سياسة
فوز ميركل في الانتخابات يمنح ماي دفعة قوية في مفاوضات بريكست
تتجه أنظار السياسيين إلى الانتخابات الألمانية التي ستكون عاملا مهما في عملية صنع السياسات في بريطانيا خلال الفترة القادمة، وتحديدا البريكست.
ويرى سيمون أشروود المحلل السياسي بجامعة ساري البريطانية أن موقف رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الضعيف بعد خسارتها الأغلبية البرلمانية في الانتخابات التشريعية، سيجعلها ترحب باستمرار بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الحكم لفترة جديدة.
فعندما قامت تيريزا ماي في مارس الماضي بتفعيل المادة رقم 50 من معاهدة لشبونة، التي تمثل السبيل لأي دولة من دول الاتحاد الأوروبي للخروج من التكتل، وبدأت بشكل رسمي مفاوضات البريكست بعد أن استمرت عضويتها في الاتحاد أكثر من 40 عاما، كان أول مسؤول تتصل به هاتفيا هو أنجيلا ميركل.
ويقول أشروود الذي يركز حاليا على عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إنه يتعين على السياسيين البريطانيين أن يستثمروا مكانة ألمانيا المهمة للغاية داخل الاتحاد الأوروبي، في أي نتيجة ستسفر عنها الانتخابات، لأنه ستكون لها تأثيرات مادية عليهم. ويعتقد المحلل أن التأثير الرئيسي للانتخابات سينصب على الاتجاه العام لمفاوضات الخروج خلال مراحل مسارها، وتتخذ الحكومة الألمانية في الوقت الحالي موقفا بناء نسبيا تجاه عملية تطبيق المادة 50، ومن هنا فإنها تريد التوصل إلى اتفاق، وتود أن تكون لها علاقات وثيقة مع المملكة المتحدة. وهذا يمثل أولوية لأي حكومة تتزعمها ميركل. لكن يمكن أن يظهر نوع من التغيير في السياسات في حال انتهت نتيجة الانتخابات إلى حكومة لا يقودها حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي.
ويرى أشروود أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا كان ملتزما بشكل عام بموقف أكثر حذرا إلى حد ما تجاه البريكست، أو راغبا بدرجة أكبر قليلا في استخدام عملية الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، كوسيلة لدفع أجندات أخرى إلى الأمام، وهذا قد يجعل مفاوضات بريكست أكثر صعوبة.
وتظهر استطلاعات الرأي حاليا أن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي سيهيمن مرة أخرى على أي مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية في ألمانيا، إلا أن نتائج الانتخابات في الأعوام الأخيرة لا تنطبق على ما تشير إليه استطلاعات الرأي العام.
وتحظى وجهة نظر تيريزا ماي بتعاطف نسبي في ألمانيا، ومن المتعذر أن يمنحها زعيم آخر غير ميركل وضعا أكثر قبولا من هذا الوضع الذي تتمتع به في الوقت الراهن، لكن أي حكومة ألمانية ستكون حريصة في المقام الأول على كفالة مصالح ألمانيا، وهذا سيكون له دائما تأثيره.
ولا يمكن القول إن ميركل تبذل قصارى جهدها لمساعدة ماي، ولكنه يعني إمكانية إزالة إحدى العقبات التي يتعين اجتيازها في إطار عملية المادة خمسين برمتها، حيث تسير عملية التفاوض بشأنها بصورة بطيئة لتقترب على نحو لا يمكن تجنبه من مارس 2019.