سلايد 1

الحفاظ على نوم جيد ومنتظم ضمان لسلامة المخ وسعادة الإنسان

كشفت أبحاث علمية حديثة أن النوم يلعب دوراً مهما في إزالة السموم من المخ، حيث أن بعض خلايا المخ تتقلص أثناء النوم وهذا يفتح ثغرات بين الأنسجة ويسمح للسوائل بغسل “النفايات العصبية”.

ووفقاً للأبحاث التي نشرت في مجلة ساينس يسمى نظام إزالة النفايات من المخ بالنظام الغليمفاتي الذي وجدت الأبحاث أنه يكون في الواقع أكثر نشاطاً 10 مرات أثناء النوم.

ويعرف السائل الذي يدور في المخ باسم السائل النخاعي، وهو سائل يفرزه من أجل جلب المواد المغذية وإزالة النفايات من خلال حاجز الدم في المخ. هذا الحاجز عبارة عن جدار طبيعي موجود حول المخ لمنعه من لمس الدم مباشرة ويعمل على وقايته من مسببات الأمراض المنقولة عن طريق الدم.

وأشارت الأبحاث إلى أن الزيادة في تدفق السائل النخاعي تجلب المزيد من العناصر المغذية وتزيل من المخ الكثير من المواد غير المرغوب فيها.

الدماغ يقوم بعملية تعلم تتضمن تثبيت بعض الذكريات ومحو البعض الآخر أثناء مراحل النوم المختلفة. ويفسر ذلك بتوصل الدماغ إلى حلول لبعض الأمور والمشاكل

ونتيجة لتراكم البروتينات التالفة في المخ فإنها تتسبب جزئياً في أمراض مثل الزهايمر أو باركنسون، وكل ما على الشخص القيام به للحصول على هذه الفوائد هو أخذ قسط مناسب من النوم فقط.

ووجدت دراسة فرنسية جديدة أُجريت في جامعة باريس ديكارت تحت إشراف البروفيسور توماس أندريون ونشرت في دورية “نيتشر كومينيكيشن” أن الدماغ يستطيع توصيل بعض النقاط العصبية أثناء النوم، خاصة أن الوصلات العصبية تستعيد مرونتها خلال ساعات الراحة، ما يمكّنها من القيام بنشاطها على نحو أفضل.

وخلال الدراسة تمت مراقبة أنشطة الدماغ لـ28 شخصاً أثناء النوم، وتم رصد أنشطة الوصلات العصبية التي كشفت عن قيام الدماغ بمحو بعض المعلومات وتثبيت البعض الآخر، وإعادة توصيل بعض الأمور من جديد، ما يساعد على إيجاد حلول للمشاكل العالقة.

وقامت الدراسة على اقتراح فرضية أن الدماغ يقوم بعملية تعلّم تتضمن تثبيت بعض الذكريات ومحو البعض الآخر أثناء مراحل النوم المختلفة. ويفسر ذلك بتوصل الدماغ إلى حلول لبعض الأمور والمشاكل التي يواجهها الإنسان ولا يستطيع التوصل إلى قرار بشأنها خلال اليقظة، حيث تساعد عملية المحو والتثبيت على إعادة بناء الوصلات العصبية، ومن ثمّة تقييم الأمور أثناء الراحة.

ويشغل نشاط الدماغ أثناء النوم الكثير من الباحثين في مجالات علم الأعصاب ووظائف الدماغ خلال العقدين الأخيرين. وقد كشفت الأبحاث العلمية الحديثة أن النوم يلعب دوراً في إزالة السموم من المخ، وبالتالي يلعب دور المطهر والمنشط لتنظيم عمل الدماغ.

وأجرى علماء في ولاية أريزونا الأميركية مسحًا على الدماغ أظهر أن سرّ السعادة هو الحصول على 7 ساعات و6 دقائق من النوم ليلًا، وهي المدة التي وجد أن الأشخاص السعداء يحصلون عليها بشكل منتظم.

وكشفت الدراسة التي نشرتها مجلة “إيلي” الأميركية، وأجريت على 2000 شخص، أنّ من حصلوا على قسط من النوم ليلًا بانتظام لمدة أقل من 6 ساعات و48 دقيقة، كانوا الأقل سعادة عمومًا في علاقاتهم.

كما بينت نتائجها أن قليلي النوم يعانون من القلق المستمر، وعدم القدرة على الشعور بالتقدير لذواتهم، أو لما يتمتعون به على كافة المستويات في الحياة.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص قليلي النوم يتصفّحون في الغالب هواتفهم بشكل جنوني ومرتبطون بالأجهزة الإلكترونية أكثر من الأشخاص في الواقع، بجانب ارتباطهم الزائد بالعمل حتى في أوقات الراحة والإجازات.

إغلاق