقاء جزء صغير من المعدة على شكل أنبوب لحفظ الطعام. وشكلت هذه الطريقة نحو 45 بالمئة من عمليات تصغير المعدة في ألمانيا لعام 2014، نقلا عن موقع “فوكوس” الألماني.
أما الطريقة الثانية فتعتمد على قطع جزء من المعدة ليقوم بمهام المعدة الاعتيادية وربط المتبقّي من المعدة مع الأمعاء الدقيقة مباشرة. وبهذه الطريقة يتناول المرضى كميات أقل من المواد الغذائية. وتصغر المعدة بنحو 46 بالمئة عبر هذه الطريقة.
وذكر موقع قناة “أن تي فاو” الألمانية الإلكتروني أن إجراء عملية تصغير المعدة يعتمد على “مؤشر كتلة الجسم” الذي يربط بين وزن الجسم وطول الإنسان. وعندما يصل مؤشر كتلة الجسم إلى 40 ينصح الأطباء المريض بإجراء العملية. وعند الإصابة بحالات مرضية مصاحبة للسمنة يُنصح بإجراء العملية عند وصول مؤشر كتلة الجسم إلى 35.
على صعيد متصل، حذر التقرير الصادر عن شركة بارمر الألمانية للتأمين الصحي من مخاطر القيام بعملية تصغير المعدة، “لأنها لا تجلب دائما الفائدة المرجوّة منها”. وقال كريستوف شتراوب رئيس شركة بارمر بهذا الصدد “لا يمكن للمرء إزالة الدهون الغنية بإجراء عملية جراحية”.
الكويت ضمن قائمة أكثر الشعوب بدانة في العالم بالسنوات الأخيرة حيث يعاني 42.8 بالمئة من السكان من فرط الوزن
وأشار إلى أن عملية تصغير المعدة ليست بالعملية التي لا تحتوي على مخاطر، بل إنها عملية صعبة ولا يمكن إرجاع عمليات الجسم كما كانت عليه قبل العملية. وذكر شتراوب، وهو طبيب أيضا، أن العملية ترفع نسب الموت عند المرضى.
من جانب آخر ذكرت أخبار أن بعض الأشخاص الذين أجروا العملية لم يعانوا إلا نادرا من السمنة الزائدة أو من مشاكل النوم أو من ارتفاع ضغط الدم بعد إجرائهم العملية، نقلا عن موقع “فوكوس”.
كما كشفت دراسة أجريت في تايوان أن أنواعا معينة من جراحات إنقاص الوزن قد تضعف العظام وتزيد مخاطر الإصابة بالكسور. وتساعد جراحات إنقاص الوزن مثل تحويل مسار المعدة، مرضى السمنة على فقدان الوزن من خلال تقليل كمية الطعام التي يمتصها الجسم.
وقال كو-تشين هوانج كبير الباحثين في الدراسة وهو من كلية الطب في جامعة تايوان الوطنية بتايبيه إن الجسم يحرم من الكثير من العناصر الغذائية عندما يخضع المرضى لمثل هذه الجراحات. وقال هوانج “العناصر الغذائية التي يحرم منها الجسم في الغالب هي فيتامين “د” والكالسيوم والتي ترتبط بالإصابة بهشاشة العظام.. وربما توجد آليات أخرى ترتبط بالإصابة بالكسور”.
وكتب هوانج وزملاؤه في دورية الطب أنه خلال العقد الماضي زادت جراحات علاج السمنة -وهي تقنية تستخدم إما في تصغير حجم المعدة أو تحويل مسار أجزاء من القناة الهضمية- بسبعة أمثال. وذكروا أن بحثا سابقا أشار بالفعل إلى أن هذه الجراحات قد تزيد مخاطر كسور العظام.
ومن خلال قاعدة بيانات التأمين الصحي الوطنية تتبع الباحثون 2064 مريضا خضعوا لجراحات علاج السمنة في الفترة من 2001 إلى 2009 و5027 مريضا بالسمنة لم يخضعوا لهذه الجراحات.
وبشكل عام، وجد الباحثون أن المرضى الذين خضعوا للجراحة زادت مخاطر إصابتهم بالكسور بنسبة 21 بالمئة، خلال السنوات الخمس التالية للجراحة.
وقال هوانج إن جراحات علاج السمنة يمكن أن تقلل احتمالات الإصابة بأمراض مثل السكّري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم “لذا يمكن للمنافع أن تفوق المخاطر المحتملة إذا ما عرف المرضى كيف يحمون أنفسهم من مخاطر الكسور أو يقومون بتقيلصها”. وأضاف أن “أول ما يجب على المرضى القيام به بعد الجراحة هو تناول مكملات من فيتامين ‘د’ والكالسيوم”.
الرياضة وتنظيم سلوك تناول الطعام يساعدان على إنقاص الوزن
وأضاف “ثانيا يمكن أن يساعد التعرض للشمس وممارسة التمارين الرياضية في حمايتهم من هشاشة العظام.. وأخيرا يجب عليهم مزاولة بعض تمارين التوازن لتجنب السقوط”.
