العراقجمعيات ومنظماتدول الخليج

العراق – القوات العراقية تواصل تقدمها في تلعفر وسط معارك عنيفة

بغداد- قال مصدر عسكري عراقي إن القوات الأمنية توغلت صباح الأربعاء في الأحياء الشرقية والجنوبية لقضاء تلعفر وسط معارك عنيفة في اليوم الرابع لانطلاق معارك استعادة السيطرة على القضاء من قبضة “داعش”.

وقال الملازم أول في الفرقة التاسعة بالجيش سمير داوود المحسن إن “قوات الفرقة المدرعة التاسعة ترافقها قوات من الحشد الشعبي توغلت صباح الاربعاء في أحياء المنتظر والجزيرة والنصر في المحور الشرقي لقضاء تلعفر وسط معارك عنيفة مع مسلحي داعش”.

وسيطرت القوات على ثلاثة أحياء في المدينة التي تعد أحد آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، تزامنا مع تأكيد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس من بغداد دعم بلاده للمعركة ضد التنظيم.

وبعد أكثر من شهر على طرد التنظيم من الموصل، ثاني مدن العراق، بدعم من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة إثر تسعة أشهر من المعارك الدامية، بدأت فجر الأحد معركة تلعفر.

وتلعفر الواقعة على بعد سبعين كيلومترا الى الغرب من الموصل، هي إحدى المدن الإستراتيجية الرابطة بالحدود السورية.

واقتحمت القوات العراقية تلعفر من محاور عدة في اليوم الثالث من العمليات التي تشارك فيها قوات الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الارهاب وكذلك الحشد الشعبي وهي فصائل مساندة للقوات العراقية ومعظم أفرادها من الشيعة.

وأفاد بيان للحشد الشعبي أن “اللواءين الحادي عشر والثاني في الحشد الشعبي حررا حي النور جنوب شرق تلعفر بالكامل” وكذلك “الحي العسكري شمال شرق تلعفر”.

واضاف أن “اللواء الحادي عشر وفرقة التدخل السريع (التابعة لوزارة الداخلية) وقطاعات الجيش العراقي تمكنت من تحرير حي الكفاح بالكامل من سيطرة داعش الاجرامي”.

وقال المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي النائب احمد الاسدي لفرانس برس “ان الاشتباكات عنيفة (…) لكن هناك انهيارا لدفاعات داعش على الخطوط الامامية”.

بدوره، اكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن “قطاعات من الفرقة المدرعة التاسعة بمشاركة قوات الحشد الشعبي، باشرت اقتحام قضاء تلعفر من الجهة الشرقية للمدينة ومستمرة في التقدم”، في حين اقتحمت “قوات جهاز مكافحة الارهاب مركز قضاء تلعفر من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة”.

وتمكنت القوات العراقية من استعادة مدن مهمة ومناطق واسعة من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر عبر هجوم شرس منتصف عام 2014 على ثلث مساحة العراق.

وأعربت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الثلاثاء عن قلقها من نزوح آلاف المدنيين من تلعفر. واشار بيان للمفوضية الى وصول 1500 عائلة الى معسكر للعبور جهز خلال الايام الاخيرة، وهناك استعدادات جارية لاستقبال 22 الف شخص ممن يفرون من تلعفر.

وأعلنت الأمم المتحدة أنّ زهاء “30 ألف مدني محاصرون بسبب المعارك” الدائرة في مدينة تلعفر.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة سيتفان دوجاريك خلال مؤتمر صحافي، إنّ هناك “مساعدة إنسانيّة يتم تقديمها عند نقاط تجمع في جنوب تلعفر وشرقها”، موضحاً أنّ “أكثر من 300 شخص أتوا إلى تلك النقاط” يوم الإثنين.

وتزامن التقدم السريع للقوات العراقية في تلعفر، مع زيارة وزير الدفاع الاميركي ماتيس الذي عقد اجتماعات مع قادة عراقيين بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد.

وجدد الوزير الاميركي دعم بلاده للعراق في حربه ضد الجهاديين، محييا “المدن المحررة وتخليص الناس من الجهاديين” ومؤكدا ان “تنظيم الدولة الاسلامية في طريقه للاندحار”.

واضاف ان الجهاديين “ثبت انه لا يمكنهم مواجهة قواتنا في المعركة ولم يستعيدوا شبر ارض من الاراضي التي خسروها”. بيد انه حذر قبل وصوله الى بغداد ان التنظيم المتطرف “لم يختف بعد ولن يحصل ذلك قريبا”.

وأضاف أن معركة الموصل “كلفت القوات العراقية أكثر من ستة آلاف جريح وأكثر من 1200 قتيل”.

لكن رغم ذلك، استعادت تلك القوات ثقتها. وشدد ماتيس على أن استعادة الموصل ما كانت لتحدث “من دون ثبات رئيس الوزراء العبادي في إعادة تشكيل هذا الجيش الذي كان مشتتا في العام 2014، الجيش الذي ورثه”. كما ان التدريب المكثف والتخطيط والدعم الناري من الجيش الأميركي، كان لهما دور كبير في تحقيق هذا النصر.

إغلاق