مال واقتصاد
عملة لايتكوين نجم جديد في ثورة العملات المشفرة
تشير البيانات إلى قيمة عملة لايتكوين تضاعفت بنحو 14 مرة خلال العام الحالي ليصل سعرها إلى 64 دولارا بعد أن كانت قيمتها تقل من 5 دولارات في يناير الماضي.
ورغم أن قيمتها تقل كثيرا عن وحدة البيتكوين إلا أن نسبة ارتفاع لايتكوين يفوق ضعف نسبة الارتفاع التي سجلتها بيتكوين التي تستأثر لوحدها بنحو 60 بالمئة من قيمة العملات المشفرة المتداولة التي تصل الآن إلى نحو 150 مليار دولار.
وقد عزز ذلك من المخاوف من الثورة الهائلة للعملات الرقمية الخارجة عن سلطة ورقابة جميع السلطات المالية في العالم من تزايد الاعتراف بها كوسيلة للدفع من قبل الشركات والمصارف.
وأصبحت لايتكوين خامس أكبر عمله إلكترونية من حيث القيمة، لكن نموّها الأسرع من نظيراتها بدأ يثير جدلا واسعا بين خبراء الاقتصاد بشأن المدى الذي سيصل إليه نموّ العملات الرقمية.
وخرجت لايتكوين إلى النور لأول مرة في عام 2011 عندما أطلق تشارلي ليي، الذي كان يعمل في شركة غوغل، العملة الجديدة، وسرعان ما سجلت مركزا هاما بين العملات الإلكترونية لتحتل المركز الخامس بعد بيتكوين واثيريم وكاش وريبل.
طارق قدومي: استخدام العملات المشفرة في أعمال غير مشروعة لا يعني أن الخلل فيها
وتتميز عملة لايتكوين عن نظيرتها في سرعة المعاملات البنكية الرقمية من حساب إلى آخر، إذ تأخذ أقل من دقيقتين للانتقال على عكس بيتكوين التي قد تصل مدة تحويل المبلغ إلى 100 دقيقة.
ويرى مؤسس لايتكوين أن “مستقبل العالم في العملات الرقمية وأن بيتكوين نجحت في أن تكون أهم العملات بسبب قوة شبكتها وصلابتها الأمنية”.
ويقول ليي إن “الأمر الذي سيجعل لايتكوين تشارك بيتكوين في المستقبل هو أن لايتكوين ستقدم نفس المميزات وستضيف إليها سرعة تنقل الأموال بتكلفة أقل”. وأشار إلى أن “البيتكوين ستكـون مثل العملة الذهبية للرقميات بينما لايتكوين هي العملة الفضية”.
وتختلف العملات الرقمية عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها، ولكن يمكن استخدامها كأي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية.
وتستفيد عملة لايتكوين من النجاح الضخم الذي أحرزته العملات الرقمية خلال الأعوام الماضية وارتفاع قيمتها المادية في السوق العالمي واعتراف دول مثل ألمانيا بها، إضافة إلى محاولات العديد من الدول أبرزها اليابان وكوريا الجنوبية في تشريع قوانين خاصة بتلك العملات.
وسجلت عملة لايتكوين استخدما واسعا مع العملة الصينية اليوان رغم أن السلطات هناك تفرض قيودا على العملات الرقمية.
وتتعرض العملات الرقمية لاتهامات باستخدامها في تعاملات مالية غير مشروعة. ويقول خبراء إن العملات الرقمية تصب في مصلحة الإرهابيين وتجار السلاح والجنس والمخدرات لأنها تتيح سهولة نقل الأموال دون الكشف عن هوية العملاء.
ويقول الخبير الاقتصادي ليفي ماكسي إن “العملات المشفرة قادرة على حجب هوية القائمين بالعمليات وتحويل الأموال في كافة أنحاء العالم بطرق غير شرعية وأن الإرهابيين هم الأكثر استخداما لتلك العملات”.
تشارلي ليي: مستقبل العالم في العملات الرقمية ولايتكوين تمتاز بسرعة انتقالها بين المتعاملين
لكن مؤسس منصة “بيتكوين مينا” طارق قدومي يدافع عن عملة بيتكوين ويقول إنها “توفر الشفافية المطلوبة للحكومة والسلطات الرقابية، وتعطي للمتتبع طريقة حصول المستخدم على بيتكوين وطريقة إنفاقها”.
وأضاف أن “استخدام الدولار في عمليات غير مشروعة من قبل البعض ليس معناه أن العيب في الدولار، وإنما في الأشخاص الذين يقومون بتلك الأفعال، وعدم القدرة على ضبطهم لا يمكن إرجاعه إلى العملة التي يتم تنفيذ هذه العمليات بها”.
وتعمل الشركة المؤسسة لعملة لايتكوين حاليا على تطوير آلية سك العملة وتعزيز سرعة المعاملات أكثر فأكثر، وهو ما يعمل يعتبر الشغل الشاغل لكافة العاملين في سك العملات الافتراضية في العالم.
وتسعى منصات تداول العملات الإلكترونية إلى تفعيل آلية جديدة لتسريع المعاملات عن طريق تكنولوجيا جديدة تسمى “الشبكة الماسية” والتي يمكنها دمج العملات الإلكترونية المختلفة معا.
وشرح ليي أن “الشبكة الماسية ستسمح يحتوي حسابه الإلكتروني عملات مختلفة التحويل بين تلك العملات بسهولة في دقائق معدودة”.
ويرتفع عدد مستخدمي العملات الرقمية سنويا بشكل كبير مما يجعل الكثيرين يتوقعون أن تحل محل العملات التقليدية، في حين يرى آخرون أنها بعيدة تماما عن أن تكون بديلا بسبب سهولة اخترقها.