دول الخليج
السعودية :أزمة ليالي أبها.. هل تعيد النظر بأسعار تذاكر الحفلات؟
السعودية – فتح القرار السلبي بتأجيل حفلات ليالي أبها باب التكهنات في مواقع التواصل الاجتماعي على مصراعيه، لا سيما أن البيان المشترك الصادر عن مجلس التنمية السياحية بعسير وشركة روتانا للصوتيات والمرئيات لم يحدد بدقة موعد عودة الحفلات الغنائية، ولم يجب عن كثير من تساؤلات المتابعين واستفسارات الجمهور الذي حصل على التذاكر منذ وقت مبكر، وبعض النظر عن قرار التأجيل الذي يجده البعض أنه لم يكن مناسباً لأسباب من أهمها أن هذه الانطلاقة المتعثرة بعد توقف دام 10 أعوام لا تليق بمسرح المفتاحة الكبير ذي التاريخ المشهود له في حسن التنظيم والتجهيز والترتيب حتى وصل إلى مكانته التي صار معها من أهم المهرجانات الفنية في المنطقة، ولم يتأثر في يوم ما باعتذار فنان أو عدم تجاوبه مع اللجان المنظمة أياً كانت قيمة هذا الفنان أو ظروفه، فهو محل تقدير ولكن “المفتاحة” كان أكبر من الجميع، ويجب أن يحافظ على صورته الذهنية ويبقى كذلك.
التذاكر وموقف خالد
الأمر الآخر الذي كان السبب المباشر للتأجيل هو عزوف الجمهور عن الحفلات بسبب ارتفاع أسعار التذاكر، وهذا الأمر ليس سراً، فقد علق #الفنان_خالد_عبدالرحمن الجرس وتحدث بشفافية وشجاعة، وهو صاحب الشعبية الكبيرة وأحد الأسماء الراسخة في ذاكرة “المفتاحة” عندما طالب روتانا في حديث مع الزميل يحيى زريقان قال فيه ما نصه: “عندي ملاحظة قوية جداً ضد غلاء التذاكر، أنا كلمت أحد المسؤولين في هيئة الترفيه وقلت له أنا مستعد أتنازل عن أجري مقابل أن التذاكر تنخفض، إحنا والله نتعاطى مع الأمر كتواجد ومشاركة ما هو ككسب وربح، ياخي والله بالحرف الواحد قلت لهم 500 ريال تعبي البيت أرزاق تجيب خير ولله الحمد يروح يدفعها الواحد في حفلة وين حنا فيه؟ خل أعلى تذكرة للمقتدر والله معطيه يدفع 750 ريالا، لكن المفروض أن التذكرة ما تتعدى 500 ريال ولا تقل عن 150 ريالا خلها في متناول اليد”.
وهدد خالد حينها على الهواء بأنه سيلغي حفلته ويعتذر نهائياً إذا تجاوزت أسعار التذاكر 500 ريال، وهو الشيء الذي حدث على أرض الواقع وتسبب في إلغاء الحفلة من قبل روتانا رغم وجود الفنان #علي_عبدالكريم الذي استبشر الجمهور بإطلالته وعودته إلى المحافل المحلية بعد غياب، وكذلك الاعتذار المفاجئ من الفنان #رابح_صقر.
تأجيل أم هروب
وعند الحديث عن ضعف في التنسيق أو عدم وجود احترافية في احتواء الوضع بين جهتين إحداهما حكومية تطمح لنجاح مهرجانها السنوي واحتفالها كونها عاصمة للسياحة العربية عام 2017 والأخرى شركة تحسب الأمر بأرقام الربح والخسارة بمنظور” براغماتي” بحت، هذا التضارب كان من الممكن احتواؤه مبكراً من خلال تسويق التذاكر بطرق احترافية وجلب الرعاة وتغطية جوانب القصور في ظل وجود المؤشرات والأرقام منذ وقت مبكر تشير إلى ضعف في الإقبال على التذاكر لارتفاع الأسعار، أما اللجوء إلى التأجيل فهو هروب من المشكلة من أقصر الطرق وكان من المفترض من مجلس التنمية السياحية في #عسير ألا يقبل بذلك تحت أي مسوغ كان، ولكن يبدو أن الأمر تم بصورة ارتجالية سريعة لدرجة أن بعض الفنانين المتواجدين في أبها تفاجأوا بالخبر بعد تسريبه إلى وسائل الإعلام.
فيما تم إبلاغ فنانين عن طريق رسائل “واتساب” بطريقة غير احترافية، الأمر الآخر الذي يخشاه بعض الفنانين وجمهورهم أن تجد روتانا في التأجيل الذي فرضته على أرض الواقع ذريعة لاستبعاد بعض الأسماء من المشاركة، مستغلة عدم وجود عقود تربطها ببعض الفنانين وإحلال آخرين مكانهم، وإن تم ذلك فهو يعكس حجم الارتباك وعدم الوضوح في الرؤية من قبل روتانا، وهذا #السيناريو_السلبي الأسوأ منه سيكون عدم إقامة الحفلات بصورة نهائية والاكتفاء بحفلة الفنان محمد عبده في ظل عدم وجود جدوى اقتصادية لروتانا من ذلك ضاربة بكل التسهيلات الممنوحة لها عرض الحائط، وسيكون بلا شك الأمر محرجاً لـ”سياحة عسير” التي تنهال عليها الأسئلة منذ لحظة إعلانها التأجيل عن المواعيد الجديدة المرتقبة.
وحري بالقول إن ما حدث في أبها يعكس بوادر أزمة بدت تلوح في الأفق لقطاع مهم في الترفيه (الحفلات الغنائية)، وقد يتكرر الأمر نفسه في الرياض أو جدة مستقبلاً، إذ لم يتم تلافي الأخطاء وإيجاد حلول أخرى للخروج من نفق أزمة التذاكر المظلم.