وكانت دراسة سويدية قد أظهرت أن تصغير المعدة يقلل من انسدادات الأوعية الدموية القاتلة بنسبة 40 بالمئة وأنها تخفض الأخطار المحدقة بالأوعية الدموية في مرضى السكّري بنسبة 30 بالمئة إلى 50 بالمئة. وفي دراسة أميركية تم إجراء عمليات تصغير المعدة على 100 شخص مصاب بالسمنة وهم مصابون في الوقت نفسه بمرض السكّري، وتمت مقارنة النتائج مع مرضى آخرين اعتمدوا في إنقاص وزنهم على الحميات الغذائية والأدوية.
وبعد ثلاث سنوات تبين أن تقنيات تصغير المعدة عملت على جعل مستويات السكر في الدم اعتيادية بشكل دائم وذلك لدى 24 بالمئة إلى 38 بالمئة من الأشخاص، في حين أن الطرق التقليدية تمكنت من ذلك فقط لدى 5 بالمئة من الحالات، وفق ما نشرت مجلة نيو إنغلاند المتخصصة.
كما أن الذين أجريت عليهم عمليات جراحية احتاجوا إلى أدوية أقلّ، وخسر كل منهم في المتوسط أكثر من 20 كيلوغراما من وزنه، أي أكثر بعشرين مرة ممن يتبعون الطرق التقليدية غير الجراحية في إنقاص الوزن، بحسب ما ينقل موقع زود دويتشه تسيايتونغ الإلكتروني.
ويوصي الخبراء بالتفكير فعليا في إجراء عملية جراحية لإنقاص الوزن إذا كان مؤشر كتلة الوزن أكثر من 50 وخاصة بعد فشل الوسائل التقليدية. أما إذا كان المؤشر أكثر من 35 أو أكثر من 40 فتنبغي أولا المحاولة مع الطرق التقليدية.
وعن تفشي السمنة، قال خبير مصري إن البلدان العربية تتصدر قائمة أكثر عشر دول في العالم تعاني شعوبها من البدانة لعام 2016، لأسباب تتعلق بعادات صحية واجتماعية متوارثة.
وأوضح استشاري جراحات السمنة بكلية طب جامعة عين شمس محمود لاشين أن القائمة التي نشرها مؤخرا موقع “غازات ريفيو” لأكثر شعوب الأرض بدانة لعام 2016، واحتوت على ست دول عربية تثبت أن بلداننا العربية تحتاج إلى مراجعات كثيرة فيما يتعلق بثقافة تناول الأطعمة.
ووفق القائمة فقد تربعت الكويت على قائمة أكثر عشر شعوب بدانة في العالم بالسنوات الأخيرة حيث يعاني 42.8 بالمئة من السكان من فرط الوزن، تليها السعودية بنسبة 35.2 بالمئة وحلت مصر رابعة بنسبة 34.6 بالمئة، ثم الأردن 34.3 بالمئة، ثم قطر في المرتبة الثامنة بنسبة 33.1 بالمئة.
علاج سمنة الأطفال في الصغر يسهم في تقليل الأخطار ويقيهم من زيادة الوزن والمشاكل الصحية عند الكبر
واحتوت القائمة أيضا على أربعة بلدان أجنبية هي بليز (أميركا الوسطى) في المرتبة الثالثة بمعدل 34.9 بالمئة، وحلت جنوب أفريقيا سابعة بنسبة 33.5 بالمئة، والمكسيك 32.8 بالمئة، والولايات المتحدة الأميركية في ذيل القائمة بمعدل 31.8 بالمئة.
طرق الوقاية من السمنة
حول سبل الوقاية من البدانة، قال محمود لاشين إن الحل يكمن في ثلاث خطوات:
*التغذية السليمة التي تعتمد بشكل كبير على الإكثار من تناول البروتينات والخضراوات والفواكه. والبعد عن النشويات والأطعمة المقلية والغنية بالسكر، وتجنب المشروبات الغازية والوجبات السريعة واللحوم المصنعة.
*ممارسة التمارين الرياضية كالركض والمشي والسباحة وغيرها بشكل يومي لمدة نصف ساعة للمساعدة في تنشيط الدورة الدموية وحرق الدهون.
*تغيير الموروثات الثقافية والاجتماعية المنتشرة في بلداننا العربية، وهي الاعتقاد خطأ بأن الجسم الممتلئ دليل على الصحة الجيدة وخاصة عند الأطفال، وهذا يتنافى مع الحقائق العلمية التي تحذر من خطر الوزن الزائد على الصحة.
ودعا لاشين أولياء الأمور إلى ضرورة مكافحة سمنة الأطفال المنتشرة بشكل لافت في البلدان العربية بسبب كثرة الوجبات الجاهزة والمشروبات الغازية التي يتناولها الأطفال، والجلوس كثيرا خاصة بعد انتشار إدمان الإنترنت وألعاب الفيديو.
ورأى الخبير الطبي أن علاج سمنة الأطفال في الصغر يسهم في تقليل الأخطار ويقيهم من زيادة الوزن والمشاكل الصحية عند الكبر، ويكون ذلك باتّباع الأنظمة الغذائية الصحيحة والاستعانة بالأطباء المتخصصين في هذا المجال للوصول إلى نتائج جيدة.